alexametrics
الأولى

الشعب يريد : نعمة ام نقمة قيس سعيد

مدّة القراءة : 3 دقيقة
الشعب يريد : نعمة ام نقمة قيس سعيد

 

حرص رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية على ارتداء جبة الاستقلالية معارضا أي تدخل سياسي في حملته الانتخابية "لدواعي أخلاقية " و التي يمكن وصفها بالشكلية حيث لم تتخذ أساليب الحملات الانتخابية المعتادة و اقتصرت على مبادرات وحملات تطوعية من أنصاره الذي انكبوا على العمل و الدعوة للتصويت لمرشحهم بوسائل قد تظهر بسيطة للبعض و لكن وقعها كان كبيرا و هي استخدام صفحات التواصل الاجتماعي ، و ليس بالغريب ان تساهم هذا المواقع في شهرة قيس سعيد و في وصوله الى الحكم فهي التي ساهمت في اندلاع الثورة التونسية و مكنت من إيصال أصوات المحتجين و مطالبهم ، حتى ان البعض وصفها بثورة فايسبوك .


و لطالما اعتمد قيس سعيد في تصريحاته  على شعارات ثورية على غرار الشعب يريد و الشباب هو الحل ليعيد النفس الثوري للشباب المحبط من المنظومة السياسية الحاكمة منذ عشرة سنوات ، و تأكيدا لهذا ابرزت نتائج الانتخابات الرئاسية  التي افرزت تفوق قيس سعيد  بنسبة تصويت 72.71 بالمائة ، على منافسه نبيل القروي الذي تحصل على 27.29 بالمائة من الأصوات ان 50 بالمائة من  الشباب الجامعيين قاموا بالتصويت لصالح قيس سعيّد و 8 بالمائة فقط من الشباب الجامعيين صوتوا لفائدة نبيل القروي ، وهو تصويت ان دل على شيء فهو يدل على معاقبة الشباب للطبقة السياسية و بحثهم على وجه جديد مستقل بنفس ثوري و كان قيس سعيد حينها الشخص المناسب .

و بشباب متطوع و بتجهيزات بسيطة بلغت تكلفة الدورة الاولي للحملة الانتخابية لقيس سعيّد18.965 ألف دينار  وبلغت قيمة الصوت  30 مليم فيما بلغت تكلفة حملة نبيل القروي  562.143 ألف دينار و الامر لم يختلف كثيرا في الحملة الانتخابية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية  فقد بلغت تكلفتها 26.535 ألف دينار بالنسبة لقيس سعيد و 109.241 ألف دينار لنبيل القروي ، و بالإضافة الى الاختلاف في تكلفة الحملات الانتخابية و الشريحة العمرية التي صوتت  للمرشحين اختلفت أيضا شعارات الحملة الانتخابية ففي الوقت الذي اعتمد حزب قلب تونس على شعار :"الرئيس بقلبو" و هو شعار ذو معاني عديدة فمن جهة يشير لفظ "بقلبو" الى سجن المرشح نبيل القروي و إيقافه  يوم 23 اوت 2019 خلال فترة الحملة الانتخابية  ومن جهة أخرى قد يحيل لفظ "بقلبو" على القوة و الشجاعة وهو في كلتا الحالتين شعار يدور حول شخص نبيل القروي وهو ما ذهب اليه بعض المترشحون للانتخابات الرئاسية على غرار حمة الهمامي الذي اعتمد هو أيضا على شعار مشخصن "يلزمها حمّه" ، او المرشح مهدي جمعة " مستقبل تونس مع مهدي جمعة" ، في الوقت الذي أعاد فيه قيس سعيد نفس الثورة المنسية بشعار "الشعب يريد" .

الا ان شعار "الشعب يريد " تحول من نعمة الى نقمة و اصبح محل نزاع بين رئيس الجمهورية قيس سعيد و أنصاره في الحملة الانتخابية و الذين قرروا بعث حزب سياسي يحمل نفس الاسم ، فمنذ انعقاد اول ندوة صحفية للإعلان عن الحزب يوم الأربعاء 3 مارس 2021 ، حرصت رئاسة الجمهورية على نشر بيان تنفي فيه علاقة رئيس الجمهورية بالحزب :"يهم رئاسة الجمهورية أن تؤكد مجدّدا أن رئيس الجمهورية لم ينتم لأي حزب ولم يكن وراء تكوين أي حزب ولا نية له على الإطلاق في إنشاء تنظيم حزبي. وليس لأي كان الحق في أن يحشر رئيس الدولة في أي تنظيم مهما كان شكله " ، و نفى المتحدث باسم الحزب عبد الهادي حمزاوي وجود أية علاقة بين الحزب و رئيس الجمهورية مؤكدا ان العلاقة التي كانت تجمع قيس سعيد ببعض مؤسسي الحزب انتهت منذ الدور الأول من الانتخابات الرئاسية .

و ارتفعت وتيرة التوتر بين حزب الشعب يريد و رئيس الجمهورية حين نشر الحزب بيانا يوم 10 مارس 2021 أعلن فيه عن وجود  دعم اجنبي لحملة قيس سعيد الانتخابية  :" "اطلعت لجنة العلاقات الخارجية بالحزب على قرائن و أدلة قوية تثبت ذلك و تؤكد الهيئة على أن العديد من الأشخاص من الدائرة الضيقة على علم بذلك و منهم شقيق المترشح قيس سعيد و منسق حملته " .

من جهته انتقد نجد الحلفاوي المدير التنفيذي لحزب الشعب يريد ما اعتبره الأخطاء الاتصالية لمستشارة الرئيس قيس سعيد نادية عكاشة و دعا الى اقالتها ، و قال في تصريح للإذاعة الوطنية يوم 8 مارس 2021 ان بعض مستشاري الرئيس اتصلوا بأعضاء الحزب من اجل توظيفه  لضرب خصومهم السياسيين من خلال نشر التسريبات .

و في بيان نشره حزب الشعب يريد يوم امس السبت  20 مارس 2021 أكد الحزب توصله لأدلة قاطعة تثبت اعتماد قيس سعيد  على جهة أجنبية خلال الحملة الانتخابية الرئاسية و قدم الحزب في هذا الصدد بتقرير مفصل لمحكمة المحاسبات بخصوص هذه التمويلات الأجنبية و جاء في البيان :" تم عرض الأدلة على لجنة قانونية برئاسة أستاذة القانون الدستوري منى كريم و معاينة الإخلالات الخطيرة و الأدلة القاطعة حول ثبوت تمويل أجنبي" معلنا أنه سيعقد ندوة صحفية لكشف تفاصيل القضية  و للإشارة منة كريم هي صديقة سابقة لنادية عكاشة قبل ان تتحول الصداقة الى عداوة و تتهم نادية عكاشة منى كريم بسرقة فصول من مذكرة بحثها و تقوم منى كريم برفع قضية ضد نادية عكاشة ، و في الاثناء لم تعلق رئاسة الجمهورية على تصريحات حزب الشعب يريد و فضلت الصمت .

و في الاثناء اصبح شعار الشعب يريد محل جدل و خصام سياسي وهو الذي لطالما كان شعارا رمزيا لثورة الشعب و هو شعار تم تصديره الى دول عربية أخرى ليرمز الى الانتفاضة و الثورة ، فاستعمله اللبنانيون ضد النظام الطائفي :" الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي" ، و ردده المصريون للمطالبة بتعديل الدستور  "الشعب يريد إصلاح الدستور" ، و طالب من خلاله اليمنيون بمجلس انتقالي :" "الشعب يريد مجلس انتقالي" .

رباب علوي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter