تداول عدد من صفحات الفايسبوك أمس الأحد 20 سبتمبر 2020، معلومات حول تسجيل 1166 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في تونس و 22 وفاة في يوم واحد حسب  إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، وزارة الصحة أكدت في بلاغ لها أنّ هذه الإحصائيات هي مجموع عدد الإصابات المسجلة ليومي 16 و17 سبتمبر الجاري، مضيفة  أن آخر تحيين للإصابات المسجلة ليومي 18 و19 سبتمبر الحالي يتضمن تسجيل 996 حالة إيجابية جديدة ليصبح العدد الجملي للحالات الإيجابية إلى حدّ تاريخ أمس الاحد 10732 حالة.

ارتفع نسق الإصابات و ارتفاع عدد الوفيات مقارنة بالموجة الأولى التي شهدتها البلاد جعل العديد من الجهات الرسمية تدق ناقوس الخطر و تشعل كل الأضواء الحمراء إيذانا منها بالخطر المحدق، و في هذا السياق تعددت الروايات التي تتداولها صفحات الفايسبوك حيث أكدت بعض الصفحات ان طاقة استيعاب المستشفيات بلغت أقصى ما يمكنها تحمله من حالات و أكدت صفحات اخرى ان الارقام التي تقدمها الوزارة غير دقيقة و لا تقدم الوضع كما هو عليه كي لا تثير الرعب في نفوس المواطنين من الخطر المحدق بهم و هو ما نفته وزارة الصحة رغم ايمانها بخطورة الوضع و ضرورة اتخاذ كل سبل الوقاية اللازمة من تباعد اجتماعي و استعمال الكمامات الطبية الواقية و الجال المطهر.

• وضع خطير و توقعات بمزيد انتشار العدوى

أكد الحبيب غديرة عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا في تصريح نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء أمس الأحد أن “الوضع الوبائي سيتجه نحو الأسوء في غضون شهر من الآن وسيصبح خطيرا إذا لم يلتزم التونسيون بإجراءات الوقاية الصحية وإتباع الاحتياطات اللازمة المضمنة بالبروتوكول الصحي العام على غرار التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وغسل اليدين”.

وأضاف ان الوضع  مقلق في ظل تسجيل تونس في الأيام الأخيرة لأرقام يومية قياسية في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، يوازيها ارتفاع في عدد الوفايات، متوقعا ان تشهد المستشفيات العمومية خلال الفترة القادمة اكتظاظا غير مسبوق بسبب تزايد عدد المرضى.

وتوقعت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، أن يرتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا وعدد الحالات الخطرة وحالات الوفيات في حال لم يتقيد التونسيون بإجراءات الوقاية الصحية للحد من انتقال عدوى هذا الوباء في البلاد.
و أكدت بن علية  إن ارتفاع عدد الحالات الخطرة والوفيات مرتبط بمدى سرعة انتشار الفيروس خاصة في صفوف كبار السن.

خطورة الوضع  تكمن حسب ما أكده عدد من الخبراء في الصحة، في سرعة انتشار المرض في عدة ولايات تم تصنيفها حمراء (23 ولاية من 24 ولاية)  و وجود حلقات عدوى أفقية نشطة و بداية تسجيل حالات عدوى خارج الدائرة المعروفة لانتشار المرض مع بداية الدخول في فصل الخريف الذي تكثر فيه الإصابات بالنزلات الموسمية.

و ما زاد في خطورة الوضع عدم توفر الكمامات الواقية و السائل المطهر في الصيدليات و هو ما يصعب على المواطنين الوقاية عطس ما تدعو له هياكل الوزارة.

و حسب الارقام و المعطيات الميدية فأن الوضع خطر و يزداد خطورة حيث تقرر اليوم الاثنين غلق مقر بلدية ساقية الزيت ومقر الدائرة البلدية حي الأنس لمدة 3 أيام بعد ثبوت إصابة بفيروس كورونا لدى عائلتي عونين بلديين، كما تقرر غلق مقر إقليم صفاقس المدينة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وذلك بعد ثبوت إصابة عون بالكورونا حتى يتم تعقيم كامل المقر لمنع انتشار العدوى.

و أكدت الإدارة الجهوية للصحة بولاية صفاقس في بلاغ نشرته اليوم تسجيل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا، إلى غاية أمس الأحد، من إجمالي 125 تحليلًا، ليصبح عدد الحالات التي تزال حاملة للفيروس 365 شخصًا من مجموع 482 حالة إصابة مؤكدة مخبريًا منذ بداية الوباء.

و سجّلت ولاية أريانة، منذ يوم 17 سبتمبر الجاري وإلى غاية اليوم الاثنين، 74 إصابة جديدة، ليرتفع عدد الإصابات بالجهة منذ فتح الحدود يوم 27 جوان الفارط، الى 419 اصابة مؤكدة، مع تعافي حالتين، وفق تقرير محين صادر عن الادارة الجهوية للصحة.

 من جهتها أعلنت الإدارة الجهوية بتوزر في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية بالفايسبوك اليوم تسجيل 60 إصابة جديدة بالفيروس في الفترة المتراوحة 12 و19 من الشهر الجاري من إجمالي 368 عيّنة مرفوعة، إضافة إلى  إيواء حالتين في قسم الإنعاش الطبي.

و أعلنت الإدارة الجهوية للصحة بزغوان، في بلاغ نشرته اليوم أن عدد الحالات النشيطة منذ فتح الحدود بلغ 85 حالة مع 9 حالات شفاء و3 وفيات.

• لا حجر صحي

أكدّ رئيس الحكومة هشام المشيشي، على هامش افتتاح أشغال الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية اليوم الاثنين إنه من غير المطروح العودة لوضعية شهر مارس الماضي وتطبيق الحجر الصحي الشامل مؤكدا أن الوضع الوبائي الحالي يُحتم على الجميع تطبيق إجراءات الوقاية التي وضعتها وزارة الصحة بكل صرامة، خاصة ارتداء الكمامات، واستعمال الجال المطهر والتباعد الجسدي.

وأضاف أنّه طلب من مصالح وزارة الداخلية التكثيف من حملات المراقبة لفرض استعمال الكمامات في وسائل النقل والمقاهي الفضاءات التي تشهد تجمعات وترفع من مخاطر انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد.

و كان المشيشي قد صرح في وقت سابق،أن “وضعية المستشفيات لا تستجيب لتطلعات التونسيين بسبب النقص في الإمكانيات والموارد البشرية لاسيما مع هجرة الأطباء، والعدد المحدود لأطباء الاختصاص في العديد من المستشفيات”.

و في نفس السياق أكد مدير عام الهياكل الصحية بوزارة الصحة محمد مقداد في تصريح نقلته وكالة تونس إفريقيا أن ما تتداوله بعض صفحات الفايسبوك حول عدم وجود أماكن شاغرة غير صحيح، مضيفا أن هناك 33 سرير إنعاش لا يزال شاغرا من بين 150 سرير إنعاش تم تخصيصها لمرضى كوفيد – 19 من إجمالي 440 سرير إنعاش متوفرة بالمستشفيات التونسية.

و أضاف مقداد أن وزارة الصحة ستقوم بإمضاء اتفاقية مع عمادة الأطباء ونقابة أطباء الممارسة الحرة لتأمين حصص عمل مدفوعة الأجر بالمستشفيات العمومية، كما تعتزم تشغيل ممرضين عاطلين عن العمل بعقود عمل مؤقتة قابلة للتجديد لتعويض النقص الفادح في الموارد البشرية.

حسب كل المؤشرات و الأرقام و الإحصائيات الرسمية لن تكون المرحلة القادمة سهلة بمكان، و سيكون السيناريو الايطالي مثالا سيئا لما يمكن ان يحدث جراء انتشار العدوى بالفيروس خاصة ان تونس لا تتمتع بنفس الإمكانات المادية و اللوجستية التي تملكها ايطاليا و لا سبيل للنجاة من هذا السيناريو الا التمتع بدرجةمن الوعي الحقيقي بخطورة الوضع و احترام كل البروتوكولات الصحية التي اعلنت عليها الوزارة.

وبحسب النشرة اليومية الخاصة بالوضع الوبائي لفيروس كورونا في تونس الذي نشرته وزارة الصحة يوم امس 20 سبتمبر 2020 فقد بلغ عدد الوفيات 159. اما بالنسبة لعدد المرضى الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات فيقدر ب 198 مريض منهم 60 مريضا بأقسام العناية المركزة و 28 مريضا تحت جهاز التنفس الاصطناعي.

حسام بن احمد