بدم بارد

10 سنوات من تدمير الدولة والعبث بمؤسساتها ومحاولة السطو على مراكز القرار فيها دون تحمل المسؤولية في حل مشاكل الناس والدفاع على مصالح الشعب وأولوياته.

10 سنوات من الصراع الحزبي لتوسيع دائرة السيطرة الحزبية الضيقة والتصدق على الموالين والمريدين بالمناصب والمسؤوليات بقطع النظر على الكفاءة والقدرة على الإنجاز والإضافة

10 سنوات من الغش والمحاصصة السياسية لتمكين المقربين والموالين من الوظائف السامية في كل المؤسسات والتفكير فقط في حصولهم على رواتب تدفعها المجموعة الوطنية التي لا تقدر الآن على توفير ميزانية للدولة لتمويل الصحة والتعليم والنقل والتغطية الاجتماعية والاستثمار وتشغيل مئات الالاف من الشباب العاطل عن العمل

10 سنوات من الارتماء في أحضان المحاور الخارجية وترك السوق التونسية بين ايدي التهريب وشبكات التجارة الموازية لتسويق منتجات دول المحاور على حساب الصناعة المحلية والمنتجات التونسية التي تموت في صمت

10 سنوات من تسويق الخطاب المتطرف والتطاحن والإحتراب ودفع الشباب للإلتحاق ببؤر التوتر وحمل السلاح ومحاربة شعوب وأنظمة ليس بينها وبين الشعب عداوات ولا حدود ولا أخطار

10 سنوات من نزيف الطاقات الشابة التي تهرب من جحيم البلاد وتترك الفوضى لأصحاب السلطة الذين يدفعون بآلاف الأطباء والمهندسين والإطارات الكفأة نحو بلدان أوروبا هربا من بلادهم وعائلاتهم لإنعدام الأمل وإستحالة الحلم

10 سنوات من مسار التخريب الممنهج لدولة بناها الأباء والأجداد وزرع الفتنة بين المواطنين وفرزهم بين مؤمن وكافر وفي أحسن الحالات بين ثوار وأعداء الثورة

10 سنوات من فوضى الاعلام وشراء الذمم وبناء دكاكين الدمغجة وتدمير اللحمة الوطنية وتقسيم التونسيين شعوبا وقبائل رغم أننا لا نرتقي أن نكون قرية في الصين ولا نشكل نصف سكان القاهرة

ثم بعد هذا كله يخرجون الآن يتباكون على خطر إنهيار الدولة ويدعون التونسيين للحفاظ على بلدهم

يقتلون القتيل ويمشون في جنازته