وليد الحجام : دستور 2014 تسبب في شلل العملية الديمقراطية في تونس
مدّة القراءة : 3 دقيقة
في نفس السياق
قيس سعيد أمام امتحان الديمقراطية
تونس : النظام السياسي في مأزق !
المؤسسات المالية لن تنتظر 'اشعارا آخرا' من قيس سعيد!
قال المستشار لدى رئيس الجمهورية وليد الحجام في مداخلة له في قناة سكاي نيوز عربية اليوم الخميس 9 سبتمبر 2021 ان رئيس الجمهورية اختار مساره منذ يوم 25 جويلية و هو مسار سيدفع الى تعيين رئيس حكومة و تشكيل حكومة مقتدرة في أقرب وقت، مع اعادة النظر في النظام السياسي الذي يعد سبب الازمة حسب تعبيره "من اصاب العملية الديمقراطية بالشلل هو النظام السياسي و دستور 2014 الذي أثبت عديد الهانات و النقائص على مستوى السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية ".
وأكّد في ذات السياق تواصل العمل و التشاور بخصوص رئيس الحكومة المقبل و الذي سيفصح عنه قريبا، دون ذكر الموعد المحدد.
و ردا على سؤال حول سبب التأخير في الاعلان عن الشخصية التي ستقود الحكومة المقبلة ، أكد المستشار لدى رئيس الجمهورية قيس سعيد ان الامر لا يتعلق بتأخير " بل بتريث و تروي لاختيار الشخصية المناسبة "و أيضا للقطع مع الفترة السابقة.
أعلن رئس الجمهورية قيس سعيد يوم 25 جويلية 2021 عن تفعيل الفصل 80 من الدستور و الذي تم بمقتضاه تجميد نشاط البرلمان و اعفاء رئيس الحكومة من مهامه. قرار يأتي استجابة لدعوات التونسيين الذين خرجوا في نفس اليوم للتظاهر ضد المنظومة السياسية التي وصفوها بالفساد و طالبوا بحلها.
و لطالما حذر رئيس الجمهورية في عدة مناسبات من إمكانية تفعيل صلاحياته الدستورية ، ففي لقاء جمعه بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يوم 16 ديسمبر 2020 قال قيس سعيد بالحرف الواحد " لن نقبل ابدا في ان نتحالف او ندخل فما رتبوه من مؤامرات نحن على العهد مع الشعب التونسي، لن نتراجع عن كل التزام و عن أي موقف، تونس فوق الجميع، عاهدت الشعب لان أكون مخلصا له و لن اتردد ابدا في اللجوء الى كل الوسائل القانونية المتاحة ".
وفي الوقت الذي ينتظر فيه السياسيون في تونس خارطة الطريق التي سيعتدمها رئيس الجمهورية قيس سعيد في المرحلة المقبلة و بعد قرارات يوم 25 جويلية 2021 ، أكد رئيس الجمهورية أنه لن يعتمد على أي من هذه المفاهيم التي جاءت من الخارج حسب تعبيره و التي لا تنطبق على الواقع التونسي.
و بنبرة تهكم دعا قيس سعيد المطالبين بخارطة طريق الى تصفح كتب الجغرافيا مؤكدا أن خارطة الطريق الوحيدة التي سيسلكها هي " خارطة الشعب التونسي " ، و هو ما قاله يوم أمس الخميس 19 أوت 2021 خلال لقاءه محمّد الطرابلسي، وزير الشؤون الاجتماعية، و سهام البوغديري نمصية، المكلفة بتسيير وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار " يتحدثون عن خارطة الطريق هذه المفاهيم التي تأتينا من الخارج من يتحدث عن الخرائط ليذهب الى كتب الجغرافيا الطريق الوحيدة التي اسلكها و التي سأسلكها بنفس الثبات هي الطريق التي خطها الشعب التونسي".
و تصريحات رئيس الجمهورية لا تبدو مفاجئة لطالما كان معارضا لبعض المفاهيم السائدة و لطالما كان له موقف من بعض التنظيمات السياسية على غرار الاحزاب و نظام الحكم المعتمد حاليا في تونس ، قيس سعيد الذي دخل غمار الانتخابات سنة 2019 دون دعم حزبي و كمرشح مستقل لا يرى جدوى كبيرة في التكتلات السياسية و التمثيلية الحزبية و يفضل دون أدنى شك الديمقراطية المباشرة التي يشارك فيها الشعب بشكل مباشر في صنع القرار على التمثيلية الديمقراطية.
و قد يلجأ رئيس الدولة الى أحد اليات الديمقراطية المباشرة لاجراء استفتاء على الدستور أو على النظام السياسي الحالي و الذي دعا في وقت سابق الى تغييره ، و يمنح دستور 2014 امكانية اجراء استفتاء شعبي وفق مقتضيات الفصل 50 منه و الذي ينص على أنه "يمارس الشعب السلطة التشريعية عبر ممثليه بمجلس نواب الشعب أو عن طريق الاستفتاء ".
ر.ع
في نفس السياق
تعليقك
Commentaires