قيس سعيد يتسلّى بعرض رسم كاريكاتوريّ على رئيسي الحكومة والبرلمان

خلال أولّ فرصة يجتمع فيها الرؤساء الثلاثة منذ فترة، لم يتردد رئيس الجمهورية قيس سعيد في تمرير رسائل الى كلّ من رئيسي الحكومة والبرلمان الذي تتسّم علاقته معهما بالتوتّر.

أطلع قيس سعيد كلّا من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي  ورئيس الحكومة هشام مشيشي على صورة كاريكاتورية يعود تاريخها إلى سنة 1936 نشرت في جريدة الشباب وضعها محمود بيرم التونسي.

يظهر في الرسم الكاركاتوريّ، سيدة مستلقيّة على فرش المرض تلبس رداء قرطاجيّا ملكيا وتمثّل تونس، التي يصفُ لها الطبيب دواء لدائها- ونرى في الوصفة التي يقدمها الطبيب للصيدلاني : برلمان تونسي محترم ووزارة كاملة مسؤولة مع جملة "حضّرلها هذا الدواء وهي تبر باذن الله."

لم تُضمّن رئاسة الجمهورية نصّ الحوار الذي دار بين الرؤساء وقيس سعيد يقدّم مواعضه ساخرا من الرئيسين، في احالة الى أنّ هذا الرسم الذي يعود لثلاثينات القرن الماضي مازال صالحا لليوم ويمكن بسهوله تنزيله على الواقع الحالي اذ أنّ مرض تونس حاليا وفق الرئيس هو برلمانها غير المحترم ووزارتها (أي حكومتها، الوزارة الأولى سابقا) غير المسؤولة!

يتسلى قيس سعيد في كلّ مرة بذكر أمثلة تاريخية لا شكّ أن باردو والقصبة لا يفهمان معناها. من الاخشيدي الى زقفونة أبي العلاء المعريّ الى صحافة بيرم التونسي التي مزجت الفكاهة والنقد والرأي، وفي كل مرّة نرى ملامح الحيرة والاستفهام على وجهي المشيشي والغنوشي البعيدين عن هذه المراجع التاريخيّة العربيّة.

لنشر الى أن بيزنس نيوز تمكّنت من معرفة مصدر هذا الرسم في نسخته الأصلية، مجموعة الاستاذ المحاضر بمعهد الصحافة محمد حمدان. في بداية كل سنة دراسية بمعهد الصحافة وتحديدا في درس تاريخ الصحافة، يتعرّف الطلبة على صحافة الثلاثينات الساخرة والنسخ باللهجة التونسية ونصوصها السياسية التي توجه نقدا لاذعا عبر الفكاهة والأمثلة الشعبية- حينها كانت أغلب النسخ تصدر سرّا، لكن التونسيين يستمتعون بقراءتها في مجموعات في الجلسات والمقاهي لما كان فيها من حكم ومزاح ساهم في جعل الصحافة والخبر أقرب للفئات الشعبية.

من خلال النسخ النادرة الموجودة بالمعهد والتي عُلّق بعضها على الجدران ويُحفظ بعضها في الأرشيف، يتعرف الطلبة على دور الصحافة في النضال الوطني.

كانت تونس رائدة في مجال الصحافة الهزلية قبل جارتها العربيات مصر وسوريا. من العناوين الأخرى نذكر صحف "قزدور" و"الزهو" لـ عثمان الغربي، و"السردوك" لـ الشاذلي الفهري، وصحيفة "السرور" لـ علي الدوعاجي و "زهو البال" لـالعربي التركي ، و"النسناس" لـمختار سعادة .

ع.ق