قال النائب راشد الخياري المستقيل من كتلة ائتلاف الكرامة، أنّ السبب الرئيسي الذّي دفع به إلى الإستقالة هو اختيار الإئتلاف للجنة  شؤون الإدارة والقوّات الحاملة للسّلاح والتفريط في لجنة الطاقة والثروات الطبيعيّة.

 وخلال إستضافته في برنامج ''وحش الشاشة'' مع الإعلامي سمير الوافي اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2019، أكّد الخياري أنّ لا ثقة له في الدّولة التونسيّة بسبب عدم إيفائها بالتزاماتها لشعبها وخاصّة في الملفّات الحارقة على غرار موضوع الرّضعوحافلة عمدون، قائلا ''الدولة تكذب علينا على امتداد 60 عاما''. وتطرّق بعد هذا التصريح بالعودة إلى تاريخ ائتلاف الكرامة مشيرا إلى أنّ مسار الإئتلاف انطلق منذ سنة 2011، وبيّن أنّ الخلافات داخل الحزب كانت على طريقة تسيير الإئتلاف. وأتبع أنّ ما جمع مكوّني ائتلاف الكرامة هو حبّ البلاد ومبادئ الثورة والرغبة في الحفاظ على الثروات الطبيعية للبلاد. الخياري بيّن أنّه كان رافض لوجود بعض الأشخاص في الإئتلاف قائلا ''هذه العناصر خرّبت ائتلاف الكرامة''، وأشار إلى أنّ من بين هؤلاء الأشخاص، عماد دغيج مؤكدا أنّ له تأثير كبير على ائتلاف الكرامة.

وأكّد راشد الخياري أنّ ائتلاف الكرامة لا ينطوي تحت جناح حركة النهضة، مشيرا أنّه لو كان الإئتلاف كذلك لكان قدّم استقالته منذ مدّة وأضاف أنّه رافض لسياسة النهضة. وأشار إلى وجود شقّ في حركة النهضة يريد السيطرة على الإئتلاف.  وتوجّه الخياري لناخبي ائتلاف الكرامة بالإعتذار عن وصفهم بالحمقى والمغفّلين، في إشارة إلى ما قاله النائب عبد اللطيف العلوي ''نحن ثوّار نعم، لكنّنا لسنا مجموعة من الحمقى والفوضويّين''. وأتبع الخياري مبيّنا أنّ النقطة التي أفاضت الكأس والتي جعلته يستقيل من الإئتلاف هي أنّه أثناء تقسيم اللّجان داخل البرلمان، صُدم باختيار ائتلاف الكرامة لجنة شؤون الإدارة والقوّات الحاملة للسّلاح وهي لجنة تُعنى فقط بمشاغل الأمنيّين مشيرا إلى أنّ الإئتلاف غير قادر في إعتقاده على إدارة هذه اللّجنة مندّدا بتفريط الإئتلاف في لجنة الطاقة والثروات الطبيعيّة التي تحصّلت عليها كتلة الدستوري الحرّ. 

وأضاف الخياري أنّ السفير الفرنسي أوليفيي بوافر دارفور قدم إلى المجلس قبل ستّ ساعات من تقسيم اللّجان، واعتبر زيارته هي بمثابة زيارة ''مريبة''، وأتبع أنّ صراعهم مع فرنسا الناهبة لثروات تونس، مشيرا إلى أنّ السفير الفرنسي له علاقة بتقسيم اللّجان داخل المجلس بعد لقائه برئيس المجلس راشد الغنوشي وربّما التقى نواب حزب الدستوري الحرّ حسب تصريحه.

ودعا الخياري، سيف الدين مخلوف إلى مراجعة طريقة تسيّير ائتلاف الكرامة،  وأكّد أنّ رجوعه ممكن للإتلاف إذا تمّت إزالت العراقيل التسييريّة للحزب. واشترط أن تكون قرارات الكتلة ذاتيّة بعيدا عن التدخّلات الخارجيّة، وطالب عماد دغيج بالإبتعاد عن ائتلاف الكرامة وكلّ الأطراف التابعة للحزب والموالية لحركة النهضة بالخروج من الإئتلاف واعتبر أنّ كلّ طرف من الإئتلاف يدافع عن راشد الغنوشي هو ''مبتذل''.

بدوره قال الناشط السياسي ومؤسّس ائتلاف الكرامة هشام كنو، أنّ هناك شقّين داخل الإئتلاف، شقّ ثوري وشقّ ينطوي تحت جناح حركة النهضة. وأتبع أنّ بعض نواب ائتلاف الكرامة يعتبرون أنفسهم ناطقا رسميا باسم حركة النهضة على غرار عبد اللطيف العلوي وسيف الدين مخلوف. واتّهم كنو كتلة ائتلاف الكرامة في المجلس بالجبن لأنّهم لم يختاروا لجنة الطاقة والثروات الطبيعيّة.

تجدر الإشارة إلى أنّ النائب بمجلس نواب الشعب راشد الخياري أعلن يوم 19 ديسمبر 2019، عن استقالته من كتلة ائتلاف الكرامة التي ترشح ضمنها لتشريعيات 2019 وفاز بمقعد عن ولاية منوبة، ولم يفسر الخياري سبب استقالته المفاجئة.