أهم تغيرات أزمة كوفيد-19 في سلوك المواطنين التونسيين حول شبكة الإنترنت

بينما يلتزم العديد من المواطنين التونسيين البقاء في منازلهم في اطار الخطة الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا المستجد، وسبيلهم الوحيد للتواصل مع العالم الخارجي هو شبكة الإنترنت ومكالمات الفيديو على وجه التحديد، فإن سؤالاً مهماً يطرح نفسه، وهو: هل غيرت أزمة كوفيد-19 سلوك التونسيين نحو شبكة الإنترنت؟

أجبرت الظروف الراهنة لتفشي وباء كوفيد-19 كل العالم على الابتعاد عن مكاتبهم واتباع تعليمات العمل من المنزل، وفي ظل حظر التجول والحجر المنزلي الذي عاشته تونس بشكل خاص والعالم بشكل عام، باتت الإنترنت مصدر الترفيه الوحيد لكل الأشخاص حول العالم، ما زاد من الحمل على الشبكة وتسبب ببطء في سرعة الاتصال بالإنترنت.

لكن لا يمكن إنكار مدى فعالية شبكة الإنترنت في حل العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية التواصلية أيضا. 

في المجال الاقتصادي:

برزت أهمية الإنترنت في الجانب الاقتصادي من خلال الاعتماد عليها من طرف الشركات الرقمية لمواصلة العمل والمساهمة في دوران عجلة الاقتصاد، وكذلك المحافظة على أجور المستخدمين من خلال اعتماد تقنية العمل عن بُعد، الشيء الذي جعل من هذه الشركة أن تصبح نموذجا يحتذى به إذ سخرت كل الوسائل اللوجستيكية لإنجاح العملية بالاعتماد على الإنترنت.

في مجال الصحة:

أطلقت وزارة الصحة التونسية فحصاً إلكترونياً مجانياً عن طريق استبيان عبر الإنترنت "Stop Corona" ، متوفر باللغتين العربية والفرنسية، من أجل  التقصي وتحسين رعاية المرضى عبر خدمات الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة الطب عن بعد تتطور بقوة لمحاربة الوباء، لا سيما من خلال إحداث منصة مخصصة Tobba.tn أو أيضاً من خلال "الروبوت" الذي يتواصل مع مرضى الكورونا و الذي يؤكد المهارات التونسية مُستخدما لدعم الطب والتواجد عن بعد وكذا مراقبة المرضى.

في مجال التعليم:

نفذت العديد من المدارس الخاصة عمليات في غاية الأهمية لضمان استمرارية الدورات التعليمية، من خلال جلسات التداول بالفيديو وإرسال الوثائق التي تحتوي على الدورات التدريبية والتمارين للتنزيل. كما ظهرت منصات وتطبيقات مجانية تسمح باستمرار الفصول التعليمية ، مثل Visio.tn ، و Reschool ... التي تقدم كبسولات تعليمية مجانية عبر منصة Monprof.tn التي توفر لأطر التعليم الابتدائي والإعدادي إمكانية مواصلة مهامهم بشكل مجاني.

من جانبها أيضا ، دعت وزارة التربية والتعليم كافة الأطر إلى تطوير دورات على شكل مستندات قابلة للتحميل (Pdf ، Pppt ، Excel ، إلخ). كما قامت الوزارة وبالتعاون مع التلفزيون الوطني بإطلاق قناة "الوطنية 3" التعليمية بهدف بث الدورات المقدمة من طرف الأطر التعليمية.

في المجال السياسي:

نجد  أن التكنولوجيا الحديثة لشبكة الإنترنت كان لها دور فعال برهن ذلك من خلال عقد اجتماعات وزارية عن بعد لمناقشة كل تحديات الوضع الراهن حول اتخاذ القرار على خلفية فترة الحجر الصحي.

الجانب التواصلي والاجتماعي:

بفضل التكنولوجيا الحديثة تم كسر جميع الحدود للتواصل مع الأصدقاء والأقارب بفضل شبكة الإنترنت التي لعبت دورا مهما لتقرب بين لأحباب عبر محادثات الفيديو التي يتم استخدامها في شبكات التواصل الاجتماعي واتساب فيسبوك  وغيرها لمشاركة الأهل والأحباب مختلف اللحظات.

إذا لا يمكن إنكار الدور المهم الذي تلعبه الإنترنت في الحياة اليومية للشركات والأفراد ولا يمكن إنكار مدى فعالية هذه الأخيرة في تغيير مسار مجموعة من الأحداث التي جاءت عقب أزمة كوفيد-19.

 كيفن كورماند، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمبوّب