أهلا وسهلا بكم في تونس .. سيّد الرئيس قيس سعيد لقد جوّعونا

تعيش تونس اليوم نقصا على كلّ المستويات، الأزمة المالية أتت تداعياتها على الإقتصاد التونسي والسوق التونسية التي باتت بمثابة حلبة صراع بين المحتكرين والتجار وراح ضحية هذه الحرب المواطن التونسي الذي أصبح يُعاني افتقارا كاملا للمواد الأوّلية الغذائية. 

الأسبوع الفارط وبمجرّد تجوّلك داخل الفضاءات التجارية الكبرى ، تلاحظ انعداما تاما لمادة السميد و الفرينة والسكر والأرز في كلّ الرفوف ، ليس ذلك فقط حتى البيض يبدو شبه منعدمٍ في كلّ المحلات التجارية المخصّصة للمواد الغذائية. يقول  رئيس الغرفة الوطنية للمساحات التجارية الكبرى الهادي بكور أنّ هذه المواد الأولية تُباع في الفترة الصباحية وتغدو في المساء منعدمة. 

وكشف أنّ نسبة المبيعات من المواد الأساسية ، فرينة وسميد، تضاعفت بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة ورجّح هذا التضاعف إلى التهافت الكبير من قبل المواطنين على اقتناء المواد الأولية بلهفة مفسّرا أنّ ذلك الإقبال يعود للحرب الروسية الأوكرانية، موضحا أنّه كلما إندلعت حربا  تحدث لهفة في تونس على الشراء، وذكر على سبيل المثال حرب العراق وتهافت المواطنين على شراء السكر والأرز في تلك الفترة.

ويقول البعض أنّ تونس مقبلة على '' حرب مجاعة '' وهذه الحرب لا تؤمن بأي انتماء سياسي كان ولا تُقدّر أحد مهما كان منصبه والغاية من ذلك الحصول على الخبز. 

''أهلا وسهلا بكم في تونس في عهد قيس سعيد'' ، هذه مجرّد بداية في عهد الرئيس الذي أعلن حربا دون توقف على كلّ مؤسسات الدولة ، تخلّص من البرلمان ثمّ من الدستور ثمّ من المجلس الأعلى للقضاء ثمّ أعلن أنّه يشنّ حربا على المحتكرين والمتلاعبين بقوت الشعب. 

وبين عشية وضحاها ، أصبحت وزارة التجارة وكلّ مصالحها تحارب في المحتكرين ، كما نشرت وزارة العدل يوم الجمعة 11 مارس 2022 ، منشورا حول التصدي لجرائم الاحتكار والمضاربة في المواد المدعمة والاساسية والترفيع في الأسعار والتداخل في مسالك التوزيع والجرائم الديوانية وجرائم التهريب وغيرها وحسن التصرف في المحجوز . 

و نص هذا المنشور على إيلاء الجرائم الاقتصادية وعلى وجه الخصوص جرائم الاحتكار والمضاربة في المواد الأساسية والمدعمة والترفيع في الأسعار والتداخلي في مسالك التوزيع والتهريب والجرائم الديوانية الأهمية والمتابعة اللازمتين في عمل النيابة العمومية والمجالس القضائية، مع مضاعفة الجهد على مستوى النيابة العمومية لتتبع مثل هذه الجرائم بالنجاعة والسرعة المرجوتين ومن خلال على مزيد تنشيط دور خلايا الفصل السريع.

قيس سعيد الذي أعلن حربه على المحتكرين ودعا من مقرّ وزارة الداخلية يوم 8 مارس الجاري،قائلا '' أريدها حربا دون هوادة ضد هؤلاء المحتكرين المجرمين في إطار القانون ''، تحوّل اليوم الإثنين إلى إحدى المخابز بتونس العاصمة وتساءل قائلا '' لماذا مادة الفرينة موجودة قليلا''. 

في هذه الزيارة التي أداها مساء اليوم الإثنين، حاول قيس سعيد التثبت من صاحب المخبزة إن كانت الكميات متوفرة من المواد الأساسية بعد محاربة المحتكرين لكنّه لم يجد غايته حيث أكّد له صاحب المخبزة أنّ لا شيء تغيّر وهناك نقص كبير في مادة الفرينة والسميد. 

''' لقد جوّعونا سيّد الرئيس '' هكذا هتف المواطنون اليوم الإثنين بمجرّد رؤيتهم للرئيس سعيد في إحدى المخابز بالعاصمة تونس، هذا الجوع وإن تفاقم شيئا فشيئا فإنّه ينبأ بحرب شعبية يقودها الفقراء الذين لم يعد بإمكانهم الحصول على رغيف خبزٍ أمام أزمة مالية واقتصادية تعيشها تونس تحت تصرّف حكومة في حالة شلل تام.