تونس : جحيم الاطفال
ساعات الدنيا ملي نتولدوا ما تكونش عادلة و يمكن نعديو عمرنا نجريو نلهطوا بش نعملوا توازن و لا نفرضوا عدل بشري لكن ما نخلطوش . فرح بنت الحداش سنة . فرح الي تقرأ نهار بعد نهار في جروة فيروس كورونا . فرح الي بعد المكتب ما تروحش تلعب ولا تاكل لمجتها و تتفرج في شوية كوميك ولا تمشي بحذا صاحبتها تلعب معاها : فرح بعد المكتب ولا كيف ما تقرأش تخرج مع أمّها و أمّ فرح تلمّ في الزبلة . فرح تلمّ في الزبلة . غريبة و العنوان بيدو مأساة تلخص يمكن واقع بلاد و جزء كبير من التوانسة . أم تحبل و تهز بنتها 9 شهور في كرشها و من بعد تسميها فرح بش 11 سنة من بعد تلقى روحها تلم في الزبلة و زيد تبلعها مجاري صحية .
موت فرح هو جريمة قتل مرة أخرى تمارسها الدولة و الأجهزة المعنية في حق تونسية و في حق الطفولة .
أول المذنبين هي وزارة التربية . نشكروهم على قراراتهم العظيمة في إنو التلامذة يقراو نهار بعد نهار و بنظام الأفواج حتى يتمكنوا إنهم يتحكموا في انتشار العدوى أما النهار الفارغ علاش ما خممناش فيه و ماحظرناش برامج و نشاطات بش التلامذة الي والديهم يخدموا كل يوم و موش نهار على ثنين ما يخرجوش للشوارع و ما يقلقوش و ما يقعدوش وحدهم . الإجابة نعرفوها ما عندناش الإمكانيات . كذب و نفاق ! عندكم كل الإمكانيات أما الأولوية لاهي التربية و لا التعليم و لا الطفولة و حماية حقوقها .
ثاني المذنبين وزارة التجهيز و ديوان التطهير . هاذي أول مرة نراو هالكارثة ؟ لا و الفياضانات الأخيرة رينا راجل طاح أما قوة الأبدان منعتو . هل يعقل اليوم إنو بعد سويعة مطر و بعد ما تغرق البلاد نخليو الڨمم محلولة بهالشكل و أي مترجل اليوم يدور ينجم يلاحظ الحالة المزرية لغطاواتهم المهرية و المصددة الي بشوية وزن و مع طرف ماء أي إنسان ينجم يطيح فيهم .
شكون المذنب الآخر زعمة ؟ حسب المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي العايلة هي المسؤولة حسب كلامو بعض العايلات يستغلوا صغارهم إقتصاديا و يلزوهم انهم يخدموا في " أعمال هشة تنتهي أحيانا بمآس". لا الحق جبتها و جيت سيدي مندوب (من نديب على وضعنا) الطفولة . أولا الحادثة و نفسية العايلة و حتى المواطنين ما تسمحش بالكلام هذا ثم هل إنو هاذي أول حادثة يتعرضلها طفل(ة) في هالنوع من "الأعمال" ؟ لا الحوادث متعددة و متكررة : من التحرش الى الإغتصاب والعنف الجسدي و النفسي و نوصلوا لوين ڨمة تبلع طفلة و نلقاو جثتها بعد نهارين . و شنوة صار ؟ حددناشي الأسباب و المسببات ؟ حطيناشي صوابعنا على مكمن الداء الي ينخر في صغيرات هالبلاد ؟ لا طبعا لا ! أسهل حاجة إنا نرميو المسؤولية على الآخرين و نحنا خاطين . نجموا نكملوا نشدوا بيرواتنا و ما نتحركوا إلا إذا الإعلام زعزع الدنيا حول قضية معينة .
حادثة رحمة في البحر الأزرڨ فكرتني بحادثة انقلاب الحافلة في عمدون : بعد كل مأساة يخرجوا المسؤولين في حالة رعب و غياب تام لاستراتيجية واضحة متعلقة بالبنية التحتية يشكيولنا و يبكيولنا و لا جديد يذكر . موش من المفروض نستغلوا هالفرصة مثلا بش نوسعوا شوية في مخاخنا و في طريقة تفكيرنا و نحكيو في وضع الطفولة التونسية إلي اليوم الفقر و التهميش خلاهم أكبر ضحية ؟ موش لازم نحكيو على سبل الحد من الانقطاع المدرسي الي يخلي برشة أطفال في وضعيات خطيرة ؟ موش لازم زادة نحكيو على منظومة التنظيم العائلي و ضرورة توعية التونسيات بأهمية استعمال موانع الحمل ؟؟ . يمكن تحميل المسؤولية للعائلات بالنسبة ليا يكون من هالمنطق إذا الوالدين موش خالطين على لقمة عيش بكرامة علاش 3 و 4 و 5 صغار ؟ شنوة المستقبل الي بش يوفروهولهم خاصة في بلاد اليوم تعرف أكبر أزمة إقتصادية ؟
البلاد هاذي ماهياش متع صغار . البلاد الي ولاو فيها ڨشّارة يبيعوا في الرضع بين مليون و عشرة بعد إقناع الأمهات العازبات بالتفريط في صغارهم ما تنجمش تكون فضاء سليم لتربية أطفال و نزيدوهم كل حالات و جرائم الإغتصاب نجموا نقولوا تونس جحيم لجزء كبير من أطفالها . حتى الفضاءات العامة و المناطق المفروض تكون خضراء ما ينجموا كان يأكدوا هذا . أحياء ساعات عدد المتساكنين يوصل فيها مليون نسمة و ما تلقاش فيهم روضة عمومية و لا جنينة ولا ملهى للأطفال يمشيو الصغار يتفرهدوا فيه . آخر همنا الأطفال و الحال إنو فرح عمرها 11 سنة عمر الثورة "المباركة" . عشرة سنين أخرين فرح شنوة كان ينجم يكون مصيرها : تتباع و تتشرى بش تخدم في الديار ؟ و لا تلتحق بالدواعش لجهاد النكاح ؟؟ و لا تتوقف في شبكات دعارة و بيع مخدرات ؟ ولا تنتحر ؟ ولا تحرق روحها ؟ يمكن زادة فرح كانت تنجم تكمل تعليمها وتولي معلمة ولا طبيبة ... أما صعيب على خاطر أول مصعد إجتماعي تكسر و تلوح هو التعليم و الدراسة و الدولة ما حضرت شيء بش الناس تلقى طرق أخرى سليمة بش تخرج مالفقر و التهميش . فرح ماتت "جيعانة و شبعانة بالماء " و تصويرة أمها هايمة تغزر للحفرة الي كلاتلها بنتها أمنيتي نعلقها في مكاتب كل المسؤولين أما نعرف الي القلوب ماتت و الي البلاد ماشية بالقدرة ...
تعليقك
Commentaires