جيل الآلام
مدّة القراءة : 2 دقيقة
خالد زغلامي *
بعيدا عن كلّ نعوت التأثيم و التحقير، يتأكّد يوما بعد يوم أنّ جيل الخضْرمة مِمّن أدركوا الثورة وهم صِغار هم أكثرنا معاناة، فما أقسى ما عاشوه من حالات الخوف و تبدّل صورة البلاد اِبّان الثورة فتناسيناهم في خِضمّ"التخميرة"الجماعية و ادخلناهم عالم الكبار و حَرِمْناهم طفولتهم و ريعان شبابهم.
فعاشوا على وقع العنف المُتسرّب مِن الشارع و المنزل و التلفاز و عاينوا وهُم اليافعون صور قتلى الإرهاب و أفعال الفِرقة الضالّة واستمعوا إلى خطاب العنف و التكفير، و ابتعدوا شيئا فشيئا عن ألعاب الطفولة و طيش الصِبى العذب، وحُرموا من حقّ الاستمتاع و الترفيه.
ثمّ تواتر نسق اضرابات التعليم من الابتدائي حتى العالي، بل ذهب الأمر الى حدّ الإضراب الوحشي بِحجب الأعداد و وفتح آجال الإضراب على أبواب المجهول. و تم ضمّ الثلاثيات و تنقيص البرامج و الدوس على مُقوّمات التعليم العمومي المجاني و مَدَنِيَّته.
ثُمّ حلَّ الوباء و استقرّ الحجر و عمّ المنع، فأصبحت الحياة سجنا. أتعَسُ سُجناءه أحْوَجهم إلى الحركة و اللهو و أكْثرهم تعلّقا بفِتنة الألعاب و سحر الدروب ولذّة الإفلات من قيد المكان.
يُنسى كلّ هذا و تُنسى آلام الطفولة و الشباب لِترتفع أصوات المُتأفّفين اللاءمين الناعتين ايّاهم بأبشع النعوت، فإن كانوا هم جيل الخطأ فأنتم جيل الخطيئة و إن كانوا هم الشباب الضاءع فأنتم الآباء المُعلِّمون. فَما أسهل كَيل الأحكام و ما أيسر التوصيف و ما أصعب الاٍحْتِكام إلى آلة الفهم و التثبّت.
أبناؤنا فوق الذمِّ، و الانفع لكم ولهم أن تُصلحوا حالكم و تُهذِّبوا سلوككم فهم أبناء العلم و مستقبلهم وان اسْوَدّ الحاضر مُشرقٌ بِحتميّة التاريخ و عُلويّة العلم.
* مدرس
تعليقك
Commentaires