أكّد الأمين العام المُساعد بالإتحاد العام التونسي للشغل أنّ الإتحاد لا مُشكل له مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد وشدّد أنّ الإتحاد لن يقبل بإقصائه في رسم مسار البلاد ''لن نقبل من أيّ جهة كانت أن يقع تجاوز الإتحاد العام التونسي للشغل، نحن في هذه البلاد ملاكة ولسنا رعايا أو كرايا ولا أعتقد أنّ هناك في هذه الطريقة وهذا الفهم''. 

وخلال استضافته في برنامج ''ميدي شو'' مع إلياس الغربي اليوم الجمعة 10 سبتمبر 2021، أفاد الشفي أنّ التقويم في كافة المنظومة السياسية وفي ما مضى على امتداد عشرة سنوات يحتاج ''إلى تقويم تشاركي'' مؤكّدا أنّ اتحاد الشغل لا يقبل بأي شكل من الأشكال أن يكون مجرّد رعاية ومشيرا أنّ الإرادة الشعبية التي تمّ التعبير عنها يوم 25 جويلية الفارط لها قواها الحية ومنظماتها ونُخبها وهي معنية قبل غيرها بالمساهمة في رسم مستقبل تونس. 

'' بعد عشرة سنوات واضح للجميع فشل ذريع لمنظومة كاملة على المستوى السياسي لا سيما بعديد الفصول في الدستور متعلّقة بطبيعة النظام السياسي ومتعلقة أيضا بفصول أخرى وجب إعادة النظر فيها وتنقيحها وتعديلها وهذا كان موقف بيّن للإتحاد''. 

وأضاف أمين عام المساعد باتحاد الشغل أنّ القوى الشعبية يجب أن تتشارك في صياغة مستقبل وطنها. وأكّد أنّ اتحاد الشغل يكُن كلّ الإحترام لرئيس الجمهورية قيس سعيد لما له من نظافة اليد ومن حرص على أن يكون وفيا لتطلعات شعبه ''هذا لا شكّ فيه وليس موضع نقاش ولكن هذا لا يعني بالضرورة التفرّد في اتخاذ القرارات''. 

''الشعب هو السيّد وهو القائد والمعلّم ولكن لهذا الشعب العظيم الذي راكم التجارب وقدم التضحيات في محطات طويلة ومريرة في مرحلة كان فيها قول كلمة الحق ضريبته قاسية، ليس مجرد مجموعة من الأفراد وهذا الشعب تعبّر عنه طلائع القومية وطلائع الثورية والطلائع الوطنية التي تشكلت تاريخيا''. 

وتوجّه الشفي لرئيس الجمهورية قائلا '' أنا انقلّك يا سيدي وأنت أعرف منزِلتك'' وأوضح أنّ اتحاد الشغل تأسس سنة 1946 ولم يتحصل على رخصة العمل والنضال '' لا من السلط الإستعمارية آنذاك ولا من بعد 1956 وقدّم ضريبة الدم من أجل هذا الوطن ومن أجل الشعب''.

وأكّد أنّ اتحاد الشغل ومن خلال كلّ بياناته يُشدّد أنّه ليس له أيّ إشكال مع رئيس الجمهورية قيس سعيد. وتابع مؤكّدا أنّ القوة الشعبية التي يحظى به سعيد يجب أن تكون مدجّجة ومسيّجة بالقوى الحقيقية المنظمة والمهيكلة. 

''نحن في الإتحاد ندعو السيّد رئيس الجمهورية وكلّ الإخوة الذين يتولّون اليوم إدارة المرحلة الصعبة أن يكونوا أكثر قربا وأكثر استماعا وتواصلا مع القوى الحية وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل وذلك فيه مصلحة لتونس''. 

''نعتبر أنفسنا في تونس جزء أصيل من هذا الوطن'' صرّح الشفي مشيرا أنّ رئيس الجمهورية لا يكنّ في ذاته بُعد اقصائي للمنظمة الشغيلة لأنّه يعتبر أنّ الإتحاد خيمة كلّ التونسيين ويتعامل مع نورالدين الطبوبي بالقول ''الأخ الأمين العام وهذا أوّل رئيس دولة يتحدث بهذه الطريقة''. 

''أي محاولة لتصنيف الإتحاد بأنّه جزء من المنظومة هي محاولة بائسة وفاشلة ويائسة'' صرّح الشفي مؤكّدا أنّ الذباب الأزرق (أنصار حركة النهضة) هو الذي شنّ الحملات والهجمات طيلة عشرة سنوات ضدّ الإتحاد لتشويهه. 

وكان المستشار لدى رئيس الجمهورية وليد الحجام في مداخلة له في قناة سكاي نيوز عربية يوم أمس الخميس 9 سبتمبر 2021، قد صرّح أنّ  رئيس الجمهورية اختار مساره منذ يوم 25 جويلية و هو مسار سيدفع الى تعيين رئيس حكومة وتشكيل حكومة مقتدرة في أقرب وقت، مع إعادة النظر في النظام السياسي الذي يعد سبب الازمة حسب تعبيره "من أصاب العملية الديمقراطية بالشلل هو النظام السياسي و دستور 2014 الذي أثبت عديد الهنات و النقائص على مستوى السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية ".

ي.ر