alexametrics
الأولى

وداعا أيّها القائد...العالم يبكي الباجي

مدّة القراءة : 5 دقيقة
وداعا أيّها القائد...العالم يبكي الباجي

 

فاجعة مدوية استفاق عليها الشارع التونسي والدولي يوم أمس الخميس 25 جويلية 2019، مع حدود الساعة العاشرة وافت المنية رئيس الجمهورية محمد الباجي قائد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس عن سن يناهز 92 سنة.


خلّف خبر الوفاة حالة من الصدمة لدى عموم التونسيين حتى أولئك الذين يختلفون معه، واعتبر البعض أن خبر الوفاة لم يكن مفاجئا خاصة أنه ظهر مؤخرا في حالة صحيّة منهكة بعد أن غادر المستشفى العسكري عندما تعرّض لأزمة صحيّة حرجة، في حين عبّر البعض الآخر عن حزنهم الشديد لفقدان الرئيس الأب الذي يتحدّث بلغة كل التونسيين والحامي للدستور وللحريات الفردية.

 في ذكرى عيد الجمهورية مات قائد الجمهورية ليخلّف لوعة في قلب كل تونسي تباينت الآراء واختلفت بين الحبّ والاحترام بين الحزن والاكتئاب، توشّحت مواقع التواصل الاجتماعي باللون الأسود وأعلنت رئاسة الحكومة الحداد الوطني لمدة 7 أيّام مع تنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية. وزارة الثقافة قررت إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات، وأعلن مجلس نواب الشعب الغاء الاحتفال بعيد الجمهورية الذي كان من المقرر أن تشرف عليه الرئاسات الثلاث.

 

 بإعلان هذه الفاجعة، توالت ردود أفعال وطنية ودولية كثيرة كلّها تنعى الفقيد الباجي قائد السبسي، الاتحاد العام التونسي للشغل قرّر تعليق كلّ التحرّكات النضالية المبرمجة وتأجيلها إلى مواعيد لاحقة وعبر عن مشاعر الحزن والألم لهذا المصاب الجلل متقدما إلى عائلة الفقيد وإلى كافّة الشعب التونسي بالتعازي. الشخصيات الوطنية والوزراء والسياسيين والفاعلين في الساحة الوطنية، إعلاميين وفنانين ونشطاء أعربوا عن تأثرهم وعبّروا عن حزنهم كلّ بطريقته، واستحضروا محطات القائد المخضرمة وصاحب المسيرة المهنية الثريّة.

في مثل هذه المناسبات تتوحّد الصفوف وهو ما أكده فعلا الشعب التونسي بتماسك كافة أطيافه، فغزت صور الباجي قائد السبسي، في مراحل مختلفة من مسيرته السياسية الحافلة، مواقع التواصل الاجتماعي.

 

نجل الرئيس الراحل، حافظ قائد السبسي نشر تدوينة قدم فيها التعازي للشعب التونسي معلقا "حمى الله تونس" وبيّن أن الرئيس أوصاه باستكمال المسار الديمقراطي دون اقصاء وأن يبقى الشعب موحّد بمختلف أطيافه السياسية وأن تخرج البلاد من المأزق الاقتصادي.

 رئيس الحكومة يوسف الشاهد أكّد أنه برحيل قائد السبسي تفقد تونس مناضلا وطنيا صادقا كان له دور أساسي ومحوري في إنجاح الانتقال الديمقراطي في بلادنا.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كتب تدوينة نعى فيها الرئيس الراحل وأكّد أنه فقد صديقا نذر حياته لخدمة بلاده وأفنى العمر مُرابطا من أجلها حتى تكون وتظلّ حرّة منيعة مدنية متأصلة حديثة أبد الدهر.

 رئيس الجمهورية الأسبق المنصف المرزوقي نشر نعيا لرئيس الجمهورية معزيا عائلة الفقيد وأصدقائه والشعب التونسي.

 وزير الخارجية خميس الجهيناوي بدوره استرجع محطاته مع رئيس الجمهورية واصفا الرئيس بالشخصية الاستثنائية التي أنقذت تونس في مرحلة حرجة، وأنه من رجالات الدولة الذي دافع عنها رغم اشكاليات الانتقال الديمقراطي. وحين تحدث عن اخر لقاء له مع الرئيس الراحل، غالبته الدموع ولم يستطع تمالك نفسه.

الأمين العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي كتب نعيا أشار فيه إلى أن التونسيين فقدوا زعيما من ركائز استقرار تونس بعد 2011، وانه فقد أب ومعلّم تتلمذ على يديه واستقى منه معنى خدمة الدولة واحترام مؤسساتها.

  القيادي بنداء تونس رضا بلحاج، يتأثّر حدّ البكاء وهو يستحضر بعض المواقف التي جمعته برئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي.

 

خميس أسود عاشته البلاد في تاريخ عيد وطني، الذكرى 62 لعيد الجمهورية، لتتحوّل الفرحة إلى دموع ووجوه شاحبة عبّرت عن تضامنها ووحدتها وألمها وثقتها في مؤسسات الدولة والانتقال الديمقراطي للسلطة.

هذا الخبر الأليم لم يقتصر على الساحة الوطنية بل تجاوز كل الحدود الجغرافية وكان محور حديث كل الوسائل الإعلامية الأجنبية ورؤساء الدول. العديد من قادة الدول العربيّة والأوروبية عبّروا عن أسفهم لوفاة رئيس الجمهورية وتوجّهوا للدّولة التونسيّة وشعبها بعبارات التعازي.

لمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبّرت عن خبر وفاة رئيس الجمهوريّة بقولها "نحن نبكي مع الشعب التونسي الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي"، ورئيس الوزراء الإيطالي توجّه بالتعازي للشعب التونسي.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نعى رئيس الجمهورية وأكّد أن مساهمته في تطوّر تونس وتعزيز استقرارها سيسجلها التاريخ.

الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح قال إن "الراحل سيبقى خالدا في ذاكرة الجزائريين الذين لن ينسوا مواقفه الخالدة تجاه الثورة الجزائرية استطاع أن يسير بتونس نحو الديمقراطية والتغيير السلمي وسيبقى من ألمع القادة الذين حازوا الاجماع".

 كما نعى الملك المغربي محمد السادس الرئيس الباجي قائد السبسي، واصفا إياه بأنه نذر حياته لخدمة تونس وساهم في بناء دولتها الحديثة.

 الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند تقدّم بالتعزية للشعب التونسي على إثر وفاة قائد السبسي وكتب '' بوفاة الباجي قائد السبسي تونس فقدت اليوم مدافع عن الديمقراطيّة وفاعل لا يمل من مقاومة الإرهاب''.

 

العديد من الشخصيات الدولية ورؤساء الدول العربية والأجنبية تفاعلوا مع هذا المصاب الجلل وتقدموا للشعب التونسي بالتعازي على غرار دولة قطر والبحرين وتركيا وليبيا والعراق وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

 رئيس بلدية نيس الفرنسية كريستيان ايستروسي وعضو البرلمان الفرنسي ايريك سيوتي ورئيسة بلدية باريس وسفير الاتحاد الأوروبي بتونس باتريس برغاميني والسفارة الامريكية بتونس، كذلك عبّروا عن حزنهم لوفاة رئيس الجمهورية.

 سبعة دول أعلنت الحداد لثلاثة أيام، هي الأردن، لبنان، فلسطين، الجزائر مصر موريتانيا وليبيا.

 

صدفة -سيخلّدها التاريخ- أن تتزامن وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم عيد الجمهورية التي أنقذها في عديد المناسبات وحافظ عليها.

 

وفاة رئيس الدولة قلبت عديد الموازين، فأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية ليكون يوم 15 سبتمبر2019، بعد الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية وسيكون موعد تقديم الترشحات بين 02 و09 أوت مع الإبقاء على تاريخ الانتخابات التشريعية.  وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون أن الدستور يفرض تعديل الروزنامة الانتخابية بعد حالة الشغور النهائي ووفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مبيّنا أن الدستور نص على تقلد رئيس مجلس نواب الشعب لمهام رئيس الجمهورية لمدّة محددة ما بين 45 يوما و 90 يوما.

 

اثر اعلان رئاسة الجمهورية خبر وفاة الرئيس، عقد كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس البرلمان محمد الناصر اجتماع طارئ بمجلس النواب ليعلنا أن رئيس البرلمان محمد الناصر سيتولى رسميا مهام رئيس الجمهورية كما ينص عليه الدستور. وأدى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر اليمين الدستورية أمام النواب بمكتبه ليكون بذلك رسميا رئيس الجمهورية المؤقت.

 

تداول نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي إجراءات الانتقال السلمي للسلطة بكل فخر واعتزاز وأشادوا بالإجراءات القانونية المتبعة لتولي محمد الناصر مهام رئيس الجمهوريةّ في ردّ شديد اللهجة عن بعض وسائل الاعلام الأجنبية التي ما انفكت تتحدّث عن الصعوبات التي ستعرفها تونس لتحقيق الانتقال السياسي خاصة مع غياب المحكمة الدستورية.

 

ما إن تمّ الإعلان عن وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، حتى انشقّت فئة قليلة من التونسيين ينتقدونه ويشوّهون مسيرته ولم يفوّتوا فرصة التهجّم عليه فكانت إجابة الرئيس المؤقت محمد الناصر كافية لإسكاتهم "رحل الرئيس وبقيت الجمهورية...عاشت تونس وعاشت الجمهورية...تونس الثورة وإن كرهوا ذلك".

 

مروى يوسف

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter