alexametrics
أفكار

علينا إيقاف الانحدار إلى الهاوية

مدّة القراءة : 1 دقيقة
علينا إيقاف الانحدار إلى الهاوية

 

تونس في وضع خطير وعلى شفى الإنفلات العام نتيجة التجاذبات السياسية بين الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان والتي لا زالت تدس رؤوسها في الرمل كي لا تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.
نحن نتجه وبقوة وثبات إلى المشهد اللبناني الذي أصبح يهدد وجود الدولة ذاتها من جراء التجاذب السياسي الحاد حول تحقيق مكاسب متخيلة لهذه الأحزاب وأوهامها الأزلية بزوال الآخرين
لكن المالية العمومية تنهار وقيمة العملة المحلية تنزلق إلى مستويات دنيا تدفع بالتضخم إلى مستويات لا تقدر عليها المقدرة الشرائية للمواطنين الذين حبسهم وباء كوفبد عن تأمين قوتهم اليومي.
الدولة في ظل هذه الأزمة لن تقدر على مواجهة الأزمة الاقتصادية وتراجع مداخيلها الجبائية من جراء تراجع النشاط الاقتصادي وكذلك نسبة التداين العالية التي وصلت إليها المالية العمومية في 10 سنوات.
كما يبدو أن الأحزاب السياسية أسقطت من حساباتها مبدأ الحساب أو المحاسبة فلم تعد تخاف الصندوق لأنها فجرت النسيج الوطني واستبدلته بنسيج القبيلة السياسية والاتباع والمريدين وتعرف علم اليقين أن منابها حاصل في ظل تذري المشهد السياسي وغياب حزب وطني جامع يحصل على ثقة التونسيين

ما هو الحل ؟؟
لم يعد أمام السلطة غير السلطة ولم يعد بالإمكان إنقاذ الدولة إلا بالدولة.
على رئيس الحكومة المكلف أن لا يضيع هذه الفرصة في إستعمال السلطة التنفيذية لإنقاذ الدولة وأن يحرص على التوجه إلى الشعب لتجاوز الصراع السياسي بين الكتل البرلمانية وأن لا يكرر أخطاء من سبقه في مجال السياسة الإقتصادية وعليه أن يتحرر من ابتزاز الأحزاب السياسية لتمرير القوانين لإنجاح كل الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية التي ستكون بداية الخروج من هذا الانحدار.

رئيس الحكومة المكلف في هذه الفترة الحساسة هو الوحيد القادر على إنجاز شيء وهو الوحيد القادر على صياغة برنامج واضح للخروج من عنق الزجاجة بالنظر إلى الاضطراب الحاصل في مؤسسة البرلمان وباعتبار حصوله على ثقة رئاسة الجمهورية وكذلك الاصطفاف الموضوعي للمنظمات الفاعلة في المجتمع مثل الإتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة وكذلك معظم الخبراء الاقتصاديين وحتى شركاء تونس الدوليين

يجب على رئيس الحكومة المكلف أن يصارح الشعب بحقيقة سوء الأوضاع ويطرح عليهم برنامجه الإنقاذي ويطلب منهم ما يساعده على ذلك ويحرص على الخطاب المباشر من خلال وسائل الإعلام لا من تحت قبة البرلمان التي سيتعرض تحتها إلى القصف وإلى الترذيل الذي لا يستطيبه الشعب ولا يرضى أن يصبر حاكموه على التعرض للسب والشتم دون رد الفعل.
على رئيس الحكومة الإنسحاب من أية جلسة يتعرض فيها للاعتداء اللفظي أو الأخلاقي دون تردد حتى يكبح جماح كل نواب الصدفة الذين لا يفكرون في مصلحة البلاد قدر تفكيرهم في ما يترتب على تدخلاتهم من عدد المعجبين على صفحات التواصل الاجتماعي والذين هم في نهاية الأمر وفي الغالب جيوش حاضرة وخاصة الاجر لزيادة الإحتقان ومعاول لهدم هيبة الدولة موظفيها.

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter