اغتيال البراهمي- القضاء يصنف النهضة وعلى رأسها الغنوشي في منظومة الاتهام
''احفظ ولا حيل" .. الوجه الشعبي للمحاماة
"حين اغتيل الشهيدان في 2013 كنت مجرد طالب قانون، والان صرت محامي في هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، هذا ما يعنيه تعطيل الكشف عن الحقيقة لسنوات، أن يستمر الملف جيلا وراء جيل من المحامين.." هكذا افتتح عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين المحامي غسان الغريبي كلمته، في ندوة صحفية عقدتها الهيئة، كان خلالها المُحامون فرحين بانتصاراتهم الصغرى في ملف القضية المعقّد، التي تدّعمت في هذه المرة بمؤيدات قضائية تؤكد تورط الحزب الاسلامي النهضة في الاغتيالات السياسية.
أعلنت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي أن القضاء وجّه الاتهام رسميا إلى مصطفى خذر في جريمة اغتيال الشهيد محمد البراهمي ما يعني أن الجهاز السري لحركة النهضة أصبح ضمن منظومة الاتهام لأول مرة منذ 7 سنوات، وهذا يعتبر، بعد قرابة سنتين من عملة الهيئة الطوعي خطوة هامة- رغم كلّ التعطيلات.
بعد اتهام وكيل الجمهورية بشير العكرمي بإخفاء تفاصيل قانونية للتسترعلى راشد الغنوشي قررت محكمة التعقيب في 14 جويلية سحب الملف من المحكمة الابتدائية بتونس وإحالته إلى محكمة أريانة. كان تعليق الهيئة "انتهت اللعبة وتعطل دور العكرمي في حماية الغنوشي" متبوعا بتصفيق الحاضرين، من مُهتمين بالملف، قضاة سابقين، محامين من زملاء الفقيد شكري بلعيد، وعائلات الشهيدين.
لا يخفى على الرأي العام أن حركة النهضة، كانت ولسنوات تؤكد باستماتة أنه لا يوجد علاقة لخذر بالحزب أو براشد الغنوشي ; خلافا لمزاعمها الكاذبة، أعلنت رئيسة هيئة الدفاع، المحامية ايمان قزارة أن سجل مكالمات مصطفى خذر تضمن اتصالات متكررة برقم هاتف جوال ثبت أنه يعود لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وكان مسجلا في هاتف خذر بمسمى chikh 2 .
اكتشفت الهيئة كذلك اشارات بمحاضر تفيد أنّ الوحدة الوطنية لجرائم الارهاب حجبت ملف تتبع أبو بكر الحكيم قبل اغتيال الشهيد، هذه المكالمات تكشف عن شبكة العلاقات وطرق التنفيذ وكانت الداخلية على علم بأماكن تواجده و تنقلاته وشبكة علاقاته عبر21 ملف تتضمن تحريات سابقة قبل المداهمة في منزل خالته بحي الغزالة 17 جويلية 2013.
كان الحكيم يقوم باتصالات بهواتف قارة تابعة لادارات معلومة تسترت الداخلية على هوية أصحابها. الداخلية كانت ترسل هذه التقارير للقصبة وقرطاج عبر نشريات يومية، ورغم ذلك لم يتم التحرك في الوقت. في الفترة ذاتها، التي جمعت الحكيم وخذر قبل هروبهما للشعانبي، كان الحكيم يستخدم 15 شريحة هاتف SIM مختلفة (في أقل من شهر من 1 الى 29 جويلية 2013 أي الفترة التي اغتيل فيها البراهمي) وأثبتت سجلات المكالمات أنّ خذر اتصل براشد الغنوشي ليلة اغتيال محمد البراهمي 11 مرة، كما كان يرسل له معلومات سرية عبر كمال البدوي المسجل باسم ختام الزرقاوي في هاتف خذر، هذا الشخص كان همزة الوصل بين خذر والغنوشي حين صعبت الاتصالات بينهما، وهو من ضمن المجموعة الأمنية لسنة 1991 ويشرف على الطاقم الأمني لحراسة راشد الغنوشي وهو من استنجد به خذر في 15 ديسمبر 2019 تاريخ ايقافه، وفق سجلات وزارة الداخلية. اتُهم مصطفى خذر بتهمة الامتناع عن اشعار السلط المعنية بجرائم ارهابية كما تم اتهام عامر البلعزي، مصطفى خذر ومحمد العكاري بالمشاركة في القتل العمل مع سابقية القصد. وبذلك، يعود ملف الجهاز السري الى حاكم التحقيق.
مع عودة ملف الجهاز السري لحاكم التحقيق، تعود هيئة الدفاع الى حملة "احفظ ولا حيل" التي تستمد معناها من روح القانونن تحديدا الفصل 20 من مجلة الاجراءات الجزائية. القانون يقتضي أن التعامل مع الشكايات يكون عبر منزلتين، اما حفظ القضية من طرف وكيل الجمهورية أي رفضها أو قرار الإحالة على البحث. مع الاحالة، ينطلق مسار التقاضي الفعلي.
ستنشر بيزنس نيوز الوثائق التي استندت اليها هيئة الدفاع، والمعطيات التي تحصلت عليها بحد تحقيقاتها. موضوع للمتابعة.
عبير قاسمي
تعليقك
Commentaires