البكم والخرس الإنتخابي
عادة ما تكون الإنتخابات في البلدان المحترمة إختبار بين مشاريع متعددة اعتمادا على تقييم الأداء السياسي للفترة المنتهية. وحتى إن غاب التقييم الموضوعي يكون للشعب راي عام حول الأطراف المتنافسة إما لأنها كانت تحكم أو أنها كانت تعارض أو من تقدم نفسها مشروعا بديلا عن الحكم وعن المعارضة.
للأسف، ليلة الإنتخابات في تونس التنافس ليس بين المشاريع بل هو بين الخطير وبين الأخطر في مناخ من الخوف والريبة من نتائج هذه الإنتخابات.
كأن الشعب ينتظر فاجعة ويتنمى ان ينزل الله لطفه ويخرج بأقل الأضرار.
فهل هكذا تكون الإنتخابات ؟
وهل تشكل المواعيد الإنتخابية محطات للخوف والشك والاضطراب ؟
نعم، نحن ننتظر مولودا لا يشبه الشعب التونسي الذي يتابع كيف تتراقص أحزابه السياسية في حفلة جنونية ضمن مجموعات متنافرة تتشكل وتتوالد بطريقة غريبة ومستهجنة وكيف يتسلل خطاب غريب ومريب إلى مناطق وعيه وإدراكه وكيف تشتت هذه الأحزاب تركيزه وترغمه على الحيرة بين القائمات المترشحة أغلبها لم تقدر على ملء الأماكن التي خصصت لها للتعريف بأسمائها.
حتى التصريحات والدعوات للانتخاب يغلب عليها طابع الإستغاثة والتخويف من قيادات بارزة ومن الصف الأول لهذه الأحزاب مفادها أن إنتخاب زيد أو عمرو هو إنتخاب الإستبداد ومنظومة الفساد وتهديد من عواقب إختيار قائمة أو حزب معين.
هل ننتظر 5 سنوات لننتخب تحت الخوف والتهديد والوعيد ؟
هل ننتخب برنامجا ومشروعا أم ننتخب جيشا ليحارب منافسيه الذين يعتبرهم أعداء ؟
السؤال الغالب عند الناس ليلة الإنتخابات، من ستنتخب ؟ ليضاف إليه توضيح أن مرد السؤال هو حيرته بين القائمات التي لا تقل على 50 قائمة في الدائرة وكل قائمة تضم 10 أسماء !!!!
النظام السياسي ما بعد دستور 2014 يجري إلى حتفه وسيسقط من تلقاء نفسه عاجلا أم آجلا وستكون إنتخابات 2019 ضربة البداية لهذا الانهيار نرجو من الله أن لا يدفع الشعب ثمنه وضريبته
تعليقك
Commentaires