المشيشي يشنّ حربا ضدّ الاعلام من أجل عيون النهضة
اتحاد الشغل يطالب المشيشي بالتراجع عن تعيين كمال بن يونس والاعتذار للصحفيين
وكالة تونس إفريقيا للأنباء تقرر مقاطعة كافة أنشطة الحكومة
نقابة الصحفيين: اقتحام الأمن لوكالة تونس افريقيا للأنباء سابقة خطيرة جدا
الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود: اقتحام مقر وكالة تونس إفرقيا للأنباء هو تهديد لحرية الصحافة
لا يصيبُ هشام المشيشي حرج من تغيير "ثوابته" كلّ بضعة أسابيع ليخدم مصالح فاعل سياسيّ جديد، وهكذا يضمن استمراريته في القصبة كمُناول لحساب الغير، يهابُ أن يتم التخلي عنه في أيّ وقت واستبداله ببيدق مُطيع اخر.
ألم يكن من "ثوابت" هذه الحكومة التي أعلن عنها المشيشي يوم تنصبه تعزيز حريّة الاعلام؟ ثوابت صوريّة خرقها في أوّل فرصة سنحت له حين وضع يده مع ائتلاف الكرامة وقلب تونس من أجل تمرير تنقيح المرسوم 116، فواجه خلال بضعة أشهر من تعيينه مسيرات واحتجاجات للصحفيين ويوم غضب والتهديد باضراب عام في قطاع الصحافة.
سيُناول المشيشي لحساب الاسلاميين، لحساب قلب تونس، لحساب رجال الأعمال، فمثلا، سيسمحُ بمسيرة مليونيّة في خضم وباء عالميّ ثم يحمّل الشعب مسؤولية موجة ثالثة، وقد تصله تسمية في ظرف مُغلق الى مكتبه ويقوم بالتعيين بسرور من أجل عيون النهضة.
عيّن المشيشي كمال بن يونس بعد تسوية سياسية تم على اثرها اقالة ابنة المؤسسة والأستاذة في الصحافة وعلوم الأخبار منى مطيبع.
يظّن الرجل، أن الحلّ الأمني هو دائما الاجابة، وأن عسكرة الشوارع والمؤسسات سترمي الرهبة في القلوب، لكنه لا يعلم، أنّ لا أحد يدخل حربا مع الصحفيين ويربح! وهكذا يخرج ابن النهضة المدللّ خاسرا على كل الجبهات مرة أخرى : عداوات جديدة مع الصحفيين، هزيمة سياسية أخرى، فشل في تحقيق ما أمره به الحزب الاسلامي، ومُقاطعة من وسائل الاعلام.
عسكرة مقر تونس افريقيا للأنباء- مالك المحواشي، وات.
غزوة وكالة تونس افريقيا للأنباء هي تعبيرة عن مواجهة رئيس الحكومة للاعلام بوجه عار من أجل اختبار مدى قدرة هذا القطاع على المقاومة في اطار خطّة السيطرة على القطاع وتطويعه.
فشل الحزام السياسي للمشيشي في تمرير نسخة مشوهة عن المرسوم116 تسمح لأحزاب المال الفاسد بتدجين القطاع وتتخلى عن الدور الرقابي والتحكيمي لهيئة الاتصال السمعي البصري، كما فشل المشيشي في التفويت بالقوة في الاعلام المصادر، واليوم فشل في تعيين اسم اختاره الغنوشي على رأس الوكالة الرسمية للأنباء، وغدا سيفشل في تعيين رئيس مدير عام للاذاعة الوطنية من المقربين له- وما صورة كمال بن يونس مطئطئ الرأس دارا أذيال الخيبة مطرودا من وكالة تونس افريقيا للأنباء ومحاطا ببوليس المشيشي الا مجاز لما ينتظر المشيشي اذا واصل سياسة المواجهة الأمنية لكلّ احتجاج اجتماعيّ وكل رفض لقرارات الحزب الاسلاميّ.
الصحفيون يدافعون عن قطاعهم، مالك المحواشي-وات.
المشيشي أكد أنه "لن يتم إعادة النظر في تعيين الرئيس المدير العام الجديد لوكالة تونس إفريقيا للانباء"، مضيفا أنّ "التعيين لا يتم بالانتخاب بل بالتكليف و الخط التحريري هو من اختصاص صحفيي الوكالة وهم الذين يحددونه ويقومون بعملهم بكل استقلالية، بعيدا عن التدخلات"
مباشرة بعد هذا التصريح، مرّ أبناء الحزب الاسلامي الى الدفاع عن كمال بن يونس دون أن يطلب أحد منهم ذلك! لم، قد يكلف عماد الخميري وعبد اللطيف المكي -قياديون من الصف الأول- أنفسهم الدفاع عن هذا التعيين بشراسة واتهام صحفيي وات بأنهم "كانوا اليد في اليد مع بن علي"، ولم قد يشن الائتلاف العازل للصدمات حرب على الصحفيين الذين وصفهم مخلوف في اخر تدوينة بـ'' المرتزقة، الكعلافة" وغيرها من الألفاظ الي نتحفّظ عن نقلها؟ لابد أنّ ذلك يعود لكفاءة الرجل.
لم يتجّرأ علي العريض وحمادي الجبالي على بولسة المؤسسات الاعلامية رغم أنهما أعلنا عدائهما الواضح للاعلام، بل لم يتجرأ بن علي نفسه على مهاجمة مقر مؤسسة اعلامية وعسكرته واحتلال مكاتب الصحفيين ومنعهم من العمل والالتحاق بقاعات التحرير. مشهد مخز ومقرف قادته تعليمات ساكن القصبة ومن خلفه ساكن باردو، لكنّ الاثنانوجدا جسما صحفيّا متضامنا ومتماسكا يتصدّى لكل محاولات تدجين القطاع- أمس لم يكن فقط صحفيو وات في مواجهة الأمن بل ساندهم زملائهم من مختلف المؤسسات الخاصة والعامة الذين حضروا على عين المكان لطرد ر.م.ع معيّن من مونبليزير، ولن يتردد الصحفيون في اي فرصة قادمة في مساندة زملائهم والمرور حتى لاضراب عام وطني.
صحفيّو الوكالة وتقنيوها رفضوا كمال بن يونس لما في سجله من انتهاكات لحرية الصحافة والعمل النقابي والدعاية للدكتاتورية، واستهدافه للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والعنف ضد المرأة، وضد زملائه. بن يونس من الصحافيين الرسميين لنظام بن علي قبل أن يعود إلى حضن الحزب الاسلامي بعد الثورة بعد أن تذكّر فجأة أن كان أحد نشطاء جناحها الطلابي الاتجاه الاسلامي في الثمانينات حيث تتلمذ على أيدي المتطرفين بهدف أخونة الجامعة التونسية.
تعليقك
Commentaires