طوفان الترشحات لمجلس نواب الشعب
طوفان الترشحات لمجلس نواب الشعب بالبحث على رئيس قائمة ثم ملء القائمات كيفما كان بالإنتباه فقط إلى توفر الشروط الشكلية والتناصف بين الرجال والنساء أثبت أن هذا الشكل من التنافس أصبح يهدد العملية الإنتخابية ويفرغ الديمقراطية من محتواها وغاياتها.
كما أن ما تتداوله وسائل الإعلام أو المواقع الإجتماعية حول أسماء المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية يثير الشفقة وينعكس سلبا على صورة الدولة والجمهورية في الداخل والخارج ويمس من هيبة المؤسسات ويجذب إلى الأسفل والأدنى صورة ورمزية منصب رئيس الجمهورية في بلد يعيش تجربة ديمقراطية فتية.
الديمقراطية تدفع للتنافس بين الكفاءات والبرامج ولا تؤدي إلى مشهد عبثي يشوه المشهد السياسي ويمرغ العمل الحزبي في التراب حين يتدافع المغامرون والنكرات لتحمل مسؤولية السلطة التشريعية وهم يعرضون أنفسهم للبيع والشراء لمن يتلاعب بهم ويستغل اندفاعهم وعدم خبرتهم ليحصل على دمى يحركها لأهداف لا يعلمونها وتحقيق غايات غائبة عن أذهانهم.
هذا المشهد المحموم والسريالي فرصة لمن بقي من العقلاء الذين يقدرون مصلحة الوطن والبلاد وبحرصون على إنجاح التجربة الديمقراطية أن يفكروا من الآن في إعادة النظر في النظام الإنتخابي وفي وضع الضوابط القانونية لمنع السقوط في الاسفاف وحماية العمل السياسي من خطر الترذيل والعبث وكذلك تمكين مراكز السلطة التشريعية والدولة من الإستفادة من كفاءات البلاد التي لا يمكن أن تقبل الدخول في هذا النوع من اللعب السياسي الذي يفتقد للحد الأدنى من الضوابط والأخلاق.
تعليقك
Commentaires