تباين ردود الأفعال اثر انتخاب قيس سعيد رئيسا للجمهورية
هيئة الانتخابات تعلن فوز قيس سعيد بنسبة 72.71 بالمائة
بقيادة ريكوبا - أنصار قيس سعيد يحتفلون بالانتصار
بعد فوزه برئاسة الجمهوريّة: رسالة قيس سعيّد للشعب التونسي
الأحد 13 أكتوبر 2019، "تونس تنتخب رئيسها"، عاشت البلاد عرسا انتخابيا ديمقراطيا لاختيار من سيحكمها في الـ 5 سنوات القادمة، انتظمت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والتي يتنافس فيها كل من المترشح المستقل قيس سعيد ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي.
وسط تسجيل مشاركة أكبر للناخبين مقارنة بالدور الأوّل وبالانتخابات التشريعية، واصل التونسيين ممارسة حقهم الانتخابي في اختيار من سيمثلهم، وقد بلغت نسبة الاقبال على التصويت اثر غلق مكاتب الاقتراع، 57 فاصل 8 بالمائة إلى حدود الساعة السادسة مساء.
بدأت النتائج الأولية لشركات سبر الآراء تظهر، وكشفت التقديرات الأولية عن فوز أستاذ القانون قيس سعيد بفارق عريض أمام منافسه نبيل القروي، لتعلن اليوم الاثنين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن تحصّل قيس سعيّد على 72 فاصل 71 بالمائة في حين كان للقروي 27 فاصل 9 بالمائة.
بعد اعلان فوزه تقدّم قيس سعيد بخطاب للتونسيين وعبّر عن شكره لكل الذين صوتوا له مطمئنا الجميع بأنه سيحمل الأمانة بكلّ صدق واخلاص وبكلّ أوزارها، وسيبني معهم تونس جديدة، تونس التي صاح الشعب فيها '' الشعب يريد'' واليوم ها أنتم تحققون ما تريدون''، وقال أنه يعرف حجم مسؤولية الدولة التي ستستمر بكل قواعدها، وأنّ علاقته ستبنى على الثقة والمسؤولية وأنّه سيعمل في إطار الدستور واحترام قواعده وسيعمل على القضايا الأجنبية وخاصة القضيّة الفلسطينيّة. وتوجّه بالقول "لمن لم ينتخبنا نقول شكرا له أيضا لأنه اختار من يحب أن يختار، مهما كانت المواقف أحترمها لأن مشروعنا قائم على الحريّة انتهى عهد الوصاية، وأحترم من انتخبني وأحترم من اختار بكلّ حريّة، وطريقنا هي الحريّة، سنشقّ طريق الحريّة في تونس، شكرا للشباب على العطاء الغير محدود، وهذا ارتفاع سابق عبر التاريخ لم تشهده أيّ دولة عربيّة، الشباب والنساء تطوّعوا بإمكانياتهم الذاتية وتصدّوا لكلّ المناورات"، موضحا أن الشعب دخل مرحلة جديدة في التاريخ.
وشدّد سعيد في خطابه على أن الشعب يريد وسترتقي إرادته لمستوى القرار، مبينا أنه "متشبّث بالقانون والدستور وسيعمل على أن يطبّق على قدر المساواة، ولن يستثني أحدا وأولهم هو".
فور الإعلان عن النتائج تواترت ردود الأفعال وانقسمت بين ردود أفعال شعبية وأخرى سياسية، تجمع مئات من الشباب والمساندين أمام مقر حملة المترشح قيس سعيد وما إن أعلنت النتائج حتى توجهوا إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة للاحتفال تجمهروا أمام المسرح البلدي مرددين أغاني الثورة.
عضو المكتب التنفيذي لحزب قلب تونس أسامة الخليفي أكّد أن نبيل القروي اتصل بمنافسه قيس سعيد وهنئه بانتخابه رئيسا للجمهورية متمنيا له التوفيق والنجاح في خدمة تونس وشعبها.
كتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كذلك تدوينة على صفحته الرسمية فايسبوك أشار فيها أن الحركة تهنئ المترشح الفائز في الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني قيس سعيد.
وأكدت الحركة أن راشد الغنوشي اتصل بقيس سعيّد الفائز أوليا برئاسة الجمهورية لتهنئته، وقد عبّر له هذا الأخير عن استعداده للتعاون والعمل المشترك مع حركة النهضة. ودعت الحركة أنصارها إلى الالتحاق والاحتفال مع مناصري قيس سعيد بشارع الثورة.
القيادي بحركة النهضة والمترشح السابق في الرئاسية السابقة لأوانها عبد الفتاح مورو هنّئ الفائز بالدور الثاني قيس سعيد. وبين أن سنوات حكمه ستكون صعبة لأن سقف الانتظارات من المرشح عال جدا. ودعا سعيد إلى تقديم توضيحات بشأن برنامجه والعمل على وضع آليات تطبيقية له لأنه لا يمكن الحكم ببرنامج غامض.
وبين أن سعيد ليس له كتلة برلمانية تدعمه، ولذلك يجب أن يستثمر في السند الشعبي الذي يحيط به.
رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق نشر مساء يوم أمس الأحد 13 أكتوبر اثر الإعلان الأولي على نتائج الانتخابات، تدوينة على صفحته الرسمية فايسبوك هنّأ فيها الفائز في الدور الثاني قيس سعيد برئاسة الجمهورية، كذلك، وبيّن أن الفارق "العريض" في نسبة التصويت التي تحصل عليها قيس سعيّد ستزيد من مسؤوليته في تنفيذ تعهداته بشكل ملموس تجاه من صوّت له، لأن ذلك هو مقياس النجاح أو الفشل الحقيقي في آخر المطاف.
بدوره رئيس الحكومة يوسف الشاهد هنّأ الفائز أوليا قيس سعيد في تدوينة فايسبوكية قال فيها "مبروك تونس انتخاب رئيسها .. هنيئا لقيس سعيد فوزه بالانتخابات .. الديمقراطية التونسية تتقدّم".
الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وتبعا للنتائج النهائية للدور الثاني للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها تقدّم بالتهنئة لقيس سعيد الفائز بنسبة 72 فاصل 71 بالمائة مؤكدا استعداده الكامل للعمل مع رئيس الجمهورية الجديد المنتخب والتشاور حول الملفات الوطنية الحيوية الراهنة بما يخدم مصلحة تونس وشعبها.
تجاوزت تونس المرحلة الصعبة التي تخوّف منها التونسيين بعد وفاة رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي وما تزال المرحلة الأصعب تنتظرهم فيما يتعلق بالفترة القادمة في ظل الفسيفساء التي أفرزتها الانتخابات التشريعية، واتهام البعض للرئيس المنتخب قيس سعيد بغياب برنامج واضح، مترقبين بعض الإيضاحات في بعض المسائل الغامضة وأن يجاهر أكثر بهويته السياسية.
مروى يوسف
تعليقك
Commentaires