النهضة تتحالف مع قلب تونس بعد أن اتهمته بالفساد
رسمي.. راشد الغنوشي رئيسا جديدا للبرلمان
خالد الكريشي: النهضة ستدفع فاتورة تنازلات قلب تونس لها
الغنوشي بعد توليه رئاسة البرلمان: الأغبياء الذين هم لا يتغيرون
سميرة الشواشي نائبة أولى لرئيس مجلس النواب
برلمان 2019-2024 : العـرضُ الأول!
بنتيجة متوقعة وبأغلبية مريحة مقارنة ببقية المترشحين، فاز رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي برئاسة البرلمان بـ 123 صوتا اثر تحالفات سرية مع حزب قلب تونس المتهم بالفساد، مكنت الغنوشي من الحصول على أغلبية الأصوات.
التحالف الغير معلن
بالأمس القريب ومنذ بداية الحملة الانتخابية كانت حركة النهضة وقياداتها متمسكة بعدم تعاملها مع قلب تونس وعدم مشاركته في الحكم مع استثنائه من مشاورات تشكيل الحكومة بسبب ما يحوم حوله من شبهات فساد، لكن على ما يبدو فإن المعطيات تغيرت في الوقت الراهن، حيث حملت الساعات الأخيرة اتفاق بين حركة النهضة وحزب قلب تونس يتم بمقتضاه تصويت نواب قلب تونس لفائدة راشد الغنوشي في رئاسة البرلمان وفي المقابل يشارك قلب تونس بشكل مباشر في تحديد رئيس الحكومة.
الأربعاء 13 نوفمبر 2019، انطلقت الجلسة الافتتاحية الأولى لمجلس نواب الشعب للمدة النيابية الثانيّة 2019- 2024، بحضور كافّة النواب الجدد وترأس الجلسة رئيس مجلس النواب المتخلّي، عبد الفتاح مورو قبل أن يحيل الكلمة لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بما أنّه أكبر النوّاب سنا لمواصلة إدارة الجلسة. اثر ترأسه الجلسة الافتتاحية، عاهد الغنوشي الشعب التونسي على مواصلة الوفاء لدماء الشهداء والمظلومين ثمّ أعلن عن فتح باب الترشّح لمنصب رئيس مجلس النواب ليتم انتخابه بعد ذلك بأغلبية الأصوات، وانتخاب النائبة عن قلب تونس سميرة الشواشي بـ 109 صوتا لنيابة رئاسة البرلمان.
في أول تصريح له اثر انتخابه رئيسا لمجلس نواب الشعب، وفي إجابته عن تغيير الحركة لموقفها وتراجعها عن قرارها بخصوص تحالفها –الغير معلن- مع قلب تونس، أفاد رئيس البرلمان أن " الأغبياء الذين هم لا يتغيرون" وأن الحركة تعاملت مع كل الأحزاب إلا من أبى، كما أنه لا يمكن أن تقع مقاطعة أي حزب اختاره الشعب بما في ذلك قلب تونس.
ردود الأفعال بعد توافق النهضة وقلب تونس
عبد اللطيف العلوي النائب بمجلس الشعب أعلن في تدوينة على صفحة ائتلاف الكرامة أن موقفهم لم يتغير من قلب تونس ولن يشاركوا في حكومة يشارك فيها هذا الحزب، ولم ينكر في المقابل اتفاق الكرامة مع الحركة الاسلامية مبررا قرارهم بأن النهضة ستصوت في المقابل لصالح مرشحهم يسري الدالي لمنصب النائب الثاني لرئيس البرلمان.
حزب الرحمة كذلك كان له موقف من هذا التحالف السري بين النهضة وقلب تونس، حيث نشر النائب عن حزب الرحمة بدائرة بن عروس سعيد الجزيري مقطع فيديو بيّن فيه أن حزبه لم يصوت لصالح راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان، لأنه شاهد عمليات سمسرة وبيع وشراء ذمم، بين النهضة وقلب تونس اللذان يدّعيان العداوة وأنه شاهد تضارب مصالح وخيانة لإرادة الناخبين من قبل نواب الحزبين الذين خانوا مبادئهم وشعاراتهم وخانوا انصارهم والشعب الذي صوت لهم على حد تعبيره.
حركة مشروع تونس أصدرت بلاغا بخصوص حيثيات الجلسة الافتتاحية الأولى وما تمخّض عنها، وأوضحت أنها كانت عند قرارها ولم تصوّت لحركة النهضة لرئاسة البرلمان، وأنّها حريصة على الثبات في مواقفها والاتعاظ من تجارب الماضي ولن تتهاون في فرض وحدة الحزب وثبات توجهاته مهما كان ثمن ذلك.
حركة الشعب بدورها لم تتفاجئ من هذا التحالف وصرّح النائب خالد الكريشي، بأن فوز حركة النهضة برئاسة البرلمان نتيجة طبيعيّة ومتوقّعة وأنّ حركة الشعب كانت قد بيّنت أنّ هناك نيّة كبيرة للتّقارب والتحالف بين قلب تونس وحركة النهضة. وأشار إلى أن هناك تنازلات قدّمتها حركة النهضة ليساندها كلّ من قلب تونس وائتلاف الكرامة. الكريشي يتكهن بأن المدّة النيابيّة القادمة ستكون لـ ''سداد الدّيون السياسيّة والقانونية والتشريعيّة''، وأنّ النهضة ستدفع خلال هذه الفترة فاتورة تنازلات قلب تونس لها.
تراجع مرشح قلب تونس لرئاسة البرلمان رضا شرف الدين لصالح راشد الغنوشي، وفوز هذا الاخير برئاسة المجلس بأغلبية 123 صوتا فتح باب التأويلات فاختلفت الآراء وتباينت خاصة من المنتمين لحزب قلب تونس الذين أحسوا بالخيانة.
المحامي وعضو هيئة الدفاع عن نبيل القروي عماد بن حليمة، نشر تدوينة عبر فيها عن غضبه من تصويت حزب قلب تونس لفائدة مرشح حركة النهضة لرئاسة البرلمان مؤكدا أنه "من بين الآلاف من المغرر بهم الذين صوتوا لحزب قلب تونس على قاعدة عدم وضع أيديهم في أيادي العنف والإرهاب" وطالب قيادة الحزب بتوضيح سبب "الخيانة ونقض العهد" لأنه تعرض لعملية "تحيّل انتخابي".
النائب المنتخب عن التيار الديمقراطي في البرلمان الجديد، هشام عجبوني أفاد بأنّ النهضة من صالحها أن تحكم مع أحزاب تتعلّق بها شُبهات فساد مثل نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس. وأنّ فوز الغنوشي برئاسة البرلمان كان متوقّعا، ذلك أنّ حركة النهضة منذ سنة 2013، تعيش نفس التمشي وإنّ أغلبيّة الأحزاب التي صوّتت لصالح راشد الغنوشي لترأس البرلمان كلّها تابعة لنداء تونس.
هشام عجبوني أكّد أنّ الصفقة التي أُبرمت بين قلب تونس وحركة النهضة ليست ''وليدة اللّحظة''، ولكنّها موجودة منذ خروج نبيل القروي من السجن وأنّ القروي توجّه يوم أمس الأربعاء للبرلمان وقابل راشد الغنوشي وأعطى أمر لكافّة نواب قلب تونس بالتصويت لصالحه "أشفق على ناخبي النهضة وقلب تونس لأنّه وقع التحيّل عليهم مرّة أخرى بوعود انتخابيّة كاذبة".
انتظر المتابعون للساحة السياسية ما ستفرزه الجلسة الافتتاحية لمجلس نواب الشعب من مفاجآت، لتنتهي بتحالف الحزب الإسلامي، الذي ما انفك يرفع شعار مقاومة الفساد، بمن تلاحقه تهم فساد والذي بدوره تعهّد بمقاومة النهضة في صورة انتخابه.
مشهد يعيد لأذهاننا صورة التوافق –المستحيل- بين نداء تونس والنهضة بعد انتخابات 2014، وهو ما ينبأ بأزمة ثقة في المشهد السياسي القادم مما قد ينعكس على المناخ العام للبلاد واختلالا في موازين القوى.
مروى يوسف
تعليقك
Commentaires