محافظ البنك المركزي : مؤشرات ايجابية في الاقتصاد التونسي رغم الازمة
صراع غير مسبوق بين البنك المركزي والحكومة - الأزمة على الأبواب
الراجحي: تصريحات المشيشي غير مسؤولة ومعركته مع البنك المركزي مفتعلة
أزمة قانون المالية- سعيد يحثّ محافظ البنك المركزي على عدم الاكتفاء بالحلول الظرفية
خلال مداخلته في الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب صباح اليوم الخميس 5 نوفمبر 2020 اكد محافظ البنك المركزي مروان عباسي ان الوضعية الاقتصادية في تونس كانت صعبة قبل ظهور فيروس كورونا و :" تفاقم الوضع بسبب الجائحة " ، العباسي أشار الى الانعكاسات الاقتصادية السلبية التي تسبب فيها انتشار الفيروس و تعطيل العجلة الاقتصادية فمن المنتظر ان يبلغ الناتج الإجمالي المحلي 7- بالمائة في اخر السنة الحالية 2020 في المقابل ابدى محافظ البنك المركزي ارتياحا فيما يخص نسبة التضخم التي تراجعت خلال هذه الفترة :" سجلنا رقما إيجابيا في نسبة التضخم و التي انخفضت الى 5.4 بالمائة " لكنها نسبة تبقى مرتفعة حسب تعبيره .
و تحدث العباسي عن المؤشرات الإيجابية التي انتفعت منها تونس كانخفاض سعر برميل النفط الذي بلغ مستوى 40 دولار و كان في صالح العجز الطاقي في تونس ، أيضا تحدث محافظ البنك المركزي على مؤشر إيجابي اخر و هو يخص مداخيل تونس من العملة الصعبة :" مداخيل تونس من العملة الصعبة المتأتية من التونسيين بالخارج بقية في المستوى المعتاد وهو مؤشر إيجابي " .
في نفس الاطار اكد محافظ البنك المركزي ان القطاع الفلاحي و انتاج زيت الزيتون بالتحديد ساعد الاقتصاد التونسي حيث من المنتظر ان تبلغ مداخيل تونس من زيت الزيتون الى غاية اخر السنة الخالية 2.5 مليار دينار و هو " قطاع واعد و يجب اخذه كمنوال " .
في المقابل أشار مروان العباسي الى المؤشرات السلبية للاقتصاد التونسي المتمثلة بالأساس في عجز ميزان الطاقة ، فبحسب محافظ البنك المركزي خسرت تونس العديد من الاستثمارات الأجنبية في مجال النفط و الغاز مؤكدا ان :" عجز تونس في الغاز سينخفض " و مشيرا في ذات السياق الى النتائج الوخيمة لتوجه تونس الى توريد الغاز في حين انها دولة منتجة لهذه المادة ، العباسي عبر أيضا عن اسفه من طريقة عمل حقل نوارة للغاز الطبيعي :" للأسف حقل نوارة لا يعمل بالطريقة المنتظرة " .
و في حديثه عن القطاع السياحي اكد مروان العباسي ان الخسائر تونس من العملة الصعبة كانت نتيجة اغلاق الحدود خاصة منها الحدود التونسية الجزائرية :" مداخيل العملة الصعبة من السياح الجزائريين كانت كبيرة " و هو ما أدى الى نقص في العملة بالإضافة الى تداعياتها على العائلات التونسية التي تقتات من السياحة .
اما بالنسبة لقطاع الاستثمار أشار محافظ البنك المركزي ان مؤشرات الاستثمار انخفضت في تونس الى حدود 13 بالمائة سنة 2020 في حين كانت تبلغ 27 بالمائة خلال السنوات الماضية و هو نتاج تراجع التصدير و الادخار الذي بلغ 6 بالمائة :" الدولة التي لا تدخر لا تستطيع الاستثمار " .
من جهة أخرى اكد محافظ البنك المركزي خلال الكلمة التي القاها في الجلسة العامة صباح اليوم الخميس ان عجز الميزان من اخطر الأرقام التي وجب الحذر منها :" نجحنا في التخفيض في العجز الى 8.5 الا انه يبقى رقما مرتفعا و يعود ذلك الى الانخفاض في التوريد و التصدير و هو ارقام لها تداعيات سلبية على الاستثمار و الاقتصاد في الفترة القادمة ".
تجدر الإشارة الى ان العجز التجاري الغذائي في تونس شهد تراجعا خلال الأشهر القليلة الماضية ليبلغ 10136,4م د الى حدود شهر سبتمبر 2020 في المقابل بلغ 14848,1 م د في نفس الفترة سنة 2019، وهو نتاج انخفاض الواردات بنسبة %21,3 بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019 و تراجع الصادرات أيضا بنسبة %16,6.
و ردا على الانتقادات التي طالت مسألة استقلالية البنك المركزي اكد مروان العباسي ان :" البنك المركزي مستقل منذ سنة 2006 وهو اليوم يلعب دورا هاما في الاقتصاد التونسي و ساهم في توفير تمويلات فاقت 3.4 مليار دينار " في نفس السياق اشار محافظ البنك المركزي الى مواصلة دعم البنك المركزي للاقتصاد التونسي :" البنك المركزي وفر اعتمادات بنسبة 80 % للمؤسسات المتضررة من جائحة كورونا " و أضاف مروان العباسي ان قرار البنك المركزي التخفيض في في نسبة الفائدة المديرية بـ 100 نقطة أساسية ساهم بطريقة إيجابية في التخفيض في نسبة التضخم و دعم الاقتصاد .
للتذكير قرر البنك المركزي منذ شهر مارس 2020 التخفيض في نسبة الفائدة المديرية للبنك المركزي التونسي بـ 100 نقطة أساسية لتصبح في حدود 6 فاصل 75 بالمائة.
ر.ع
تعليقك
Commentaires