منظومة إيفاكس تتعرّض لسياسة الضغط لتغيّير في أولوية التلقيح

تنطلق بداية من يوم الغد الثلاثاء حملة التلقيح ضدّ كوفيد-19 لفائدة المربّين في المراكز الجهوية طبقا لرزنامة تضبطها مندوبيّة التربية والإدارة الجهوية للصحة العمومية بالتنسيق مع الفروع الجامعية لمهنيي الصحّة والتربية.

تمكّن المربّين من التمتّع بجرعات التلقيح ضدّ كورونا وذلك بعد نضالات نقابات التعليم التي أبت أن تتواصل الدروس إلاّ في صورة جعل قطاع التدريس ذو أولوية للتمتّع بالتلقيح. وكانت جامعة التعليم قد عقدت جلسة عمل بالمقرّ المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل ضمّت نقابات مهنيي الصحّة برئاسة الأمين العام لإتّحاد الشغل نورالدين الطبوبي، وذلك في إطار الحرص على إنجاح الامتحانات والمناظرات الوطنية، وإحكاما لتنظيم عملية تلقيح المربين ضدّ كوفيد – 19. تفعيل منظومة “إيفاكس” تأمينا لمبدإ الانصاف أمام الحقّ في الصحّة، وتمّ خلالها إعلان انطلاق حملة التلقيح لفائدة الأساتذة والإطارات التربوية بداية من يوم الغد الثلاثاء. 

هذا الإجتماع تمّ الإتّفاق من خلاله على تسريع انساق الانتداب للإطار الطبّي وشبه الطبّي توفيرا للاحتياجات المتزايدة من الموارد البشرية لإدارة المرفق الصحّي واحكام التنسيق بين وزارة الصحّة ونقابات مهنيي الصحّة في كلّ ما يتّصل بالحملة الوطنية للتلقيح ضدّ كوفيد-19 تخطيطا وتنفيذا وتقييما ومتابعة. كما تمّ التأكيد على استكمال حملة التلقيح لمهنيي الصحّة ضدّ كوفيد-19، وربط كلّ عملية إحداث لمراكز تلقيح جديدة ضدّ كوفيد-19 بالتنسيق المحكم مع الإدارات الجهوية للصحّة التي تسهر على احترام الاشتراطات العلميّة الضامنة لنجاح عملية التلقيح والقطع مع إحداث مراكز تلقيح دون الأخذ في الاعتبار طاقة الموارد البشرية المستنزفة وربط أيّ إحداث مستقبلي بانتداب الموارد البشرية الكافية لتسييره. 

كما أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أعلنت اليوم أنّه تم إقرار التلقيح لأعضاء الأسرة الجامعية الذين يتواجدون  بموجب عملهم وطبيعته في الصف  الأوّل حيال جائحة "كورونا" و ذلك  لفائدة  من تجاوزوا الخمسين سنة أو من حاملي الأمراض المزمنة أو بعض الأمراض الخطيرة  والذي يستوجب تلقيحهم كفئة ذات أولوية. وأكدت وزارة التعليم العالي، أنه تمت مراسلة رؤساء الجامعات قصد مدّ الوزارة  بقائمة اسمية  في من ستشملهم أولوية التلقيح مع وجوب التسجيل المسبق في منظومة EVAX.

إعطاء قطاع التعليم الأولوية في عملية التلقيح خلق موجة من الإنتقادات خاصّة أنّ منظومة إيفاكس شهدت إخلالات كبيرة ومتواترة وذلك من خلال تمتّع العديد من المواطنين والأشخاص بجرعات التلقيح ضدّ كورونا وهم غير مصنّفون ذو أولوية في منظومة إيفاكس. وكان هيكل المكي  رئيس لجنة المالية بمجلس نواب الشعب، قد صرّح أنّ حُجَابا وإداريين برئاسة الحكومة في القصبة تلقوا تلاقيح كورونا دون أي وجه حق، ووصف حكومة المشيشي بحكومة  صِفر أخلاق وكشف أنّ هناك  65 ألف جرعة تلقيح  من منظومة ''إيفاكس'' حُوِّلت وجهتُها.

المُحامي منير بن صالحة هدّد وزير الصحة فوزي مهدي وكلّ المشرفين على حملة التلقيح ضدّ كورونا في تدوينة له اليوم الإثنين وتوعّدهم بنشر كلّ الإخلالات والتجاوزات التي حصلت في منظومة التلقيح إن لم يتمّ مناداة والدته للتلقيح بعد أن كانت من بين أوّل المسجّلين في منظومة ''إيفاكس''. بن صالحة أكّد  تلقّي جيرانه والعديد من أبناء المنطقة التي يقطن بها لجرعات التلقيح في حين أنّهم لا يعتبرون من الفئات ذات الأولوية في التلقيح مشيرا أنّ الذين تلقوا التلقيح هم أصغر سنا من والدته وأغلبهم لا يُعاني من أمراض مزمنة. 

بسّام الطريفي نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نشر تدوينة على حسابه بالفيسبوك اليوم عبّر من خلالها أنّه ضدّ القطاعية والانانية والانتهازية. وأشار أنّ  كلّ قطاع بات  يطالب بالتلقيح قبل الناس وقبل القطاعات الأخرى، على غرار سياسيين وبرلمانيين ووزراء وحتى أمنيّين، معتبرا أنّ هناك صراع بات واضحا وحربا من أجل تلقي جرعات التلقيح في حين أنّ  ''المواطن المسكين''  الذي لا سند له ولا واسطة ولا حتى نقابة مجبور على الإحتكاك بالناس وعدم تلقيه للتلقيح كفئة ذات أولوية. وأكّد الطريفي أنّه مع تلقيح كبار السن والناس الحاملة لأمراض مزمنة بدون تمييز فئوي قطاعي انتهازي اناني.

بلغ عدد الملقحين في اليوم الـ72 من الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، 788578 شخصا بعد تطعيم 22827 شخصا بتاريخ يوم الأحد 23 ماي 2021، ووفقا بلاغ وزارة الصحة اليوم الإثنين، فإنّ إجمالي المسجلين على منظومة ايفاكس بلغ 1914979، وقد تلقى 259744 شخصا الجرعة الثانية من لقاح كورونا.

وفقا لمنظومة إيفاكس فإنّ أولوية التلقيح تمّ ترتيبها في خمسة مستويات، أوّلها الأشخاص الأكبر من 75 سنة ومهنيّي الصحة الذين يتعاملون يوميا مع المرضى، ثانيا تلقيح الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 75 سنة، ثالثا الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 سنة ويعانون من أمراض مزمنة ومهنيّي المصالح الأساسية ثم الأشخاص المخالطين للمرضى والأولوية الخامسة هي التلقيح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 سنة ولا يعانون من أمراض مزمنة. في حين أنّ هذه الأولوية لم يتمّ احترامها ولم يتمّ العمل بها، وسجّلت المنظومة العديد من الإخلالات والنقائص وندّد الكثيرون على مواقع التواصل الإجتماعي بخرق أولويات التلقيح وأشار البعض منهم أنّه تمّ تمتيع أعوان الصحة من إداريّين من غير المعنيين بالمرحلة الأولى من التلقيح ضد كورونا والذين ليسوا من مهنيي الصحة المتعاملين مباشرة مع مرضى كوفيد-19،  كأطباء تجميل وبيطريين وطلبة طب مقيمين بالخارج ومواطنين غير مدرجين ضمن الفئات ذوي الأولوية من التلقيح ضد الفيروس ومن بين الإخلالات التي تمّ رصدها هو عدم التثبت من هوية مهنيي الصحة عند قيامهم بإجراء التلقيح والإكتفاء فقط بطلب الإستظهار بالارسالية القصيرة.

منظومة التلقيح شهدت العديد من الإخلالات والنقائص واليوم باتت هذه المنظومة تشهد حالة من الإستهداف والضغط من قبل كلّ المجالات والقطاعات والكلّ بات يُهدّد بالإضراب وعدم العمل إذا لم يتحصّل على الأولوية في التلقيح وتمّ خرق قواعد منظومة إيفاكس وهذه المعركة يجب أن تتمّ السيطرة عليها في أقرب الآجال. 

 يسرى رياحي