الإعلام و ما بعد 25 جويلية
ناس بكري حكاو على "الناس الي ساقيهم في الماء البارد" . الناس الي ساقيهم في البارد هوما الناس الي يبداو في وضعيات مرتاحة تخليهم ينقدوا ولا ينبروا ولا يقيموا بدون إعتبار عدة شروط موضوعية و حقيقية ساعات يا إما عن جهل حقيقي يا إما بتجاهل: يعني نعرف أما بش نطفي الضوّ. علاش هالمقدمة الصغيرة ؟ خاطر عندي مدة نتبع في التحاليل السياسية في الإذاعات و التلافز للي قاعد يصير في تونس بعد 25 جويلية و خاصة بعد أحداث عڨارب .
أولا ماثماش أدنى شك إنو التوانسة الكل متضامنين مع أهالي عڨارب و مع أهالي ڨابس و مع أهالي قفصة و مع كل المناطق الي اليوم تعيش في أزمات صحية و بيئية نتيجة اختيارات اقتصادية تجاوزها الزمن . ثانيا من المهم التذكير انو الاحتجاج السلمي و الحق في التظاهر هوما مكفولين في الدستور أو على الأقل في الأبواب الي قرر رئيس الجمهورية إبقاء العمل بيهم . و حتى كان صار العكس فإنو مافيهمش نقاش و لا مجال للتراجع عن مكتسبات ماتوا عليها التوانسة و التعامل الأمني لمجابهة التحركات الاجتماعية ما ينجمش لا يكون حل و لا يثني المواطنين عن المواصلة في الدفاع على مطالبهم . و من الضروري في صورة ما حصلت تجاوزات من طرف السلطة الالتفاف حول المحتجين و مساندتهم و الدفاع عليهم مبدئيا و بدون أدنى شرط . أما مبدئيا و سطرولي عليها الكلمة و هاو علاش نعتبر إنو هالفترة الأخيرة نراو في تحركات و بيانات مساندة و ندوات صحفية هي في شكلها دفاع عن الشعب المقموع لكن في جوهرها هي معارضة سياسية .
استغلال أزمات للمعارضة السياسية عادي ؟ شنوة تنتظر مالمعارضة ؟ تنتظر منها إنها كيف إنت كحاكم و كسلطة تغلط هي بش تجي ترقّع ؟ مستحيل ! تنتظر من المعارضة كيف إنت تغلط إنها هي تجي تفسّر و تبرّر مستحيل ! يعني أمر أكثر من عادي إنو المعارضين لقيس سعيد يستغلوا الي صار في عڨارب بش يعيطوا و ينهونا انو الذيب في الزريبة . و إنو قيس سعيد مشروع دكتاتور لازم نقاوموه بش يتنحى مالسلطة و بالطبيعة تمارس دورها الي هو السلطة .
هذا بالنسبة للمعارضة و بالنسبة للإعلام ؟
على ما يبدو الوضع ما يعجبش . و بش نشخص الوضعية بش ننطلق من مثال واقعي حي . بعد حادثة عڨارب صدرت بيانات و كانت ثمة ندوة صحفية مخصصة للموضوع و هاذي حاجة ما نجموا كان نحييوها . ندوة صحفية في مقر نقابة الصحفيين للتنديد بالعنف المفرط في مواجة احتجاجات سلمية و المطالبة بتحقيق حول حادثة موت لشهب . لكن نفس الإعلام و نفس الإعلاميين ، حسب رايي المتواضع، نساو إنو إذا ما حللناش أسباب الأزمة و ما فسرناهاش يمكن الأزمة بش تتعاود في عڨارب بيدها ولا في أماكن أخرى . بش ننطلق من حادثة سرقة آلة تثمين النفايات المنزلية . الآلة هاذي وصلت لبلدية صفاقس و سومها 350 ألف دينار و ترحي الفضلات و حسب رواية المجتمع المدني فإنو الآلة تحطت على ذمة رجل أعمال بالجهة لإستغلالها و قعد عندو . يعني بلغة أسهل الماكينة تسرقت . و بعض شهادات المجتمع المدني في وسائل الإعلام يأكدوا إنو بعض بلديات الجهة تحولوا لمقرات حزبية و اليوم كيفما حكينا عادي الأحزاب تعارض قيس سعيد أما موش بلديات ما تخدمش خدمتها و تعمل في السياسة . الموضوع يبدو ما شدش انتباه الإعلاميين و يبدو موش مهم في نظرهم بش يكون اليوم هو محور الحديث في أزمة عڨارب . نفس الوسائل الإعلامية الي في طرحها للحلول تحكي على تثمين النفايات . ايه وين ماشين بهذا ؟ هل إنو الإعلام تخلى على دورو الرقابي و اختار انو يكون معارض للسلطة القائمة ؟ هل هو هذا الدور المناط بعهدته ؟ أكيد الضغط و تبليغ المعلومة و فضح كل الممارسات القمعية من دورو لكن من دورو زادة تحليل أعمق للمشاكل المتراكمة و توجيه الرأي العام في اتجاه القضاء على المسببات الرئيسية للأزمة كيفما الفساد و نهب أملاك الشعب و الدولة و التلاعب بالقانون و غيرو !
على ما يبدو قطاع الإعلام كمكون من مكونات المجتمع ما ينجمش يكون في منأى على كل المشاكل والأزمات الي تعيش فيها تونس : من أوضاع اقتصادية و اجتماعية ، محاولة تركيع بعض المؤسسات الإعلامية بش تولي أبواق دعاية للأحزاب كيفما شمس فم و حزب النهضة . بالنسبة للإعلام العمومي أكيد يلوج على التموقع مع الواقع السياسي الجديد بعد 25 جويلية . فيما يخص بقية الإذاعات و التلافز فهي ملك خواص و أكيد اذا البعض عندها هواجس على نوعية محتواها الإعلامي فإنو زادة هاجسها هو الربحية. أما طرح القضايا الأساسية الي الشعب خرج عليها في 25 جويلية كيفما الفساد و المحسوبية بعيدا عن تشنج الهويات و عربدة الضوضاء على ما يبدوا مازلنا بعاد عليه . ايه و من بعد ؟
هانا مع بعضنا و كان ثمة حاجة تو نعيشوها مع بعضنا
تعليقك
Commentaires