alexametrics
أفكار

بدم بارد

مدّة القراءة : 1 دقيقة
بدم بارد

 

رجل الأعمال يجب أن يبقى رجل أعمال والسياسي يجب أن يكون له مشروع لبناء نظام هدفه الأساسي الرفع من مستوى أفراد المجتمع دون تمييز باعتبارهم مواطنين. كما يجدر بالسياسي ان يكون في مستوى متطلبات المشروع الذي يدعو له.


إذا أصبح رجل الأعمال يمارس السياسة تفسد الأعمال وتفسد السياسة ونحصل على نفس نتائج الفساد والانحراف إذا السياسي عينه على الأعمال.


والسبب في فساد الحياة العامة جراء هذا التداخل بسيط وليس معقدا لأن سر نجاح رجل الأعمال هي قدرته على تجاوز منافسيه في مجاله فقط. كما أنه يسعى دائما للربح من خلال التحكم في التكاليف وتحسين جودة منتجاته مقارنة بغيره وتوسيع سوق البيوعات.


لكن السياسي لا يحركه الربح ولا تدفعه المنافسة. السياسي الناجح هو من يحسن إدارة مكونات مشروع كامل يتداخل فيه الاقتصاد بالاجتماع بالأمن بالثقافة وكذلك بقدرته على حشد وتجنيد الشعب من أجل تحقيق اهداف بلد بكل مكوناته، و أحد مكونات هذا المشروع يكون مجال الأعمال وليس رجال الأعمال.

إحدى أسرار نجاح بناء الدولة والجمهورية في تجربة بورقيبة هو التوازن الذكي والمبدع الذي اعتمده بين الأعمال والسياسة. 


التوازن في الغالب كان يقوم على قاعدة من يملك المال لا يملك السلطة . لذلك عندما انخرم هذا التوازن في فترة بن علي سقط النظام في سرعة قياسية.

ما يهدد التجربة التونسية في هذه المرحلة الإنتقالية هو عدم استرداد الدولة لهذا التوازن. والانطباع العام عند الناس هو سيطرة المال وربما الفساد على آليات الدولة ومؤسساتها بما يعمق التداخل بين رجال الأعمال الذين أصبحوا يمتهنون السياسة فضاعت الأعمال وانحرفت السياسة وهو ما يفسر الأزمة الإقتصادية الخانقة وكذلك عدم وضوح المشروع السياسي ما أدى إلى غياب البرامج والحلول والاستشراف وغرقت الدولة في معالجة المشاكل يوما بيوم فلا نكاد نعرف ماذا سيحدث غدا.


واختراق المال لكل القطاعات وتحكمه في مفاصل الدولة هو عنوان لضعف الدولة كما أنه يعيق أداء الحكومة لأنها لا تستطيع ان تجاري التدفقات المالية التي يضخها رجل الأعمال. فالدولة تدفع لجيش من الموظفين لكن رجل الأعمال يدفع لمفاصل القرار ولاصحاب التأثير على القرار فقط.

لذلك ما لم تفرض الدولة، كمؤسسة إدارة الشأن العام، هذا التوازن الضامن لتقاسم الأدوار بين سلطة المال وسلطة الحكم ستبقى مهددة بالفساد وسيطرة اللوبيات والتجمعات المهنية التي تستغل ضعف الدولة للاستقواء عليها. 
وتبقى تجربة الديمقراطية مهددة

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter