alexametrics
الأولى

يومان للوصول لقصر قرطاج .. أيّهما سيكون الأسبق؟

مدّة القراءة : 6 دقيقة
يومان للوصول لقصر قرطاج .. أيّهما سيكون الأسبق؟

اتّضح المشهد السياسي اليوم بطريقة شكليّة، وبانت موازين القوى بتوزيع المقاعد على الأحزاب في مجلس نواب الشعب، بعد إنتهاء الإنتخابات التشريعيّة وإعلان نتائجها النهائيّة من قبل الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات مساء يوم أمس الأربعاء 9 أكتوبر 2019، واتّجهت الأنظار الآن إلى كرسي قرطاج ومن سيفوز به بعد إجراء الدّور الثاني للرئاسيّة يوم الأحد 13 أكتوبر 2019.

تكوّنت تركيبة مجلس نواب الشعب من 217 مقعدا ممثّل من قبل 33 دائرة إنتخابيّة داخل تونس وخارجها، اكتسحت هذا المجلس حركة النهضة بحصولها على 52 مقعدا، يليها حزب قلب تونس ب38 مقعدا، ثمّ التيّار الديمقراطي بـ 22 مقعدا، وحصل ائتلاف الكرامة على 21 مقعدا، والحزب الدستوري الحرّ على 17 مقعدا، وحازت حركة الشعب على 16 مقعدا، ثمّ تحيا تونس جمعت 14 مقعدا ويليها مشروع تونس الذي حاز على 4 مقاعد، وتوزّعت باقي 33 مقعد  على بقيّة الأحزاب والقائمات. 


تزامن يوم اتّضاح تركيبة مجلس نواب الشعب،  مع خبر الإفراج عن نبيل القروي من سجن المرناقية من قبل محكمة التعقيب، إفراج قبل يومين من موعد الرئاسيّة في دورها الثاني، القروي الذي سجن يوم 23 أوت 2019، بسبب قضيّة غسيل أموال، ولم يُسمح له بالمشاركة في حملته الإنتخابية للرئاسيّة في دورها الأوّل ولا حتى في المناظرة التلفزيّة التي أُجريَت بين المترشّحين، مع ذلك فاز في رئاسيّة الدّور الأوّل ومرّ للدّور الثاني مع منافسه المستقّل قيس سعيّد، الذي تمتّع بكلّ حقوقه الدستوريّة في القيام بحملته الإنتخابيّة، رفقة مجموعة من الشباب المناصر له، رافضا التحالف مع أيّ حزب أعلن مساندته له.


على الرّغم من المحاولات الكثيرة التي قامت بها  هيئة الدّفاع عن نبيل القروي لإقناع الجهات القضائيّة بالإفراج عن موكّلهم ليتمتّع بحقوقه في كنف حملة إنتخابيّة متكافئة إلاّ أنّ القضاء أبى أن يفرج عنه في العديد من المناسبات، وندّدت بعد ذلك العديد من المنظّمات بعدم تكافؤ الفرص بين المرشّحيْن للرئاسيّة وشكّكت في نزاهة العمليّة الإنتخابيّة، حتى أنّ هيئة الإنتخابات طالبت بالإفراج عن القروي وزارته في السجن، كما زارته الرابطة التونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان.


 عدم تكافؤ الفرص بين قيس سعيّد ونبيل القروي أثار قلق رئيس الجمهوريّة محمّد الناصر الأسبوع الفارط، حيث قام باجتماع مع رؤساء المنظّمات الوطنيّة الثلاث، كل من سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ونور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وعبد المجيد الزار رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، وتناقش معهم حول مآل هذه الإنتخابات التي تتصف بمناخ متوتّر، وفي كلمة  له بيّن أنّه يخوض  بصفته الحامي للدستور، اتصالات مع وزير العدل ورئيس هيئة  الانتخابات ورئيس المجلس الأعلى للقضاء  من أجل حلحلة المأزق، وتمكين القروي من آلية لضمان المساواة بينه وبين قيس سعيّد.


 أعلن المرشّح للدّور الثاني من الرئاسيّة، قيس سعيّد إيقاف حملته الإنتخابيّة في هذا السباق الرئاسي، إحتراما منه لمنافسه الذي يقبع في السّجن، قائلا ''حتى لا يجدوا من يتربّصوا بإرادة الشعب التونسي أيّ حجّة للـ إلتفاف على إرادته''، هذا الموقف استحسنه أنصار القروي وتوجّهت زوجة نبيل القروي، سلوى السماوي بتحيّة شكر لقيس سعيّد على هذا التصرّف النزيه، ولكنّها عبّرت في أحد المنابر الإعلاميّة أنّ هذا غير كاف ليضمن تكافؤ الفرص بين الطرفين، مؤكدة أنّ نبيل القروي حُرِم من حقّه في القيام بحملة، ومن حقه في التصويت، من حقه في مخاطبة الشعب.


خروج نبيل القروي يوم أمس الأربعاء، وسط الزغاريد والتصفيق وإطلاق ''الشماريخ''، من أمام سجن المرناقيّة، أصبح هذا الخبر موضوع نقاشات كلّ التونسيين، منهم من فرح مثل أنصاره الذين إنتخبوه، ومنهم من عبّر عن إستغرابه من هذا القرار المفاجئ قبل يومين من موعد الإنتخابات الرئاسيّة، متسائلا هل  أنّ هذا الإفراج حقّق تكافؤ الفرص بين القروي وقيس سعيّد في هذا الظرف الوجيز قبل الرئاسيّة؟


أوّل تصريح للقروي بعد خروجه من سجن المرناقيّة 

في أوّل تصريح له بعد خروجه من السّجن، قال نبيل القروي أنّه أمضى أوقات صعبة داخل سجنه، ووصف نفسه ''بالكلب''، معبّرا عن مدى تعاسته بحرمانه من حملته الإنتخابيّة ولقاء الناخبين، وعدم تكافؤ الفرص بينه وبين قيس سعيّد، ولكنّه فرح بفوز حزبه في التّشريعيّة وتوجّه بالشكر لكلّ أنصاره وخاصّة زوجته التي حلّت محلّه كأنّها هي المرشّحة للرئاسية مكانه، ووصف حالة سجن المرناقيّة بالكارثيّة، وأكّد في تصريحه ليلة البارحة وسط أنصاره أنّه سينتصر في الإنتخابات، قائلا ''سننتصر''.

في حوار آخر له صبيحة هذا اليوم الخميس 10 أكتوبر 2019، خلال  زيارته إلى المجلس الدولي للنساء صاحبات المشاريع، مرفوقا بزوجته سلوى السماوي، قال القروي أنّه سيكون من أكبر المدافعين عن المرأة التونسيّة وحقوقها، وقال حرفيّا '' أتمنى لرجال تونس الكل عندهم مرا كيما مرتي.. ما تعرف هذا كان في غصرتك''، بالنسبة له هذا أقلّ كلام يمكن أن يقوله للثّناء على مجهودات زوجته التي وقفت لجانبه وقامت بالحملة الإنتخابيّة له وهو قابع خلف قضبان سجنه، وأشار أنّه إذا أصبح رئيسا ستكون زوجته سلوى أكبر ضمان لتونس. وأكّد في كلمته أنّ المعركة السياسيّة اتّضحت الآن ويجب على كلّ شخص أن يعرف مكانته، قائلا '' العركة وضاحت تو.. يلزمنا كلّ واحد يعرف بلاصتو..نحن نحب تونس بورقيبة.. تونس المرأة..''.


بعد خروج القروي من السجن: أهمّ ردود الأفعال وأصداء التحالفات

حزب قلب تونس

أفصحت هيئة الإنتخابات على أنّ حزب قلب تونس حصل على 38 مقعدا في مجلس نواب الشعب وتحصّل على المرتبة الثانية بعد حركة النهضة، هذا الفوز  لم يكتفي به حزب قلب تونس ولم يكتفي أيضا  بخروج مرشّحهم للدّور الثاني من الرئاسيّة نبيل القروي من السجن قبل يومين من موعد الإنتخابات الرئاسيّة، بل طالبوا القضاء والهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات بضرورة تأخير موعد إجراء الرئاسيّة، ليتمكّن القروي من القيام بحملته الإنتخابيّة لهذا السّباق والتي حرم منها في الدّور الأوّل من الرئاسيّة وحرم منها في التشريعيّة. وقال  القيادي بحزب قلب تونس حاتم المليكي إنّ يومين فقط لا يكفيان الحزب للتواصل مع كافّة الناخبين في كلّ الولايات، وشدّد على تأجيل الإنتخابات من أجل المصلحة الوطنيّة، مشيرا إلى أنّ قلب تونس سيستعمل كلّ الوسائل والطرق للقيام بأنشطة تعرّف بالبرنامج الإنتخابي لحزبهم، في إطار الحملة الإنتخابيّة، وأكّد انّ قلب تونس لن يتحالف مع النهضة ولا مع ائتلاف الكرامة.


 حركة النهضة 

بعد خروج القروي ليلة البارحة الأربعاء، بساعات قليلة، أصدرت حركة النهضة بيانا لها أوضحت فيه أنّ خروج القروي من السجن مثل عدم خروجه، ولن يتغيّر أيّ شيء بالنسبة لها، وأكّدت على مساندتها لقيس سعيّد في الدّور الثاني، وفي بلاغ آخر لها اليوم الخميس، عبّرت النهضة عن شكرها لكلّ من انتخبها ومنحها ثقته وحمّلها مسؤوليّة هذا الوطن، وأشارت أنّها ستتحالف مع كلّ طرف سياسي يشترك معها في برنامجها الإنتخابي أو في جزء منه، وبيّنت أنّها  انتصرت في التشريعيّة وحصلت على 52 مقعدا في مجلس نواب الشعب على الرّغم من كلّ الحملات الاعلاميّة المأجورة حسب وصفها، وأفادت أنّها انطلقت في بلورة التوجّهات الرئيسيّة التي على ضوئها ستشكّل الحكومة القادمة وأنّها ستنطلق في الحوار مع القوى السياسيّة القابلة للعمل المشترك.في نفس السياق صرّح القيادي بحركة النهضة سمير ديلو أنّ الحركة لن تتحالف مع الحزب الدستوري الحرّ ولن تتحالف أيضا مع حزب قلب تونس، وكان الغنوشي صرّح في اجتماع شعبي له أنّ قلب تونس هو الحزب المنافس له.


حافظ قائد السبسي

حافظ قائد السبسي، اعتبر أنّ قرار الإفراج عن القروي قبل يومين من الإنتخابات الرئاسيّة هو أيضا قرار سياسي مثل قرار إيقافه، قائلا '' ويؤكد مرة أخرى أن قرار اعتقاله كان كذلك سياسيا بما جعل نبيل القروي سجينا سياسيا في سياق انتخابي متعفن''، ووصف المناخ الإنتخابي بـ ''المتعفّن''، متسائلا عن أسباب تغيّر موقف وقرار محكمة التعقيب، التي أقرّت بوجود أخطاء إجرائيّة في صدور بطاقة الإيداع وعمليّة إيقاف القروي وقرّرت الإفراج عنه يوم أمس الأربعاء،  وهي نفسها التي رفضت سابقا الطعون التي قدّمت لها ورفضت الإفراج عن القروي، قائلا ''السؤال الذي يطرحه الجميع ما الذي تغير في الأثناء؟''، وبالنسبة لحافظ فإنّ صورة تونس ومصداقيّة مسارها الديمقراطي قد تمّت مقايضتها نتيجة ما وصفه بعبث المجموعة الفاشلة التي خيّرت مصالحها الشخصية على حساب مصلحة تونس والوطن، وفيدا أنّنا نجني الآن نتائج كارثيّة، قائلا ''وها نحن للأسف نجني النتائج الكارثية''. 


ائتلاف الكرامة

أبدى سيف الدّين مخلوف قبوله المبدئي بالتحالف مع حركة النهضة في مجلس نواب الشعب، كما عبّر في تصريحاته الإعلاميّة عن رفضه التّام التحالف مع حزب قلب تونس، وبيّن أن أعضاء ائتلاف الكرامة ستتعامل مع الأطراف التي تسعى إلى تحقيق أهداف الثورة وبناء تونس المتطورة مشددا على أن الائتلاف سيكون قوّة اقتراح داخل مجلس النوّاب، هذا الإئتلاف الإسلامي تحصّل على 21 مقعدا في مجلس النواب.


التيّار الديمقراطي

التيّار الديمقراطي الحائز على 22 مقعدا في مجلس نواب الشعب، لم يبدي موقفه من إمكانيّة التحالف مع قلب تونس، ولكنّه من ناحية أخرى أكّد أنّه لن يتحالف مع حركة النهضة التي اتّهمها بالفساد وضلوعها في ملفات إرهابية وملفات إغتيالات سياسيّة، اقترح التيّار أنّ يتمّ تمكينه من التدخّل في بلورة نظام وزارتيْ العدل والداخليّة، أشارت سامية عبو إلى أنّ التيار يمكن أن يتعامل مع النهضة في  صورة وافقت الحركة على إمضاء وثيقة أمام الشعب تمنح التيار القدرة في ضبط مواصفات رئيس الحكومة القادم الذي يجب أن يكون مستقلّ ونظيف اليد، ونزيه ورجل دولة، حسب قولها، أيضا تمكّنها من خلال هذه الوثيقة أن تدخل جملة من الإصلاحات على وزارة الداخلية ووزارة العدل، لأنّهما هم أساس الإصلاح في البلاد. 


لأوّل مرّة له بعد خروجه من السّجن، سيجري نبيل القروي هذه اللّيلة  حوارا تلفزيا خاصّا ستبثّه الوطنية الأولى وقناة نسمة والحوار التونسي، كما أنّه وفق مؤسسة التلفزة الوطنيّة، سيتمّ  غدا الجمعة إجراء حوار ''الطريق إلى قرطاج''، وسيجمع الحوار القروي بمنافسه قيس سعيّد، وسيكون هذا الحوار الأوّل للقروي والثاني لقيس سعيّد في إطار الإنتخابات الرئاسيّة، ومن خلاله سيقرّر الناخب التونسي من سيكون رئيسا لتونس. 


يوم الأحد 13 أكتوبر 2019، سيتنافس نبيل القروي وقيّس سعيّد من أجل منصب رئيس الجمهوريّة، بعد حملة إنتخابيّة لا نعرف أنصفها بالحملة المتكافئة الفرص بين الطرفين أم لا، بعد خروج القروي من سجنه، مسار البلاد اتّضح بتشكيل مجلس نوّاب الشعب، بقيت رئاسة الحكومة ومنصب رئاسة الجمهوريّة سنتمكّن من معرفة مصيرهما في الأيام القليلة القادمة، على أمل أن ينجح هذا المسار الديمقراطي وتتحسّن وضعيّة بلادنا، بعيدا عن التجاذبات والتحالفات السياسية الشخصيّة.

يسرى رياحي













 

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter