تونس أصبحت تُسجّل تقريبا يوميا أكثر من تسعى آلاف حالة إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 100 وفاة يوميا، حالة وبائية كارثية وصلت فيها البلاد إلى  16244 حالة وفاة وعلى الرّغم من كلّ المجهودات التي باتت تبذلها الحكومة وكلّ الأطراف المتدخّلة للحدّ من انتشار هذه الجائحة ووضع حدّ لحشدها أرواح الناسّ إلاّ أنّ نسبة كبيرة لا بأس بها من الشعب التونسي غلب عليهم الجهل واللاوعي وأمام المعتقدات والعادات لا تهمّهم أرواحهم. 

ولاية قفصة وتحديدا منطقة أم العرائس، أكبر دليل على مدى غياب العقل والوعي لدى متساكنيها، ''سوق الدواب'' بالجهة شهد صباح اليوم الأحد 11 جويلية 2021، تجمّع مئات الأشخاص كبارا صغارا كما يُبيّنه هذا الفيديو، لإشتراء أضحيّة عيد الإضحى الذي يتزامن مع يوم 20 جويلية الجاري. 

بمجرّد مشاهدتنا لهذا الفيديو، نلاحظ أنّ المواطن هو أوّل المسؤولين على انتشار عدوى فيروس كورونا، فإنّ اقتناء أُضحية عيد الإضحى بالنسبة لهم أهمّ من أرواحهم وحياتهم وحياة أفراد عائلاتهم. غياب تامّ للإحترام البروتوكولات الصحية، ارتداء الكمامة جزئي ولا وجود أصلا لمبدأ التباعد الجسدي ومن ثمّ نتساءل عن أسباب ارتفاع عدد الإصابات بالوباء. 

وكان المشيشي بإعلانه يوم الخميس الفارط عن منع التنقّل بين الولايات، قد دعا  الولاة إلى إحكام تنظيم نقاط بيع الأضاحي بما يراعي الإجراءات المتخذة بمرجع نظرهم الترابي، والتنسيق مع رؤساء البلديات لمنع كل انتصاب لنقاط البيع في الفضاءات المغلقة أو داخل مناطق العمران، وبالحرص على اعتماد بروتوكول صحي ملائم والضامن للحد الأدنى من قواعد التباعد الجسدي.

هيهات بين ما أمر به وبين ما نشاهده من جهل وعدم التزام تامّ بالإجراءات الوقائية الصحية، وكانت الإدارة الجهوية للصحة في قفصة قد أعلنت أنّ نتائج رفع العيّنات لـ 74 شخصا حضروا حفل زواج بالجهة أثبتت إصابة 68 منهم ولا تزال عملية التقصّي متواصلة. 

ونذكر أنّ العديد من الشخصيات الوطنية رفعت دعوات تطالب من خلالها  الأئمة ودار الإفتاء بإصدار موقف واضح من مسألة إمكانية إلغاء شعيرة الأضحية والتبرع بثمن الأضاحي لدعم المجهود الوطني في مكافحة جائحة كورونا، إلاّ أنّ مفتي الجمهورية عثمان بطيخ، أكّد  أنّ الأضحية هي شعيرة دينية لا يمكن التخلي عنها، والتبرع هو واجب ديني ووطني لمن يستطيع.

مقالاتنا حول كوفيد 19 على هذا الرابط.

 ي.ر