سنفتقد رجل دولة ورجل ثقافة بامتياز
إنّ حالة الحزن التي ألمّت بمختلف شرائح الشعب التونسي على رحيل الرئيس الباجي قائد السبسي، دليل واضح على أهمية الدور الذي لعبه الرجل في مرحلة بناء الدولة الحديثة إبّان الاستقلال، وخاصّة قيادته لتونس في السنوات الأولى من عمر الجمهورية الثانية. ونحن نعرف حجم الدور الذي لعبه لجمع مختلف العائلات السياسية حول خدمة البلاد، وأن تكون مصلحة الوطن هي بوصلتنا جميعًا.
كما يجب أن لا ننسى أنّه أوّل رئيس منتخب بشكل ديمقراطي مباشرة من الشعب صاحب السيادة، وهي إشارة جيّدة إلى ما بلغته تونس من تقدّم على درب التأسيس لديمقراطية جديدة وفعّالة، في خضم واقع إقليمي ودولي صعب.
و كان يؤمن بأهمية دور المرأة الى جانب الرجل تحديدا في ارساء ديناميكية جديدة للعمل الثقافي. كما لمست فيه تسامحًا لافتًا، حيث كان محفّزًا للعمل والاجتهاد، وعدم التأثر بما يقوله من لا يؤمن بالثقافة ودورها في بناء الوعي وتنوير العقول.
رحيله صباح عيد الجمهورية، اقتران زمني سيجعل الأجيال القادمة تذكر إسهاماته في بناء الدولة، والتأسيس لديمقراطيتنا الناشئة كلّ عيد.
رحمه الله وأسكنه فراديس الجنان، وحمى الله تونس، ووفق نساءها ورجالها لمواصلة المسيرة على درب الديمقراطية والحرّية والسيادة الوطنية.
تعليقك
Commentaires