عقدت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي صباح اليوم الأربعاء 9 فيفري 2022، ندوة صحفية بعنوان '' الجهاز السري المالي لراشد الغنوشي والسقوط المدوي للحماية القضائية ''. 

تمحورت الندوة الصحفية حول ثلاث محاور كبرى تتعلق بالكشف عن التعطيلات القضائية في ملف الشهيدين وبالشكايات المتعلقة بالمتواطئين جميعا ، أيضا الكشف عن عمليات التمويه وإخفاء وغسيل الأموال التي يُباشرها رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي من خلال عرض جملة من الوثائق لأوّل مرّة يتمّ الإعلان عنها وتتضمن الكشف عن الجهاز السرّي المالي للغنوشي وجرائم من قبيل الإعتداء على الأمن الداخلي والخارجي والتخابر مع الغير عبر مؤيّدات وتفاصيل وأسماء. 

عضو الهيئة الوطنية للدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي ورئيس جمعية المحامين الشبان طارق الحركاتي، أفاد أنّ الجمعية رافقت مسار ملفي الشهيدين على امتداد تسع سنوات وبيّن أنّ السلطة القضائية كانت في الصفّ الأوّل لتعطيل وعرقلة هيئة الدفاع وذلك من خلال وكيل الجمهورية السابق البشير العكرمي وأعوانه وبعض المحسوبين على الجبهة الحقوقية ، وفق تصريحه. 

وأكّد أنّ جمعية القضاة الشبان '' لمالكها نورالدين البحيري ولرئيسها مراد المسعودي الذي أساء للقضاء كثيرا الذي قال أنّ تسع سنوات ليست مدّة طويلة للكشف عن الحقيقة ويستشهد بالمثال الأمريكي الذي يقول أنّ هناك اغتيالات ظلّت لمدّى 30 سنة لم يتمّ الكشف عنها '' وفق قوله. 

وأعلن الحركاتي أنّ  جمعية المحامين الشبان مع حل المجلس الأعلى للقضاء باعتبار أنّه ''كان مجلسا موظفا وحديقة وساحة للمحاصصة الحزبية وللتسويات وكان ساحة لتقاسم الغنائم وساحة للتنكيل بالشرفاء''. وأكّد أنّ الجمعية مع استقلال السلطة القضائية مشيرا أنّهم ضد تركيبة المجلس الأعلى للقضاء مُبرزا أنّ الإنتخابات التي تمّت لتركيز المجلس لم تكن دستورية. 

الأستاذة فاتن المهناوي عضو هيئة الدفاع عن الشهيدي بلعيد والبراهمي، أعلنت أنّ من يعتقد أنّ قرار تتبع البشير العكرمي معلق بقرار المحكمة الإدارية فهو واهم، وتابعت قائلة '' إلى أولئك الذين يعتقدون أنّ العكرمي يمكن أن يُباشر أي مهمة أو خطة قضائية قبل أن يقع الحكم والبت طبق حكم نهائي وبات في جميع الشكايات المقدمة ضدّه هم واهمون ''. 

وكشف أنّ بشير العكرمي لم يرتكب فقط جرائم في حق ملف الشهيدين وإنّما ارتكب جرائم أخرى تمسّ بأمن الدولة ووضع نفسه على ذمة دول أجنبية وذلك بمقابل مالي من طرف الأجانب. 

''اليوم هناك أربعة قضايا تحقيقية ضد العكرمي منشورة أمام المحكمة الإبتدائية بتونس،  عدد 2 قضايا تمّت إثارتهم مباشرة من طرف النيابة العمومية وعدد 2 قضايا تمّت إثارتهم من طرف لجنة الدفاع عن الشهيدين إعتمادا على آلية القيام على المسؤولية الخاصّة ''

وكشفت المهناوي أنّ هذه الجرائم تتعلق بالتدليس المادي والتدليس المعنوي ، وتتعلق بإتلاف وثائق والمشاركة في القتل العمد وغيرها من التهم وفق تصريحها. وأعلنت أيضا عن تتبع قضائي ضد البشير العكرمي تمّت إثارته من قبل القضاء العسكري من خلال اتهامه بجرائم الخيانة والتجسس ومن أجل '' المساهمة في وقف وتعطيل أعمال تنصت كانت ستكشف سعيه وتورّطهم في جرائم الإغتيالات السياسية ''. 

''أيضا البشير العكرمي اليوم متهم أمام القطب القضائي المالي والإقتصادي من أجل علاقته وفساده المالي بالعلاقة بالجهاز السري المالي لراشد الغنوشي ''، كشفت الأستاذة فاتن المهناوي عضو هيئة الدفاع عن الشهيدي بلعيد والبراهمي. 

من جهته ، أفاد كثير بوعلاق عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، أنّ بشير العكرمي بالتواطؤ مع سعيدة الغربي قاضي التحقيق 32 في المحكمة الإبتدائية بتونس ، تعمّد قبر ملف الشهيدين. وكشف أنّ هيئة الدفاع تقدّمت بشكاية ضد 26 شخصا في الجهاز السري لحركة النهضة ، أحال منهم وكيل الجمهورية 10 أشخاص و 16 شخصا الباقون وعلى رأسهم راشد الغنوشي '' هو الآمر الأساسي ورئيس الجهاز السري لحركة النهضة '' لا يتمّ تتبعه ولا يتمّ حفظ الشكاية في حقه. 

وكشف أنّ ملف الجهاز السري تمّت إحالته على نفس قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بأريانة ''رشيد بالنور'' والذي تعمّد المماطلة في النظر في ذلك الملف لمدّة سنة وادعى أنّه يجهز إستراتيجية خاصّة بالملف ولكن قام في بطل نقلته من المجلس الأعلى للقضاء ليستجيب له المجلس. وأضاف أنّ الملف تكفّل به قاضي تحقيق جديد وهو مكرم المديوني الذي لم يقم بأيّ شيء بدوره وفي الحركة السنوية للقضاة طالب بنقلته واستجاب له المجلس الأعلى للقضاء. 

رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين ، في كلمته، توجّه بتحية كبرى لوزيرة العدل ليلى جفال التي لم تسمح '' لصنيعة راشد الغنوشي ، الوكيل العام لمحكمة الإستئناف بأن يتجاوز سلطاته تجاهها وقرّرت فتح بحث إداري ضده وهو الآن أمام التفقدية''، وفق قوله. 

وتوجّه الرداوي لبقية القضاة الذين تواطأوا عبر سنوات في ملف الشهيدين وملف الجهاز السري على غرار ''سعيدة الغربي وهي تُسمى  مقبرة بشير العكرمي بالمحكمة الإبتدائية بتونس ''، قائلا ''نقول لهم ولهن أنتم الآن محل تتبع جزائي وتأديبي وسنواصل تتبعكم إلى أن نجهز على كلّ الادوات التي وضعها راشد الغنوشي والبشير العكرمي ''. 

وكشف الرداوي أنّه منذ سنة 2011، تأسّست جمعية تحت إسم '' نماء تونس '' وهي جمعية ضمت بعض رجال الأعمال وكان الهدف منها تشجيع الإستثمارات الأجنبية وأعلن أنّ هذه الجمعية تورّطت سنة 2013 و 2014 في جرائم تسفير وتمّ فتح أبحاث جزائية ضدّها في الغرض بالقرجاني ''وسرعان ما لاحقتها يد النهضة ويد بشير العكرمي وأوقفوا تلك الإجراءات وتمّ إيقاف المسار القضائي'' وفق قوله. 

وأكّد أنّ بعض الأطراف في تلك الجمعية كانوا غلاف حركة النهضة وكان دورها الباطني إدارة معركة التسفير عبر مبالغ مالية تُضخ في حسابات بقطر وبعض أعضاء هذه الجمعية على علاقة مباشرة برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي باشر تلك الأعمال كاملة، نقلا عن تصريح الرداوي. 

وكشف أنّ أحد الذين يديرون أموال راشد الغنوشي هو عضو حركة النهضة ناجح حاج لطيف، مؤكّدا أنّ هذا الشخص هو أحد الأذرع الخفية للغنوشي وكان قبل الثورة وكيل لشركة تنشط في مجال النسيج بتونس العاصمة وتمّ طرده منها لأسباب إختلاسات قام بها وخلال إدارته للشركة كان يستعمل الحساب الإلكتروني للشركة في إدارة جملة العلاقات المشبوهة مع قيادات حركة النهضة. 

وأعلن أنّ ناجح حاج لطيف بعد خروجه من الشركة ، وردت العديد من الرسائل الإلكترونية على بريد الشركة تمكّنت هيئة الدفاع من الإطلاع عليها واكتشفت من خلالها أنّ الجمعية تلقت أموالا طائلة من قطر ويتمّ سحب تلك المبالغ نقدا بعد إيداعها في الحسابات البنكية من طرف الديوان الأميري القطري. 

وكشف الرداوي أنّ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان حاضرا في مؤتمرات تلك الجمعية ''نماء تونس'' وذلك موثق في صفحة الجمعية على الفيسبوك، ومن بين الوثائق التي تمّ الإطلاع عليها في الرسائل الإلكترونية التقرير الختامي لرحلة عبد الفتاح مورو إلى الولايات المتحدة الأمريكية والجهات التي قابلها والتقى بها ، كما تمّ العثور على رسائل إلكترونية توثق وجود محافظ البنك المركزي الأسبق الشاذلي العياري رفقة ناجح حاج لطيف في قطر. 

ي.ر