alexametrics
أفكار

إلى أين تأخذون الوطن ؟

مدّة القراءة : 2 دقيقة
إلى أين تأخذون الوطن ؟

 

ونحن نتابع حفلة الرقص لتشكيل الحكومة نكتشف يوما بعد آخر أننا ذاهبون لمزيد من الانحدار. فكيف تتشكل حكومة دون أن يكون لها برنامج لإنقاذ البلاد من خطر السقوط في الضعف والفوضى.

تبدو حفلة الرقص في كل إتجاه لتشكيل الحكومة كمن يطبخ الحصى أو يرحي الماء.
قريبا تدخل تونس نهاية العشرية الأولى لما بعد 14 جانفي وأهداف الثورة التي رفعها الشباب وسال دمه من أجلها وسقتها دموع الأمهات تتباعد بشكل مخيف حتى تكاد تصبح سرابا
خبز
حرية
كرامة وطنية

أما الخبز فاسأل عنه تدهور المقدرة الشرائية والارتفاع الجنوني للأسعار والاحتكارات والتهريب والتضخم والمديونية المخيفة والفساد واللوبيات ونقص الحليب والأدوية والبطاطا والزيت النباتي

أما الحرية فقد افلتت من عقالها وأصبحنا نعيش على وقع الكذب الإشاعة وتكثيف ثقافة العداوة والكراهية والحروب اليومية بين جيوش الظلام التي تتحرك مثل البعوض دفاعا وهجوما وتتحكم في وعي الناس وتنشر ما تريد نشره وتعدم ما تريد إعدامه
توجد حرية النباح وحرية هتك الأعراض والتخوين وتوجد لغة الفضيلة التي تستعمل السباب والشتائم والتكفير، وهذا من براعة الفضيلة في تونس

أما الكرامة فقد تدهورت على ما كانت عليه قبل 2011 رغم الاستبداد.
فهي في وسائل النقل التي يحشر فيها البشر مثل الحيوانات وخير ان لا نسأل عن كرامة المرأة والفتاة في هذه الصناديق المتحركة وعلى طرقات تئن من الجروح وتنتقم من سالكيها كل ما نزل الغيث.
وسائل للنقل لتذل المسافرين بالصفوف والزحمة ويقتلهم الانتظار.

أما عن إحترام المواقيت والمواعيد فقد طال المرض حتى السفر بالجو واحتمال إقلاع طائرة في وقتها مثل احتمال إلغائها دون الحق حتى في الإعلام والمعرفة، ونحن لا نقول الإعتذار والتعويض وكأنهم ينقلون الناس مجانا ودون مقابل

كما نسأل عن الكرامة في المستشفيات التي تدمر الاعمار والأعصاب من الاكتظاظ وطول الإنتظار ونقص المعدات وفي نهاية يوم من المعاناة لا تجد الدواء وتكتفي بالحد الأدنى من الوصفة عند الصيدليات الخاصة لقلة ذات اليد.
أية كرامة ومؤسسات التعليم أصبحت محاطة بالمنحرفين وسوقا لترويج السموم والمخدرات وعوض تكوين النشء وتعليمهم وتربيتهم أصبحت تقذف بالشباب خارج اسوارها يصل أو يفوق عددهم 100 ألف كل عام.
أي كرامة ومن ينجح في إتمام دراسته ويفتك شهادته الجامعية يعمل المستحيل للهروب من جحيم ثورته ويرمي نفسه في البلدان التي تحترمه وتقدر علمه ومستواه وخاصة شبابه وحماسته وذكاؤه. ولا يبقى في البلاد غير النطيحة والموؤوذة وما آكل السبع.
كأنهم يدفعون الناس دفعا للهجرة والهروب لتخلو لهم البلاد "ويقيموا فيها الأذان "

يدافعون عن الله وهو رب العالمين وليس ربهم، فهل يعقل أن يدافع مخلوق عن خالقه ؟
يدافعون عن الرسول وهو رسول رب العالمين وليس رسولهم
ويدافعون عن الإسلام والإسلام دين الناس كافة كان قبلهم في الأزل وسيبقى بعد فنائهم !!
لكنهم في الحقيقة يقاتلون للحصول على عصى الكهنوت المقدس ليدقوا بها رقاب الناس ويذلونهم ويحكموهم بالخوف والإرهاب.
هم هكذا، متطوعون لله في سبيل السلطة والسلطة المطلقة فقط ويوم أن يستتب الأمر والغلبة سيحولون دولة الحزب التي كانوا يعارضونها إلى حزب الدولة الذي يحاصرها ويمنع من يدخلها ويحتكرونها فيئا للأهل والأبناء والاصهار والأصحاب ويجعلون من الشعب سخرة لتمويل السيطرة والعبودية الحلال
أين حظ الفقراء والمهمشين وضعاف الحال وحقوق الناس في العمل والتعليم والصحة والنقل ؟ هذا لا يعنيهم لأن الله لا يحب الفقراء - تعالى الله عن ذلك- بحسب خطبة أحدهم، فالفقراء لا يدفعون الزكاة !!! والله لا يحب الضعفاء، أيضا حسب خطبة أحدهم ، فالله يحب الأقوياء.
والله لا يحب النساء المتبرجات، لأن المرأة وعاء للجنس وقيمة للحياء وعنوان للفضيلة.

فإلى أين تأخذون الوطن ؟

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter