مرحبا بكم في حوار قيس سعيد حول دستور أعدّهُ قيس سعيد
الطاهري : قرار رفض المشاركة في الحوار نهائي و هو قرار مستقل
عمداء وعميدات كلّيّات الحقوق يعتذرون عن القبول بتكليفهم بعضوية اللجنة الاستشاريّة القانونية
يا لهُ من وقت سيّء لتكون ديكتاتورا.. قد يدّعي الرئيس قيس سعيد الان أنه المتحدث الرسمي باسم الشعب لكنه لا يزال يتلقى الصفعات واحدة تلو الأخرى من الأصدقاء، قبل الأعداء.
كانت خطة ساكن قرطاج الأولية هي تعديل دستور 2014 وإحالته إلى استفتاء وطني في 25 جويلية. كان هذا الدستور الجديد من المقرر أن تتم صياغته من قبل مجموعة من الخبراء الذين كان من المقرر تعيينهم في 21 مارس. كان من المقرر أن يستلهم هؤلاء الخبراء من نتائج الاستشارة الوطنية التي كان من المقرر أن تبدأ في 1 جانفي 2022 وتنتهي في 20 مارس.
لكن، لم يسر المخطط وفق الانتظارات.
أولا، فشلت الاستشرة الوطنية، ولم تحقق حتى نصف الأرقام التي كان يتخيّلها قيس سعيد.
ثم فشلت مساعي تكوين الهيئة الأولية لصياغة الدستور، وتخلّى سعيد عن أمين محفوظ ومحمد صلاح بن عيسى ...
لم يتخذ قيس سعيد قرارًا بشأن تشكيل هذه الهيئة حتى 20 ماي (أي بعد شهرين من الـتأخير) ، والتي تحول اسمها فجأة إلى لجنة استشارية تتمثل مهمتها في تقديم اقتراح بشأن صياغة مشروع دستور لجمهورية جديدة.
ثم فشلت مساعي الحوار الوطني الذي تخلى عنه اتحاد الشغل ..
ثم فشلت محاولة تكوين توريط الشخصيات الوطنية في لجنة استشاريّة ، وتتالت البيانات المُقاطعة لهلوسات الرئيس.
رفض الاتحاد العام التونسي للشغل الزجّ باسم أمينه العام ضمن أعضاء اللحنة.
رفض العمداء ، الذين لم يستشيرهم أحد مسبقًا ،الانخراط في مشروع استبدادي.
وتشير القراءات الى أن هيئة الانتخابات غير مستعدة للاستفتاء حول الدستور في 25 جويلية، الذي يبدو أنه –هو الاخر- سيؤول للفشل.
واقعُ الأمر، أنه سبق لرئيس الجمهورية أن وضع مسودة الدستور ولا يحتاج إلى رأي أحد. ما يحاول فعله هو الايهام بالحوار والاستشارة من أجل إضفاء مشروعية على نصّه الشخصي. مت كتابة الدستور بالفعل.. وحتى ارائنا كشعب لن تكون مهمّة فقد قام الرئيس بتغيير تركيبة هيئة الانتخابات وعين أشخاص تم اختيارهم بعناية لتنفيذ قراراته.
مثل عندما يستقبل وزرائه ثم يتحدث مع نفسه لدقائق طويلة، كما هو الحال عندما نستمع لخطبه أثناء مجلس الوزراء ، كما هو الحال عندما كان أستاذا يملي دروسه على الطلاب، قيس سعيد لا يريد الحوار بل يريدنا أن نستمع اليه يتحدّث.
و'تحت ستار الليل' صدرت ثلاثة قرارات رئاسية قبل منتصف ليلة الأربعاء 25 ماي 2022 بدقائق. نُشر أمر دعوة الناخبين لاستفتاء 25 جويلية ، وشُكلت اللجنة الاستشارية الوطنية المسؤولة عن "صياغة" الدستور، وحددت ضوابط الاستفتاء الجديدة.
مستقبل تونس والأجيال القادمة ... خطّ كله في قرطاج بطريقة أحادية، وسيتم نشره في شكل مرسوم رئاسي قبل 30 جوان ليليه سؤال وحيد، واجابة بنعم او لا.
تعتبر هذه المراسيم ازدراء واهانة للتونسيين.
انتظر رئيس الجمهورية حتى اللحظة الأخيرة لنشر نصوصه مباشرة في الرائد الرسمي. لم يحترم المواطنين ، لم يشرح لهم شيئًا عن مشروعه ولم يتم اعلامهم عبر قنوات الاتصال المباشرة للرئاسة. على التونسيين أن يخضعوا لهذا النص الذي كتبهٌ شخص يعتبر نفسه إمبراطورًا في العصور الوسطى.
هذه ليست المرة الأولى التي ينشر فيها الرئيس قراراته (أو يلقي خطبًا) في وقت متأخر من الليل.
أعضاء هيئة الانتخابات أبدوا تحفظات بشأن تاريخ 25 جويلية. وشددوا على أن الهيئة الانتخابية ستواجه صعوبات في عملها مطالبة بتغيير تاريخ الاستفتاء أو تأجيله. وان كنا نعرف أمرا عن رئيسنا، فبالتأكيد، انه لن يتراجع عن هذا التاريخ، ولن يقبل بشروط اتحاد الشغل للحوار، ولن يتراجع عن مراسيمه، ولن يتخلى عن حلمه بالسلطة...
مرحبا بكم، في دولة قيس سعيد، حوار قيس سعيد مع قيس سعيد، حول دستور من تأليف قيس سعيد.
رؤوف بن هادي
تعليقك
Commentaires