لم تمر زيارة الرئيس قيس سعيد لضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة اليوم الاربعاء بمدينة المنستير مرور الكرام على قيادات حركة النهضة ، ومن بينهم  القيادي في الحركة الاسلامية رفيق عبد السلام . حيث علق عبد السلام على هذه الزيارة و انتقد الرئيس قيس سعيد الذي يصر حسب تعبيره على اختطاف الدولة و اغتصاب السلطة . 

و قال رفيق عبد السلام في التدوينة التي نشرها على صفحته على الفايسبوك اليوم الاربعاء 6 أفريل 2022  ان الرئيس بصدد فتح جبهة مبارزة جديدة مع الدول الشقيقة وذلك في اشارة الى بيان التنديد الذي أصدرته تونس ردا على تصريحات الرئيس التركي أردوغان الذي انتقد قرار حل البرلمان ، و وصف رفيق عبد السلام الشعب التونسي ب " المسكين و الضائع " ،

و كتب :"يبدو أن قيس سعيد مع بورقيبة وضد بورقيبة،ومع الاسلام ويحيط نفسه بأكثر الكارهين للدين والملة، ومع الدستور ويقدح فيه صباحا مساءا، ومع الثورة ومتحالف مع أشد المناوئين لها في الداخل والخارج، ومع الحماية وضد الاستعمار .

بالخلاصة قيس سعيد مع الجميع وضد الجميع، وله بكل فصل وصل، ولكل مستمع أغنية، ولكن حتى لا نظلم الرجل ونغبطه حقه فقد  ظل ثابتا على شيء واحد ووحيد،   وهو التصميم على اختطاف  الدولة واغتصاب السلطة بتنفيذها وتشريعها وقضائها ورقابتها وكل شيء.

والأهم من كل ذلك  أنه لم يعد يتفنن في مخاصمة  الأحزاب والمنظمات والشخصيات والبرلمان والقضاة والإعلاميين والمحامين وسائر خلق الله ، بل هو الان  يتفنن في فتح جبهة  مبارز جديدة مع الدول الشقيقة  وغير الشقيقة،ويبدو أن قائمة الأعداء  في الداخل والخارج عنده طويلة ولا حصر لها. 

والشعب المسكين ضائع تائه في خصومات قيس سعيد التي لا نهاية لها " . 

و أعربت وزارة الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج عن بالغ استغرابها من التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي بخصوص تونس، و أعتبرت في بيان لها يوم الثلاثاء 5 أفريل 2022 هذا التصريح تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي، ويتعارض تماما مع الروابط الأخويّة التي تجمع البلدين والشعبين ومع مبدأ الاحترام المتبادل في العلاقات بين الدول.

و ذكرت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج في بيانها بأن تونس بقدر التزامها بثوابت سياستها الخارجية و تحرص على بناء علاقات وثيقة مع الدول الشقيقة والصديقة قوامها التعاون والتضامن والتشاور والثقة المتبادلة، " فإنها أيضا تتمسك باستقلال قرارها الوطني وترفض بشدّة كل محاولة للتدخل في سيادتها وخيارات شعبها أو التشكيك في مسارها الديمقراطي الذي لا رجعة فيه ". 

و أكدت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على أن تونس دولة حرة مستقلة والشعب فيها هو صاحب السيادة وهو المخوّل الوحيد لاختيار مسار تحقيق الحرية الحقيقية التي تحفظ أمنه وتصون كرامته وتدعم حقوقه وتعزز كل مكاسبه وتقطع مع رواسب الماضي ومع مسار الديمقراطية الشكلية التي لا علاقة لها بإرادة التونسيين والتونسيات.

و للتذكير انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان صحفي صدر يوم الاثنين 4 افريل 2022 قرار رئيس الجمهورية قيس سعيد حل البرلمان و وصف اردوغان هذا القرار بالضربة لإرادة الشعب التونسي.

و عبر الرئيس التركي عن أسفه لحل مجلس نواب الشعب بعد عقد جلسة عامة الأربعاء الماضي وانتقد ايضا التتبعات القضائية التي طالت النواب " اتمنى ان لا تؤدي هذه التطورات إلى إلحاق الضرر بالمرحلة الانتقالية الجارية نحو إرساء الشرعية الديمقراطية في تونس " . مؤكدا في بيانه على أهمية تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بالانتخابات.

و تابع أردوغان في قوله " لا يمكن أن تنجح المرحلة إلا من خلال حوار شامل وهادف تشارك فيه كافة شرائح المجتمع، بما في ذلك البرلمان الذي يجسد الإرادة الوطنية … الديمقراطية نظام يحترم فيه المنتخب والمعين كل منهما الآخر، نحن ننظر إلى التطورات في تونس على أنها إساءة للديمقراطية" ، نقلا عن وكالة الاناضول .

ر.ع