اعتبر  الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، أنّ مرور ستّة أشهر دون تسجيل أيّ لقاء بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أمر غير طبيعي '' هذا ليس منطقي ولا يُمثل رسالة إيجابية في علاقة بالمنظمة الوطنية الأم الاتحاد العام التونسي للشغل''. 

وخلال استضافته في برنامج  ''بوليتكا '' مع زهير الجيس اليوم الأربعاء 5 جانفي 2022، أفاد الشفي أنّ تونس تمرّ بمنعطف خطير وظرف دقيق يتطلب الحكمة والتدبّر الجماعي حتى يتمّ تأمين المسار الذي تتجه فيه البلاد. 

وكشف الشفي أنّ تقييم الإتحاد لا يزال ثابت ذلك أنّ تونس مرّت بعشرية تتسم بالفشل على كلّ المستويات الإقتصادية والإجتماعية واقتسام المجتمع بين هذا وذاك ، وفق تصريحه. وأكّد أنّ اتحاد الشغل يصطف دائما في صفّ الشعب التونسي وإرادته. 

وفي حديثه عن فتور العلاقة بين اتحاد الشغل ومؤسسة رئاسة الجمهورية أفاد الشفي قائلا '' الإتحاد حريص كلّ الحرص على احترام مؤسسات الدولة وحصُلت العديد من المكالمات الهاتفية بين الطبوبي والسيد رئيس الجمهورية ولكن هذا لا ينفي أنّه وبعد ستة أشهر تقريبا منذ 26 جويلية لم يحصل أيّ لقاء رسمي بين الطرفين وهذا أمر غير طبيعي''. 

وأضاف أنّ الإتحاد بتاريخه النضالي لا يُمكن بأيّ حال من الأحوال أن يتمّ تجاوزه أو وضعه في زاوية معيّنة مؤكّدا أنّ الإتحاد يتطلع لما تحتاجه البلاد من عملية تجميع ومن عملية تشريك لكلّ القوى الحيّة حتى يتمّ العبور بصفة تشاركية لبرّ الأمان ، وفق تصريحه. 

وتحدّث الأمين العام المساعد في اتحاد الشغل عن المفاوضات في القطاع الخاصّ معتبرا أنّ مرّت بصعوبات كبيرة وبتلكؤ أكبر من قبل العديد من الأطراف كاشفا أنّ الاتحاد لم يبقى مكتوف الأيدي إلى أنّ تمكّن من إمضاء عديد الاتفاقيات التي تراوحت الزيادة فيها من  6 فاصل 5 بالمائة  إلى  14  بالمائة  في بعض المؤسسات. 

واعتبر الشفي أنّ الاتفاق تم بعد نجاح الإضراب العام الجهوي في ولاية صفاقس،  وأوضح أن الزيادة المعهودة تمت بعد ضغوطات يوم غرّة جانفي الجاري مفسّرا أنّ الزيادة  بـ   6 فاصل 5 بالمائة كانت بالنسبة للأجر الأساسي و 6 فاصل 75 بالمائة  بالنسبة للمنح مضيفا أنه سيتم التفاوض لاحقا حول الزيادة بـ 1 بالمائة على مستوى التأجير.

'' هذا الاتفاق رغم تواضعه في هذه الظروف، يعتبر محترم ويمكن البناء عليه لمجابهة الصعوبات''. 

وأضاف أنّ كتلة أجور التونسيين تعد من بين الأضعف على مستوى العالم، مبيّنا أنّ اتحاد الشغل يقوم  بدوره في الدفاع عن منظوريه لدعم قدراتهم الشرائية في ظل وضع اقتصادي واجتماعي صعب تمر به البلاد، وتساءل في هذا السياق عن  حال التونسيين في صورة غياب المنظمة  الشغيلة.

وفي رده على حملات التشويه التي طالت الإتحاد، أفاد الشفي أنّ الإتحاد يقبل النقد الإيجابي والموضوعي الخالي من الإفتراءات والخالي من تهديدات قيادات الإتحاد وصرّح قائلا '' نحن مدرسة في الديمقراطية بل نحن نعتقد أنّ في صلب هياكل الإتحاد قد نستمع نقدا أكثر مما هو مطروح على مستوى الإعلام''. وأشار أنّه على امتداد عشرة سنوات لم يتوقف التهديد لإتحاد الشغل من قبل القوى التي تعتبر العمل النقابي '' بدعة '' ، موضحا أنّ التشويه وصل إلى التحريض والتطبيق الفعلي والميداني. 

ي.ر