للي فاتتهم قافلة التاريخ
مكتوب علينا إننا نعيشوا نتفرجوا في المهازل تتعاود تقريبا بنفس التفاصيل و الحيثيات و هذا من المفروض إنو الشعوب تعيشها الحكاية مرة في القرن كان موش أكثر نحنا مع كل حكومة و انتخابات نعيشوا فيها : يعني بمعدل مرة في العام . نمشيو ومصدقين الي نحنا مواطنين و مواطنات عملنا ثورة و في مرحلة انتقال ديمقراطي و الي نحنا أصلا الديمقراطية الفعلية الوحيدة في المنطقة و نظموا انتخابات و نمشيو نصوتوا و الحال إننا واعين و نعرفوا إنو اللعبة مغشوشة و إنو قوانين اللعبة مضروبة و مستحيل لا يخليو تونس تكون ديمقراطية ولا نحنا نكونوا مواطنين و مواطنات . و لكن إستمرينا طيلة عشرة سنين يا خاطر سلمنا و هزينا يدينا و خاصة بعد غدر الباجي قايد السبسي و نداء تونس يا خاطر نحنا مواطنين و مواطنات سذّج و صدقنا الي نحنا في ديمقراطية ، على كل المهزلة إنتهت في 25 جويلية بلي نعرفوه الكل و تصورنا إنو بعد حجم الخراب الي ألحقوه الخوانجية و زبانياتهم بالدولة التونسية و اقتصادها و أمنها و مؤسساتها و كل القطاعات الحيوية بش يكون تاريخ 25 جويلية فرصة بش نتوحدوا و نشمروا على ذراعاتنا و ننطلقوا في إعادة البناء ولا في التصحيح هكاكة الحق المصطلحات ماعادش تعنيلي بقدر ما ما يعنيلي إننا نقدموا .
و كان الأمر كذلك توحدنا : توانسة ضد توانسة . و الأدهى و الأغرب موقف ما يسمى بالأحزاب المنتمية للعائلة الوسطية الحداثية والتقدمية . نفس العائلة إلي عدات عشرة سنين تفضح في ممارسات الإخوان في الإعلام بالكلام فقط و الي عدات عشرة سنين تنبه من مخاطر حكم الإسلاميين و تفردهم بالسلطة و مشروعهم الظلامي الي ناوي على قريب ولا بعيد يطمس الهوية الوسطية المعتدلة للتونسيين و فجأة بقدرة قادر ، تحولت لمدافع شرس على منظومة ما قبل 25 جويلية و على عودة مجلس نواب الشعب الي بلا بيه لا يمكن أن تستقيم الديمقراطية و بداو يعددولنا في خصال وإيجابيات دستور 2014 الي "تكتب بدم الشهداء " و كأنو بقية العشرية التعيسة ما تبناتش بدم و دموع التوانسة و لا لازم تكون عندك كارطة حزبية بش تولي شهيد و لا كأنو ثمة شهداء درجات هوما الي كانوا يراو في دستور 2014 كل التناقضات و خطر إنو يتم تأويلو بأخطر الطرق إذا ما إستولاو الخوانجية على السلطة . سكيزوفرينيا سياسية ؟ إنفصام في الشخصية ؟ حالة هذيان ؟ السؤالات تتطرح لأنو لو نرجعوا للتصريحات الي كانت تدعو " للحداد على الوطن و الدولة " و تحكي على " عودة دولة القمع و البوليس " بعد مشاهد مزرية ريناها تحت حكم المشيشي اليوم الناس و نفسها ولا جزء منها تحكي على إنقلاب و سلطة الفرعون و جو معادي لل حريات و الخوف و الشك و الريبة و كأننا نعيشوا في زوز عوالم مختلفة .
إنو الناس تخاف هذا حق شرعي و مشروع و إنو الناس ماذابيها ما تتلمش كل السلط في يد شخص هذا معقول جدا أما إنو نعيشوا في بلاد المعارضة الحالية يعني الجماعة الي تندد بالإنقلاب موجودة في الإعلام الوطني ولأجنبي أكثر من غيرها و تتظاهر و تكتب و تنشط و تمارس في الضغط يخلينا نقولوا إنها نهاية التجربة الديمقراطية فهذا يعني إنو يظهرلي عندنا مشكلة عويسة في تحديد المفاهيم و يظهرلي صار في أذهاننا خلط كبير بين الديمقراطية والفوضى العارمة الي كنا عايشين فيها .
و المسرحيات العقيمة لخلق و إنتاج بطولات وهمية و إنتصارات وهمية بش نكتسحوا وسائل الإعلام و نستعطفوا خاصة الأجانب فهذا دليل إنو اللعبة من أولها كانت مغشوشة و إنو قوانينها ما تحطتش بش تحقق مكاسب للشعب التونسي و إنما تحطت بش كمشة يهبطوا هالشعب يمصولو دمو و هوما شايخين و زاهين . هالأحزاب هاذي الي اليوم تستغل أي خبر ولا بيان ولا معطى و لا مؤشر إقتصادي بش تضرب ما بعد 25 جويلية الي هو يبقى مسار سياسي عندو انجازاتو ومكاسبو و عندو زادة أخطاؤو نحب اليوم نسألها : شنوة حسيلتكم في العشرة السنين الي فاتوا ؟ عمليا بعيدا عن الخطابات الي قد ترضي بعض المانحين ، هالشعب الي وصل يموت في الشارع لن نقص الأوكسيجين ، هالشعب الي مازال يموت في الڨمم ، هالشعب الي مازال يحرق في الشقوفات و في جلدو ، كيفاش إنتوما ساهمتوا كمعارضة قبل في تحسين واقعو ؟ باهي ما كنتوش تحكموا خلينا نكوونا واقعيين ! كمعارضة تغلغلتوشي على الأقل في الأحياء الشعبية والمناطق الريفية ؟ حسنتوش وعي المواطن و فسرتولو الوضع و المشهد العام ؟ عشرة سنين كان تتعاود غدوة إنتخابات ما عدا إنكم تتلاهفوا من دار الضيافة للقصبة على منصب ولا على تكليف تنجموش تقولولنا اش حضرتوا بش تدخلوا الطرح الجاي ؟ على سبيل المثال بعد ما تسكر المجلس عبير موسي كل يوم و هي تدور من ولاية لولاية مع نوابها و حزبها و في إتصال مباشر مع المواطنين : ضربوها بالعظم في باجة و إستاماتت لين جاء الأمن و كملت إجتماعها فماتبهتوش كان تلقاوها في مجلس نواب غدوة و ماعدا إنكم بش تبداو تحضرولها في دوسيات عليها و على زوجها و كيفاش هي محامية التجمع و خذات منحة و تشككوا في شهايدها و بعد كيف يوفاو الحجج هاذوم تصورولها هندامها ولا وجهها و تضحكوا عليها آش حضرتوا آخر ؟ آش حضرتوا بش سعيد ما يتغولش هو ولا غيرو ؟ آش ناوين تقدموا للشعب غير خاطاباتكم المفلسة و ممارساتكم الي كلاها الصديد ؟ فيقوا قافلة التاريخ فاتتكم حتى كان كبشتوا في جلباب الخوانجية .
تعليقك
Commentaires