alexametrics
آخر الأخبار

الغنوشي: الحوار هو مفتاح كلّ الأزمات وقيس سعيد لم يُجب على مبادرتي بعد

مدّة القراءة : 5 دقيقة
الغنوشي: الحوار هو مفتاح كلّ الأزمات وقيس سعيد لم يُجب على مبادرتي بعد

 

حلّ رئيس الحركة الإسلامية النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي اليوم الثلاثاء 21 فيفري 2021، ضيفا على إذاعة الديوان أف أم في برنامج ''هنا تونس'' مع الإعلامي محمد اليوسفي وتمحور الحوار حول الأزمة التي تعيشها تونس على كافّة المستويات وخاصّة السياسية.

راشد الغنوشي أكّد أنّ تونس تُمثل حالة نجاح في الربيع العربي، والتونسيين من أجل الحصول على الحرية دفعوا ثمنا باهظا وهي مقارنة ببقية الدول حافظت على مسارها الديمقراطي دون التدخل الأجنبي. 


وعاد الغنوشي على أزمة اليمين الدستورية، وأكّد قائلا ''ليس هناك حلّ لكلّ المشاكل إلاّ بالحوار والقطيعة هي بداية للتحارب''، أمشيرا أنّ مبادرته لرئيس الجمهورية لعقد لقاء ثلاثي يجمع السلطات الثلاث تحت إشراف قيس سعيد الغاية منه تفعيل الحوار وأضاف أنّ قيس سعيد لم يجب بعد على المبادرة.

''أنا شديد القناعة بأنّ الحوار في كلّ المستويات وعلى صعيد الرئاسات الثلاث هو أمر ضروري لتجسيد وحدة الدولة وهناك هوية واحدة وكيان واحد ومزاج وروح واحدة وأنا متمسك بأهمية هذا المقترح ويمكن أن يكون مفتاحا لحل المشكلات الأخرى أرجو أن يتسع وقت الرئيس ويقتنع أنّ هذا أقرب مفتاح لحلّ المشاكل'' صرّح راشد الغنوشي. 


وأضاف أنّ البرلمان قام بواجبه إزاء التحوير الوزاري مؤكّدا انّ رئيس الحكومة هشام المشيشي  له الحق في القيام بتغيّيرات في حكومته ولا يحقّ للبرلمان عرقلته في ذلك. وتابع أنّ البرلمان يُناقش المشاريع التي تقدّمها الحكومة ويُصادق عنها ثمّ يمرّرها للرئيس قيس سعيد لإمضائها. 


''لماذا البرلمان يسحب الثقة من الحكومة؟'' تساءل الغنوشي مشيرا أنّ مجلس نواب الشعب يراقب العمل الحكومي ويُحاسب الحكومة ويعطيها فرصة للإنجاز. ودعا راشد الغنوشي، قيس سعيد إلى احترام الدستور وتفعيله مشيرا أنّ الرئيس مطالب بالمصادقة على الفريق الحكومي الجديد وتابع قائلا في صورة رفض قيس سعيد ذلك قائلا ''أرجو أن لا يفعل ذلك''. بشأن الوزراء الذين احترز عليهم قيس سعيد أفاد الغنوشي قائلا ''في البلاد هناك  أجهزة تراقب الفساد في الرئاسات الثلاثة وهناك قضاء في النهاية ''.

''نحن نريد أن نلتقي بالرئيس من أجل حوار كي تمضي الأمور في مسارها الدستوري المعقول'' صرّح الغنوشي مُعتبرا أنّ كلّ مشاريع الحوار هي بديل عن مشاريع القطيعة وتهديد الوحدة الوطنية وذلك للبحث عن الحلول الوسطى والتوافقات ''سياسية التوافقات أنقذت تونس والحوار جعل تونس استثناء في الربيع العربي''. وأكّد أنّه مع ترشيح الرئيس الأسبق محمد الناصر لقيادة الحوار الوطني الذي اقترحه اتحاد الشغل مشيرا أنّ مضمون الحوار جيّد وقد يتناول عدّة قضايا وأهمّها الوضع الإجتماعي والإقتصادي.


'' البحث عن حلول لتفادي الأزمة الحالية لتوفير الحياة الكريمة والشغل وعيب على التونسيين أنه في هذا المكان الممتاز ليس لدينا شركة طيارات وموانئ ضخمة وليس لنا طرقات سيارة جيّدة بنيتنا التحتية ضعيفة لأننا لم نتّبع أساسيات النمو الإقتصادي وتونس كأنها عملاق مكتّف ويجب تحرير هذا العملاق من القيود الإدارية المكبلة للعقل التونسي والذكاء التونسي وهو الطريق إلى تعزيز الديمقراطية السياسية بديمقراطية اجتماعية" 


وأشار أنّ النظام السياسي في حاجة إلى تعديل لتعزيز النظام البرلماني ''نحن في نظام ليس برلماني بحت أو رئاسي'' وأكّد أنّ الثورة أتت بتوزيع السلطة وليس بتركيزها، واعتبر أنّ القانون الإنتخابي هو قانون عجيب غريب منع النهضة من الإنفراد بالسلطة حتى ولو بطريقة ديمقراطية، وتابع قائلا ''نحن ينبغي أن نصل إلى نظام واضح به حزب يحكم''. 


وأضاف أنّ النظام الإنتخابي يقود إلى الفوضى واستنكر تحميل المسؤولية للنهضة بأنّها سبب الأزمة التي تعيشها تونس منذ عشرة سنوات مشيرا أنّ النهضة لم تحكم بمفردها بل كانت مع النداء والترويكا ''لم نكن نحكم خمسة سنوات'' في إشارة إلى نداء تونس. 


''يجب على النظام الإنتخابي أن  يُفرز أغلبية تحكم بمعنى حزب واحد وأقصى حدّ حزبين'' صرّح الغنوشي واقترح نسبة عتبة لا تقّل عن 5 بالمائة، وتابع قائلا ''تتعدد الأنظمة الإنتخابية والمهم المنتوج ونحن نريد حكم قوي ديمقراطيا وليس دكتاتوريا''. 


وأفاد رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة أنّه بعد الإنفراج الوبائي سيسعى البرلمان إلى تركيز المحكمة الدستورية. 


''السلطة الشرعية للشعب وعندما تتأزم الأمور نعود لصاحب السلطة'' أفاد الغنوشي مشيرا أنّ الظروف غير مهيّئة للعودة للشعب مستبعدا المرور إلى انتخابات سابقة لأوانها، وأكّد أنّ تونس لا تعيش أزمة لأوّل مرّة ''التونسيون شعب عريق لا يمرّ للحروب بسهولة''. وأضاف أنّ النخبة التونسية لن تقبل بالذهاب إلى الإقصاء والإبعاد وإنما ستغلّب العقلانية وتغّلب الحلول الوسطى للحوار. 


''لم أصل للمجلس ورئاسته على ظهر دبابة'' أكّد الغنوشي في إجابة منه على عريضة سحب الثقة التي أعدّها العديد من النواب والتي بلغت 103 إمضاء. وحول المسيرة التي دعت إليها النهضة يوم 27 فيفري الجاري، أفاد الغنوشي أنّ تونس بلاد الحريات وحرية التظاهر مكفولة للجميع.


متحدّثا عن الحزام السياسي للحكومة، اعتبر الغنوشي أن نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس، أنّه ما كان ينبغي أن يكون في السجن أصلا، ''ليس مطلوبا مني أن أقول أنّه مُدان'' وأكّد أنّ الحزام السياسي متماسك مشيرا أنّه في كلّ المشاريع تكون الغالبية للحزام السياسي سوى في مكتب المجلس أو في الجلسات العامة. 


''يجب أن نبحث كيف تصبح مؤسسات القطاع العام ليست بالوعة ميزانية الدولة وإنما مزوّد للميزانية ويجب أن يكون القطاع العام قطاعا مُنتجا''  أفاد الغنوشي مشيرا أنّ شركة الخطوط التونسية من المفترض أن تكون هي أكثر شركة ذات مردودية ''عبث استمرار هذه الوضعية'' وأكّد أنّ النهضة لا دور لها في تعيّين ألفة الحامدي واعتبرها شخصية من الشخصيات الوطنية وتقوم بتقديم  دروس في وزارة الدفاع وهي كفاءة من الكفاءات التونسية الشابة.

وتوجّه للشعب التونسي قائلا :

''ثقوا في أنفسكم أنتم صنعتم شيئا عظيما وهذه الثورة شيء عظيم، أنتم أحييتم العالم العربي وسيذكر التاريخ لكم أنّكم هذا الشعب الصغير في حجمه كبير في قيمه، ثقوا في أنفسكم وثورتكم ولا تندموا يوما على أنّكم قدمتم الشهداء والمساجين وهذا المنجز القيَمي الذي أنجزتموه لصالح الحرية التي ارتبطت بالإسلام يجب تزكيته بمنجز آخر هو التنمية والتي تكون بالجهد والعرق والإبداع وشبابنا له قدرات كبيرة ومُهندسينا وشبابنا طبقة مبدعة''


''المهم أنّ الجسم التونسي هذا العملاق يجب فكّ قيوده وينطلق بمبادرات للشباب والمهندسين وتونس أمامها آفاق عظيمة ولا يجب الزهد بما أنجزنا ولا يخطر ببالنا أنّ العصر الذهي هو عصر الدكتاتورية والحرية هي الخير والمُنجز السياسي الذي أنجزناه يحتاج إلى أن يتعزّز بمنجز اقتصادي وسيكون ذلك من خلال  الجهد والعقل والذكاء التونسي لنطوّر فلاحتنا ونطوّر صناعتنا وابداعاتنا ونطوّر التعليم  والصحة ووسائل النقل وتونس ربي أنعم عليها بأعزّ  مكان في العالم ونحن قادرين على التقدّم أكثر مما تقدّمت قرطاج''. 


واختتم حواره متوجّها إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد قائلا '' أقول له انتخبك الشعب بأعلى نسبة فحافظ على هذه الشعبية من خلال توحيد الشعب التونسي''.



يسرى رياحي



تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter