محاباة في عملية التلقيح وإصبع الإتهام موجّهة للمشيشي وسوء تصرّفه

''حُجَابا وإداريين برئاسة الحكومة في القصبة تلقوا تلاقيح كورونا دون أي وجه حق،  رئيس الحكومة هشام مشيشي بيّن مرّة أخرى أنّه يترأس مجموعة صِفر أخلاق زائد الفشل وزائد الكفاءة، هناك مشاكل حقيقية أخلاقية في هذه الحكومة تبيّنت جليا في موضوع الكوفيد وهناك  65 ألف جرعة تلقيح  من منظومة ''إيفاكس'' حُوِّلت وجهتُها ، 65 ألف تونسي سُرقت منهم حقوقهم''. 

كان هذا تصريح رئيس لجنة المالية بمجلس نواب الشعب هيكل المكي الذي انتقد كيفية تحصّل هشام مشيشي وزرائه ومستشاريه على التلقيح ضدّ كورونا في حين أنّهم ليسوا ذو أولوية والذي اعتبر أنّ الفريق الحكومي هو فريق يُخاتل ويُدلّس ويسرق في تلاقيح التونسيين. لم يكن المكي وحده من انتقد واستنكر تلقي رئاسة الحكومة للتلقيح بل كانت حركة الشعب تتبنى نفس الموقف حيث أكّد زهير المغزاوي أنّ هذه المنظومة خيّرت التضحية بآلاف التونسيين من أصحاب الأولوية في التلقيح، لاستغلال النفوذ والتلقيح لمستشارين ومديرين عامين في عقدهم الثالث وصحتّهم جيدة.

تلقِي رئيس الحكومة هشام مشيشي وحكومته للتلقيح ضدّ كورونا قبل أيّ مواطن آخر، لم تُقلق الحقل السياسي فقط بل استنكر ذلك العديد من الشخصيات الوطنية حيث تقدّم اليوم المحاميان رحّال جلالي وياسين عزازة بشكاية جزائية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد كل من رئيس الحكومة هشام مشيشي ووزير الصحة ومدير الحملة الوطنية للتلقيح، بخصوص المحاباة والمحسوبية في عملية التلقيح. المحامي رحّال جلالي، في تصريح لزملائنا في حقائق أون لاين، أكّد أنّ التلقيح من حق كل التونسيين دون استثناء وأنه من غير المقبول أن ينتفع أشخاص غير مدرجون في قائمة التلاقيح فقط لأنهم من أصحاب المناصب، مشيرا إلى القضية رفعت على معنى الفصل 96 من المجلة الجزائية الذي يمنع انتفاع كل من يعمل لدى الدولة من خلال وظيفته، وفق قوله.

وكان مستشار رئيس الحكومة المكلف بالاعلام مفدي المسدي، قد أكّد أنّ كلّ الوزراء الذين تلقوا التلقيح سجلّوا أسماءهم مثل بقية المواطنين على منظومة إيفاكس وتلقّوا ارساليات قصيرة تعلمهم بأن دورهم حان لتلقي التلقيح، رسالة نصية تتضمن تاريخ التلقيح والمركز نافيا بذلك وجود أيّ محاباة أو تقديس للحكومة وأعضائها ونفى أيضا تلقّي أصهار وعائلات الوزراء التلقيح. كما أنّ رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلاقيح ضد كوفيد-19 الهاشمي الوزير، أكّد أنّ عملية تلقيح أعضاء الحكومة تأتي في المرتبة الثالثة بعد مهني الصحة وكبار السنّ حسب سلم الأولويات الذي وضعته وزارة الصحة منذ انطلاق حملة التلقيح يوم 13 مارس الفارط. متفاعلا مع الجدل المُثار بشأن تلقيح أعضاء الحكومة سرّا، كشف  وزير الصحة فوزي مهدي أن التلقيح للوزراء ونواب البرلمان أمر عادي يتنزل ضمن المرحلة الثالثة للاستراتيجية الوطنية للتلقيح التي تضم "حماية القيادات العليا" على حد تعبيره، كاشفا أن رئيس الحكومة هشام المشيشي هو من أعطى الاذن بالانطلاق للتلقيح لأعضاء الحكومة.

بدورها، نفت  أحلام قزارة مديرة إدارة الرعاية الصحية بوزارة الصحة أن يكون هناك تلاقيح انتفع البعض بها عن طريق التساهل من قبل الحكومة وأكّدت أنّ الإخلالات التي حصلت من حيث ''المحاباة" لا يُمكن لوم منظومة ''إيفاكس'' عليها وإنّما هي إخلالات بشرية. وكانت قد أوضحت اليوم أنّه تمّ تخصيص 28 جرعة تلقيح لأعضاء حكومة المشيشي ولمّ قام فريق التلقيح المتنقل بإنهاء التلاقيح تبيّن أنّ ثلاثة جرعات بقيت، في هذا السياق، أكّدت غزارة أنّها أعطت لفريق التلقيح المتنقل الإذن بأنّ يقوم بتلقيح ثلاثة متطوّعين كي لا يتمّ اتلافهم. 

في سياق متصل، نفى الملحق بالدائرة الدبلوماسية في رئاسة الجمهورية وليد الحجام، أن تكون رئاسة الجمهورية تلقت التلقيح ضدّ كورونا ''رئاسة الجمهورية لم ولن تتحصل على أيّ جرعة من التلقيح ضدّ كورونا'' مؤكّدا أنّ كلّ تعامل من رئاسة الجمهورية يكون فقط مع الإدارة العامة للصحة العسكرية بتوجيهات خاصّة من رئيس الجمهورية. قيس سعيد اعتبره الكثيرون هو المنقذ للبلاد وللشعب أمام تزايد وتيرة التلاعب بالتلقيح ضدّ كورونا ودعته الكتلة الديمقراطية إلى الوقوف لجانب الشعب التونسي. 

هشام مشيشي لم يأبه بما تمّ تداوله ولا حتى برأي المواطنين، بل أذن يوم أمس الإثنين، ببعث هيئة عُليا تحت إشراف رئاسة الحكومة انطلقت أشغالها بداية من يوم أمس لمتابعة وتقييم العمل على مستوى التعاطي مع جائحة كورونا وعلى مستوى توفير التلاقيح، وأكد رئيس الحكومة أن هناك عدة هياكل متدخلة في هذه المسألة وحان الوقت لتحسين حوكمة التصرف في الجائحة، مشيرا إلى وجود عدة صعوبات كبيرة وتعثرات في هذا المسار ولا بدّ من الانكباب على هذه المسألة عن طريق متابعة حينية لتدخلات مختلف الهياكل. هذا القرار  استنكره عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا سمير عبد المؤمن،  الذي اتهم مشيشي بالركوب على الأحداث ورغبته في تقمّص دور البطولة في هذه الأزمة في حين أنّه المسؤول المباشر على فشل استراتيجية التصدي للوباء. 

حتى في ظلّ جائحة كورونا لم تنته صراعات رجالات الدولة فالكلّ يعتبر نفسه يمضي في طريق الثبات والإصلاح والكلّ يعتقد أنّه صاحب الفضل على التونسيين في توفير التلاقيح. في حين أنّ الوضع الوبائي لا يزال خطيرا جدا في ظلّ انتشار السلالة البريطانية بنسبة 80 بالمائة في كافة ولايات الجمهورية، ''الوضع لا يزال حرج ومستوى العدوى مرتفع جدا وخطر الفيروسات المتحوّرة هو حقيقة ومستوى اليقظة والحذر في تونس مرتفع لتطبيق الإجراءات الوقائية التي تمّ إقرارها'' وفق ما أكّدته الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة ورئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمُستجدّة نصاف بن علية.

قام بالتسجيل في منظومة التلقيح إلى حدود اليوم 52 من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا  1503373، وبلغ العدد الإجمالي للملقحين بالجرعة الثانية  103833. و تعددت اللقاحات و عدد الجرعات المطلوبة و الهدف واحد : محاربة الفيروس ، و بلغ عدد اللقاحات الى حد هذه الساعة 7 لقاحات و هي :

- لقاح فايزر بيونتيك وهو لقاح امريكي الماني يؤخذ على جرعتين و يتوجب درجة تخزين تتراوح 70 درجة مئوية تحت الصفر .

- لقاح سبوتنيك الروسي يؤخذ على جرعتين و تبلغ فعاليته 91 بالمائة ، و يستوجب درجة تخزين بين 2 و 8 درجة مئوية .

- لقاح مودرنا الامريكي يؤخذ على جرعتين و يتطلب درجة تخزين  20 مئوية تحت الصفر .

- لقاح جونسون اند جونسون جرعة واحدة فقط ، نجاعته تبلغ 72 بالمائة يتطلب درجة تخزين بين 2 و 8 بالمائة .

- لقاح استرازينيكا البريطاني يؤخذ على جرعتين و تتراوح نجاعته بين 62 و90  بالمائة و يتطلب درجة تخزين تتراوح بين 2 و 8 درجة

- لقاح نوفافاكس الأمريكي يؤخذ على جرعتين تبلغ فعاليته بحوالي 90 بالمائة و يتطلب لتخزين درجة مئوية بين  2 و 8 درجة.

- لقاح سينوفاك الصيني يؤخذ على جرعتين ، تبلغ فعاليته حوالي 79 بالمائة و يتطلب درجة تخزين بين 2 و 8 درجة مئوية .