alexametrics
أفكار

جائحة كورونا "العالمیة"..الأسئلة المستعصیة!

مدّة القراءة : 7 دقيقة
جائحة كورونا



یُحمع الخبراء والمختصون في مجالات الطب والبحوث الوبائیة وتقنیات الإحصاء على أن الإحصائیات الرسمیة أو شبه الرسمیة الصادرة عن الجهات الحكومیة والمنظمات الدولیة والتي تشمل حوالي 210 من الدول والأراضي والمستعمرات بخصوص انتشار فیروس كوفد 19 منذ أن ظهر في الصین وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضیة، على أن تلك الأرقام تقریبیة ولا یمكن بالمرة أن تكون ذات دقة علمیة وإحصائیة تجسد الوقائع الألیمة والحقائق المروعة التي كبلت العالم وحاصرت الناس ونشرت الرعب والموت بینهم، وذلك بالنظر إلى التفاوت الكبیر في الإمكانیات المتوفرة للدول و نوعیة الاختبارات والفحوصات المتاحة التي تجریها على سكانها لتحدید كم الإصابات ومدى انتشار الوباء ووسائل الوقایة والعلاج…

لذا، فإن الإحصائیات والأرقام المتضمنة في هذا المقال والمنقولة عن موقع
worldometers.info/coronavirus وكلیة الطب بجامعة JOHN HOPKINS الأمریكیة وعدة مصادر أخري، تبقى أرقاما تقریبیة قد یكون بعضها مطابقا للحقیقة والبعض الآخر بعیدا عنها مسافات متفاوتة، لیس من باب سوء النیة أو محاولة تزییف الواقع أو إخفاء الحقیقة، بل في معظم الحالات لأن الدول التي قدمتها لا تملك الأدوات والإمكانیات الضروریة لإجراء تقییم علمي دقیق لمدى انتشار فیروس كورونا وسرعة تفشي العدوى بین الناس (تونس نموذج لهذا).

عندما بدأت كتابة هذا المقال صبیحة یوم 27 أفریل 2020، كانت الإحصائیات العالمیة بشأن انتشار وباء كورونا تشیر إلى الوقائع التالیة، ، وحتى لا نضیع في خضم مسالك الإحصاء، سنقتصر هنا على الأرقام المتعلقة بعدد الإصابات بالفیروس وعدد الوفیات وعدد الحالات التي شُفیَتْ من المرض:

- عدد الإصابات بفیروس كورونا في العالم (هذا الیوم): 3 ملایین
- عدد الوفیات جراء الإصابة بالمرض: 208 آلاف ضحیة
- عدد المصابین الذین شُفیوا: 890 ألف حالة

في غضون أقل من شهر، تصدرت الولایات المتحدة الأمریكیة وحدها هذه القائمة العالمیة المروعة بحوالي 1 ملیون إصابة (أي أكثر من ثلث الإصابات في العالم)، و55 ألف حالة وفاة (أي حوالي 5% من المصابین داخل الولایات المتحدة و 25% من الوفیات في جمیع دول العالم)، ویناهز عدد المصابین بالفیروس الذین شُفیوا من المرض حوالى 120 ألف إصابة (أي حوالي 12% من عدد المصابین داخل الولایات المتحدة و4% من عدد المصابین حول العالم).

وتجدر الإشارة هنا إلى أن أول إصابة بفیروس كورونا تم تسجیلها في الولایات المتحدة كانت بتاریخ 20 جانفي 2020 لشخص من ولایة كالیفورنیا عائد من مدینة ووهان الصینیة، وأن عدد الوفیات في كافة الولایات الأمریكیة بتاریخ 1 مارس 2020 لم یكن یتجاوز 150 حالة وفاة..مما یُبیّن أن "الفیروس الصیني" مثلما وصفه الرئیس دونالد ترامب تفشى في الأراضي الأمریكیة بسرعة انتشار النار في الهشیم...

إلى جانب ذلك ، فإن ما یثیر الاستغراب والدهشة، والخوف الشدید أیضا، هو أنه لو جمعنا إحصائیات 6 دول غربیة كبرى، وهي الولایات المتحدة وفرنسا وألمانیا وإیطالیا وبریطانیا وإسبانیا، والتي هي من أكثر دول العالم ثراء وأقواها من حیث قدراتها العسكریة والأمنیة والاقتصادیة والمالیة والعلمیة والطبیة والتنمویة البشریة...، لوجدنا أن فیروس كورونا تفشى في هذه البلدان واكتسح سكانها وأحدث فیها أضرارا بشریة جسیمة أكثر من أي مكان آخر في العالم مثلما تُبیّن الإحصائیات التالیة:

- عدد سكان الدول الست: 660 ملیون نسمة نصفهم في الولایات المتحدة.

- العدد الجملي للإصابات بفیروس كورونا في الدول الست: حوالي 9,1 ملیون حالة، من بینها ملیون إصابة في الولایات المتحدة وحدها و900 ألف إصابة مقسمة بین الدول الخمس الأخرى، أي بنسبة تضاهي زهاء 70% من عدد الإصابات في كافة أنحاء العالم.

وهذا یُظْهِرُ أن هناك أكثر من ثلثيْ الإصابات في العالم منتشرة في ست دول فقط والثلث الآخر موزع على بقیة دول ومقاطعات العالم البالغ عددها حوالي 200، وعلى باقي سكان العالم البالغ عددهم 7 ملیار نسمة، بما أن العدد الجملي لسكان الكرة الأرضیة حالیا یناهز 6,7 ملیار نسمة!

- العدد الجملي للوفیات في الدول الست: حوالي 155 ألف حالة وفاة جراء الإصابة بالفیروس من بینها 55 ألف وفاة في الولایات المتحدة وحدها، مما یعني أن نسبة الوفیات في الدول الست تمثل زهاء 75% من نسبة الوفیات حول العالم…

وهذا یعني أنه إذا كانت الإحصائیات المُعلنة قریبة من الواقع، فإن هناك 155 ألف حالة وفاة بسبب الإصابة بفیروس كورونا في ست دول یبلغ تعداد سكانها 660 ملیون نسمة، أي أن 8% من عدد سكان العالم یحملون 70% من الإصابات وتحملوا 75% من الوفیات في العالم، في حین أن هناك (إلى هذا الیوم) 50 ألف حالة وفاة بالمرض موزعة بین 200 دولة ومقاطعة یناهز عدد سكانها 7 ملیارات نسمة!

-العدد الجملي لحاملي الفیروس الذین شُفِیُوا من المرض في الدول الخمس (هذا الرقم غیر متوفر بالنسبة لبریطانیا): حوالي 460 ألف حالة شفاء، أي بنسبة تناهز حوالي 25% من عدد الإصابات المسجلة في الدول الست و زهاء 50% من الحالات التي شُفِیَتْ من المرض في العالم.

- فیما یتعلق ببریطانیا، وعندما كنت بصدد إعداد هذا المقال، نشر موقع صحیفة INDEPENDENT الإنقلیزیة خبرا مصورا نقلا عن الأستاذ في دراسات الأوبئة بجامعة أكسفورد، كریستوف فرازر، الخبیر بإدارة الصحة العامة NHS، أن دراسة، ما تزال في طور الإنجاز، بینت حتى الآن أن عدد حاملي الفیروس في بریطانیا حالیا قد یتراوح بین 3% و 10% من إجمالي عدد السكان، مما یعني أن عدد الإصابات بفیروس كورونا في المملكة المتحدة قد یكون الیوم ما بین 2 ملیون و 6 ملایین إصابة!

- على الضفة المقابلة للمحیط الأطلسي، فإن كندا لصیقة جغرافیا للولایات المتحدة وتربط البلدین حدودٌ یناهز طولها 9000 كلم ومدن ومناطق عمرانیة مشتركة، غیر أن انتشار الوباء في كندا التي تناهز مساحتها 10 ملایین كلم مربع (نفس مساحة الولایات المتحدة) وعدد سكانها 38 ملیون نسمــة (11% من سكان الولایات المتحدة)، بقي في حدود العادي نسبیا (حوالي 47 ألف إصابة بالفیروس و
2500 حالة وفاة و17 ألف حالة شفاء من المرض)!

نفس الوضع ینطبق على المكسیك التي تناهز مساحتها 2 ملیون كلم مربع (20% من مساحة الولایات المتحدة) وعدد سكانها 125 ملیون نسمة (حوالي 35% من سكان الولایات المتحدة)، وتربط بین البلدین حدود طولها 3140 كلم، لكن عدد الإصابات المعلنة فیها بالفیروس لم یتجاوز 15 ألف حالة وعدد الوفیات مقتصر على 1400 حالة فقط، وعدد الذین شُفیوا من الإصابة تجاوز 8 آلاف حالة!

- نأتي الآن إلى أكثر التساؤلات إثارة للاستغراب والدهشة في العالم وأعني بذلك الحالة الصینیة.

تبلغ مساحة الصین حولي 6,9 ملیون كلم مربع (أي تقل بملیون كلم مربع عن مساحة الولایات المتحدة وكذلك القارة الأوروبیة بأكملها، دون روسیا) ویناهز عدد سكانها 4,1 ملیار نسمة ( أي زهاء أربعة أضعاف سكان الولایات المتحدة وحوالي ضعفيْ (2) سكان القارة الأوروبیة).

ویجمع الخبراء والباحثون حول العالم على أن فیروس كوفد 19 ظهر لأول مرة في موفى العام الماضي بمدینة ووهان الصینیة، وهي مدینة ضخمة مساحتها العمرانیة 5,8 ألف كلم مربع وعدد سكانها 11 ملیون نسمة، وبها أكثر من 20 جامعة ومركزا للدراسات الأكادیمیة، وبها أیضا أحد أكبر مراكز الدراسات الجرثومیة في العالم، WUHAN INSTITUTE OF VIROLOGY.

وعلى الرغم من الصدمة التي أحدثها ظهور هذا الفیروس غیر المعروف، والذي ینحدر من نفس سلالة الفیروسات التي سبق أن اختبرها العالم منذ سنوات لیست ببعیدة، سیما SARS و MERS...، فإن عدد الإصابات والوفیات بفیروس كورونا في ووهان، ثم في كامل التراب الصیني لاحقا، ظل ضعیفا إلى أبعد الحدود مقارنة من جهة بعدد سكان الصین والكثافة السكانیة العالیة التي تعرفها مدینة ووهان والعدید من المدن الصینیة الأخرى، ومن جهة أخرى مقارنة مع ما تعیشه الولایات المتحدة والدول الأوروبیة الخمس الأخرى التي أحدث فیها انتشار الفیروس مجازر إنسانیة مرعبة مثلما تبین ذلك الإحصائیات الرسمیة الصینیة:

- العدد الجملي للإصابات بفیروس كوفد 19 في الصین إلى یومنا هذا: 83 ألف إصابة ( أي 8 % من عدد الإصابات المسجلة في الولایات المتحدة وأقل من 5% من الإصابات المسجلة في الدول الست بین أمیركا وأوروبا).

- عدد الوفیات المسجلة في الصین بفیروس كورونا: 6,4 آلاف حالة (أي بنسبة حوالي 3% من حالات الوفیات المسجلة في كل من الولایات المتحدة والدول الأوروبیة الخمس الأخرى التي اجتاحها الوباء).

- لكن أكثر الأرقام إثارة للدهشة والإنبهار هو أن عدد الحالات التي شُفیت من الإصابة بالفیروس بلغ زهاء 75 ألف حالة، أي بنسبة "إعجازیة" تناهز 90% من الإصابات المسجلة!

أمام هذه الأرقام المذهلة، بحَثتُت في العدید من المواقع عن معلومة تحدد تاریخ أول ظهور للفیروس وكیف تعاملت معه السلطات الصینیة، فبدا لي الخبر التالي الذي وجدته في الموقع الالكتروني لوزارة الصحة بالمملكة العربیة السعودیة الأكثر دقة مما وجدته في الكثیر من المواقع التي دخلتها. وقد جاء في موقع الوزارة السعودیة:

"...في 31 دیسمبر من عام 2019م ، تم إبلاغ المكتب الإقلیمي لمنظمة الصحة العالمیة في الصین بحالات الالتهاب الرئوي المسبب لمرض غیر معروف تم اكتشافه في مدینة ووهان بمقاطعة هوبي الصینیة، وتم إعلان فیروس (كورونا الجدید) على أنه الفیروس المسبب لتلك الحالات من قِبَل السلطات الصینیة یوم 7 ینایر 2020م …"

أما منظمة الصحة العالمیة التي تعرضت إلى انتقادات حادة من عدة دول في العالم حول تعاملها بارتباك وتباطؤ كبیرین مع ظهور الفیروس وبدایة انتشاره، مما نتج عنه قرار الرئیس الأمریكي دونالد ترامب وقف تسدید حصة الولایات المتحدة من میزانیة المنظمة (وهي أكبر منظمة عالمیة في نظام الأمم المتحدة)، فقد سجلت على موقعها الإلكتروني المعلومة التالیة عن طبیعة الفیروس وبدایة ظهوره:

"ما هو مرض كوفد 19؟ هو مرض معد یسببه فیروس كورونا المُكتشف مؤخراً. ولم یكن هناك أي علم بوجود هذا الفیروس وهذا المرض المستجدین قبل اندلاع الفاشیة في مدینة ووهان الصینیة في كانون الأول/ دیسمبر 2019…"

مثلما تَبََّ ینَ ذلك في الإحصائیات والأرقام التي أوردناها، فإن هناك معطیات كثیرة ما یزال یحیطها الغموض بخصوص انتشار وباء كورونا وتفشیه بِنِسَبٍ مروعة في دول دون أخرى، وستظل هذه المعطیات مثیرة للحیرة والتساؤل والهلع، وأحیانا للریبة والشك، سیما وانه لم تتوفر حتى الآن حقائق علمیة أو طبیة دامغة حول طبیعة هذا الفیروس وإمكانیة علاجه وتطویق انتشاره بین الناس.

وعلى الرغم من أن احتمالات الحرب الجرثومیة تبقى قائمة وإن كانت ضعیفة (لأن السلاح الجرثومي جزء من الأسلحة غیر التقلیدیة)، وذلك بالنظر إلى تزاید مناطق النزاع وبؤر التوتر المنتشرة في العدید من مناطق العالم، واتساع دوائر الظلم والقهر والإستبداد التي تسود العلاقات الدولیة، وإلى اختلال التوازنات الإستراتیجیة منذ نهایة الحرب الباردة وهیمنة الولایات المتحدة الرعناء على المشهد الدولي، وبالنظر إلى بروز قوى عظمى جامحة تسعى الى اكتساح مناطق نفوذ جدیدة مثل الصین والهند وروسیا... وبالنظر إلى الكم المهول من الأسلحة غیر التقلیدیة المتراكمة لدى الدول الكبرى وحتى لدى الدول الفقیرة، والأخطر من ذلك لو انتهت مثل تلك الأسلحة أو بعضها بأیدي مجموعات عقائدیة متطرفة..

رغم كل ذلك، فإننا لا نرید من خلال هذا المقال لا أن نصطف إلى جانب مروجي نظریة المؤامرة ودعاة الهلوسة والشعوذة الذین ذهب بعضهم إلى حد الزعم أن هذا الفیروس المرعب صناعة مخبریة تم إنجازها في مختبرات مدینة ووهان ونشرها عبر الخفافیش من أجل تكریس هیمنة الصین على العالم وعلى الاقتصاد العالمي وكسر شوكة الإمبراطوریة الأمریكیة وحلفائها..، ولا أن نكبح جماح التأمل والتفكیر والتساؤل (بعیدا عن الجوانب العلمیة والطبیة والمخبریة وهي لیست من اختصاصنا)، في أسباب وظروف انتشار الفیروس بهذا الشكل السریع والمریع.

ولعل أحد أهم الأسئلة التي من المشروع طرحها، هل هناك ولو احتمال ضئیل جدا (1%)، بأن یكون فیروس كورونا ولید خطإ مخبري أو ناتجا عن فقدان للسیطرة على أبحاث علمیة معینة مثلما أشار إلى ئلك مكتشف فیروس نقص المناعة المكتسب الحاصل على جائزة نوبل الدكتـــــور الفرنســـي Luc Montagnier؟ وكیف نجحت الصین في احتواء انتشار الفیروس والسیطرة على الوباء بسرعة كبیرة وشفاء 90% من المصابین وبدأ الناس فیها یعودون إلى حیاة طبیعیة؟

ولماذا تتحمل الیوم الولایات المتحدة والدول الأوروبیة أكثر من غیرها التبعات المروعة (70% من الإصابات العالمیة و75% من الوفیات) لانتشار الفیروس والعدوى بین الناس وتعطیل الحیاة، رغم أن حكومات بعض تلك الدول قد تعاملت في بدایة الجائحة بكل غرور واستخفاف مع ظهور الفیروس وانتشاره، واعتبرت أن هذا الفیروس سینتهي في غضون أیام قلیلة، سیما إدارة الرئیس دونالد ترمب الذي عرّتْهُه هذه الأزمة وأظهرت كل عوراته الفادحة في الوقاحة وسوء التقدیر والتسییر، وصدیقه رئیس الوزراء البریطاني بوریس جونسن الذي أصیب شخصیا بالفیروس ونجا منه، وهو یتعرض الیوم إلى انتقادات لاذعة واتهامات خطیرة بالتباطؤ في التعامل مع بدایة انتشار الفیروس...؟

وهل من الممكن أن لا یكون الأمر برمته سوى مجرد قدر محتوم واستعادة الطبیعة زمام أمورها من أجل إعادة التوازن الذي أخل به الإنسان؟ ألیست الكتب السماویة، توراتها وإنجیلها وقرآنها، ملیئة بالسور والآیات التي یحذر فیها اﷲ الإنسان من مغبة الظلم والطغیان والإستبداد والإسراف في استغلال الطبیعة وتدمیرها؟

ولعل إحدى أجمل الآیات وأبلغها التي تجسد ذلك هي الآیة 41 من سورة الروم التي یقول فیها اﷲ تعالى "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أیدي الناس لیذیقهم بعض الذي عملوا لعلهم یرجعون"!

إنها مجرد تساؤلات للتأمل والتفكیر لعل الإنسان یجد في البحث عن إجابات لها ما یُعید الأمل والطمأنینة إلى نفسه ویخفف عنه وطأة هذا الحجر العبثي وهذه الحقبة الزمنیة الموحشة.

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter