أثارت رسالة التعليل التي توجّه بها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي حول أسباب رفضه ختم مشروع القانون المصادق عليه في 25 مارس 2021، والمعدل للقانون الأساسي عدد 50 المتعلق بالمحكمة الدستورية والصادر في 2015، العديد من ردود أفعال الرأي العام. 

انتقد الكثيرون طريقة كتابة قيس سعيد الرسالة بالخط الكوفي، كما انتقد البعض الشعراء والأقاويل التي استشهد بها الرئيس في توضيح أسباب رفضه للختم في ما استنكر البعض الآخر بشدّة طريقة القائه التحية في أوّل الرسالة وآخرها وهذه النقطة بالذات أثارت موجة من ردود الأفعال حتى اعتبر البعض أنّ طريقة قيس سعيد في إلقاء التحية على الغنوشي هي أكبر دليل على القطيعة بينهما. 

الأكاديمي والمحلل السياسي عبيد الخليفي في تدوينة له أكّد أن الرسالة تعبّر ''عن القطيعة التامة وشدة غضب الرئيس قيس سعيد من راشد الغنوشي'' وأوضح أنّ قيس سعيد  إفتتح رسالته بالسلام على نفسه لكي لا يسلم على الغنوشي أو هي تحية النبي عيسى  (والسلام علينا) واختم الرسالة بتحية النبي موسى على فرعون المتكبر (والسلام على من اتبع الهدى).

BN Check عربي قامت بالتثبّت من معاني ومناسبة استعمال هذه الجملة ''السلام على من اتبع الهدى''، ووتبيّن لنا أنه فقا لفقهاء الدين فإنّ هذه العبارة هي صيغة يستعملها المسلمون لإلقاء التحية على من ليسوا بمسلمين. 

الراحل الشيخ محمد بن عثيمين، في "فتاوى العقيدة" (صـ 237)، أكّد أنّه ''لا يجوز أن يسلم الإنسان على المسلم بقوله : "السلام على من اتبع الهدى" ، لأن هذه الصيغة إنما قالها الرسول صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى غير المسلمين، وأخوك المسلم قل له : "السلام عليكم" . أما أن تقول : "السلام على من اتبع الهدى" فمقتضى هذا أن أخاك هذا ليس ممن اتبع الهدى، وإذا كانوا مسلمين ونصارى فإنه يسلم عليهم بالسلام المعتاد يقول : السلام عليكم، يقصد بذلك المسلمين" انتهى''. 

وكانت تلك العبارة قد استعملها الأخوين هارون وموسى لإلقاء التحية على فرعون، كما كان يستعملها الرسول محمد عليه السلام يستعملها لإلقاء التحية على غير المسلمين. 

رواد الفيسبوك والرأي العام انتقد كيفية استعمال رئيس الجمهورية قيس سعيد لهذه العبارة خاصّة أنّ السياق التي أُدرجت فيه ليس مناسبا وكانت تُعبرعن موقف حادّ لرئيس الدولة من الطبقة السياسية التي بات يعتبرها عدوّة له وللدولة.

ي.ر