alexametrics
الأولى

مسيرة 27 فيفري هي مسيرة الحسم والتحدي بالنسبة لحركة النهضة

مدّة القراءة : 4 دقيقة
مسيرة 27 فيفري هي مسيرة الحسم والتحدي بالنسبة لحركة النهضة


تستعدّ حركة النهضة الإسلامية خلال هذه الأيام إلى تنظيم مسيرة بعنوان ''مسيرة الثبات والدفاع عن المؤسّسات'' وذلك يوم السبت 27 فيفري الجاري ودعت أنصارها إلى الحضور والمُشاركة بكثرة وذلك لإثبات الشرعية التي فازت بها في انتخابات 2019 وردّا منها على كلّ محاولات الإنقلاب على رئيس الحركة راشد الغنوشي. 



هذه المسيرة كانت مجرّد  فكرة تمّ تداولها منذ الأسبوع الفارط ولم يتمّ تأكيدها، ولكن على خلفية الوقفة الإحتجاجية التي قامت بها رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي يوم الأحد  الفارط في سوسة تحت شعار ''الشعب يريد ثورة التنوير'' والتي جمعت حشدا كبيرا، أعلنت حركة النهضة رسميا في ذات اليوم انّها قرّرت تنظيم مسيرة يوم السبت المقبل ودعت كل شباب الحركة و أنصارها إلى "الحضور المكثف للمشاركة الفعالة والقوية في حماية دستور البلاد والديمقراطية وللتعجيل في الإصلاحات التنموية والاجتماعية لصالح شباب تونس'' وفق نصّ البيان الذي نشرته. 


حركة النهضة الإسلامية من خلال هذه المسيرة أرادت أن تُثبت إلى كافّة الشعب التونسي وخاصّة الأحزاب المعادية لها أنّها صاحب الشرعية وهي الحزب الأوّل الذي أفرزته الإنتخابات التشريعية 2019، ولا منافس لها من حيث عدد الجماهير والأنصار، بالإضافة إلى أنّها الحزب الذي يحقّ له الحُكم في البلاد وهو المتحكّم الوحيد في المشهد السياسي. كما لا يخفى على الرأي العام التونسي أنّ النهضة التي انتقدت كافة التحرّكات الإحتجاجية التي شهدتها تونس في أواخر ديسمبر 2020 وبداية شهر جانفي، من خلال هذه المسيرة التي نظّمتها تُريد أن تُثبت لرئيس الجمهورية قيس سعيد أنّه ليس الوحيد صاحب الشعبية بل إنّها قادرة على النزول للشارع وأن تكون مثله قريبة من الشعب وقد عمدت إلى إيداع طلب في كراء قطار لجلب أنصارها من قابس إلى تونس العاصمة. 



قيادات الحركة الإسلامية انقسموا بين مؤيّدين لهذه المسيرة وبين مقاطعين لها، بالنسبة لرئيس كتلة حركة النهضة في البرلمان عماد الخميري فإنّ النزول إلى الشارع يُعد من آليات التعبير عن الرأي كما أنّ النزول إليه ليس حكرا على أحد، واعتبر أنّ من أبرز المسائل التي حماها الدستور هو حقّ التظاهر السلمي على أن يكون في إطار الانضباط للقانون، وهو آلية من الآليات التي تدافع بها الأحزاب عن وجهة نظرها. أما القيادي الآخر رفيق عبد السلام فقد أكّد أنّ مسيرة 27 فيفري ليست لإستعراض العضلات ولا للتجيّيش والإحتجاج بل هي رسالة قوية من الشارع بالوقوف إلى جانب الدولة ودعم المؤسسات وحماية الدستور في مواجهة القوى الفوضوية التي كانت ومازالت تعمل على إسقاط المشروع الديمقراطي. 


في حين أنّ القيادي بالحركة سمير ديلو كان متمسّكا بمبادئه ومواقفه كالمعتاد وأكّد أنّه لن يُشارك في المسيرة المُزمع تنفيذها يوم السبت المقبل وأكّد قائلا '''أنا ضدّ النزول إلى الشارع  مهما كان الطرف الداعي إلى ذلك ومهما كانت المُبرّرات ومهما كانت الخلفيات''. ديلو اعتبر أنّ التنافس في الشارع من أجل إثبات  صاحب الشعبية الأقوى لن تحلّ الأزمة السياسية الحالية. كما أنّ ائتلاف الكرامة الموالي لحركة النهضة أعلن عن عدم مشاركته في المسيرة واعتبرها مسيرة حزبيّة محضة لها  نوايا مؤكّدة للاستثمار في حساباتها الضّيّقة بعيدا عن أهدافها الأصليّة المرسومة. وأكّد الإئتلاف الإسلامي الكرامة أنّ النهضة لا تسعى من خلال هذه الحراك إلاّ لفرض شروط التّفاوض مع المنظومة في الشّارع من أجل تسويات وتوافقات معيّنة لا علاقة لها بشعارات الدّفاع عن الشّرعية والمحكمة الدّستوريّة.


راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة اعتبر أنّ حقّ التظاهر في الشارع أمر يكفله الدستور لكلّ مواطن وفي ظاهره يُواصل الغنوشي القيام بسياسة المُخاتلة في المشهد السياسي فإنّ القيام بهذه المسيرة له دور في غضّ الطرف قليلا على أزمة التحوير الوزاري وهو في انتظار أن يستجيب رئيس الجمهورية قيس سعيد لمبادرته التي دعا فيها إلى إجراء حوار ثلاثي يجمع كلّ من رئيس الحكومة هشام المشيشي ورئيس البرلمان تحت إشراف رئيس الدولة. 


''أنا شديد القناعة بأنّ الحوار في كلّ المستويات وعلى صعيد الرئاسات الثلاثة هو أمر ضروري لتجسيد وحدة الدولة وهناك هوية واحدة وكيان واحد ومزاج وروح واحدة وأنا متمسك بأهمية هذا المقترح ويمكن أن يكون مفتاحا لحلّ المشكلات الأخرى أرجو أن يتسع وقت الرئيس ويقتنع أنّ هذا أقرب مفتاح لحلّ المشاكل''صرّح الغنوشي في حوار إعلامي مؤكّدا أنّ رئيس الدولة قيس سعيد لم يجبه إلى حدّ اليوم عن تلك المُبادرة. بالنسبة له فإنّ التحوير الوزاري قانوني والمشيشي له الحقّ في تغيّير وزرائه ودعا قيس سعيد إلى المصادقة على ذلك التحوير وفكّ الأزمة الدستورية التي ألقت بظلالها على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي. 



مسيرة 27 فيفري ستكون مسيرة مفصلية وحاسمة في تاريخ حركة النهضة التي ترغب من خلالها  إثبات قوّتها وشرعيتها التي أفرزتها انتخابات 2019 وبجمع عدد غفير من أنصارها بشارع الحبيب بورقيبة ستُدافع النهضة عن رئيسها راشد الغنوشي وعن مكانته في البرلمان مؤكّدة أنّها الحزب الأوّل الذي يحقّ له الحُكم في تونس وفرض إرادته. 

يسرى رياحي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter