في تدوينة نشرها على حسابه الخاصّ بالفيسبوك اليوم الخميس 20 ماي 2021، أفاد رابح الخرايفي النائب المؤسس والباحث في القانون الدستوري وعضو الجمعية العربية للعلوم السياسية والقانونية، أنّ لحركة النهضة ولحلفاؤها فرصة سياسية ذهبية لتسجيل نقطة سياسية كبرى على رئيس الجمهورية قيس سعيد ''وحرق يده'' وذلك من خلال تقديمها لمشروع ''تجريم التطبيع''. 

الخرايفي أوضح أنّ النهضة وحلفاؤها سيعملون على  تمرير مشروع قانون تجريم التطبيع مع دولة الاحتلال، وذلك في إطار الهيجان والغليان الشعبي الذي تشهده تونس وبقية الدول الأجنبية في إطار مساندة الفلسطنيّين ونصرة القضية، كما أنّها ستستغلّ المشروع الذي تقدّمت به  حركة الشعب لتجريم التطبيع وستسغلّ أيضا تصريح قيس سعيد لفرانس 24 بأنّه "يكره لفظ تجريم التطبيع".

وكشف رابح الخرايفي أنّه في صورة مصادقة نواب البرلمان على مشروع تجريم التطبيع، فإنّ النهضة ستكون قد سايرت المزاج الشعبي الهائج وتجنبت الإحراج السياسي من معارضة القانون وفي المقابل تكون قد ألقت '' بالجمرة '' إلى يد رئيس الجمهورية  قيس سعيد. وأضاف أنّه وفي صورة امتناع قيس سعيد عن إمضاء قانون تجريم التطبيع ونشره بالرائد الرسمي، فسيكون قد "خان القضية" وأصبح في واد دعم الاحتلال والتعامل معه. 

كما اعتبر النائب المؤسس والباحث في القانون الدستوري وعضو الجمعية العربية للعلوم السياسية والقانونية، رابح الخرايفي أنّ ختم مشروع القانون ونشره بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية سيجعل من الدولة التونسية تعاني مشاكل سياسية ومالية جمة.

ونذكر أنّ العديد من الجمعيات والمنظمات الوطنية وممثلي أحزاب نادوا بتمرير قانون تجريم التطبيع واعتبر أمين عام اتحاد الشغل نورالدين الطبوبي أنّ كلّ من يرفض الإمضاء والتصويت على قانون تجريم التطبيع هو خائن. 

وكانت مجموعة من نوّاب من الكتلة الديمقراطية، الكتلة الوطنية وتحيا تونس وعدد من نواب الكتل الأخرى والمستقلين، قد قدّموا يوم  18 ماي الجاري، عريضة لمكتب مجلس نوّاب الشعب لتسريع النظر في قانون تجريم التطبيع الذي اقترحته الكتلة الديمقراطية وتمريره إلى الجلسة العامة للمصادقة عليه، وتضم لائمة النواب الموقعين على العريضة أكثر من 70 نائبا.

لنشر الى أن الكتلة الديمقراطية قدّمت في ديسمبر 2020 مشروع قانون لتجريم التطبيع مطالبة بمنحه الأولوية للمداولات. وقد عطّلت حركة النهضة المبادرة عمدا، كما عطّلت في 2015 مبادرة الجبهة الشعبيّة لقانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

الجدير بالذكر أنّ قيس سعيد قد أجرى حوارا تلفزيا من باريس مع قناة فرانس 24 يوم الثلاثاء وتمّ تسجيله في ظروف المباشر ليتمّ عرضه يوم أمس الأربعاء مع الإعلامي توفيق مجيّد. خلال هذا اللقاء التلفزي كان قيس سعيد قد أكّد انّ التطبيع مع الكيان الصهيوني  هو كلمة لا معنى لها، وشدد على أن كلمة التطبيع كلمة دخيلة، مرددا أن إنكار الحق الفلسطيني هو خيانة عظمى.