alexametrics
الأولى

فيروس كورونا - عودة على أهم المستجدات

مدّة القراءة : 4 دقيقة
فيروس كورونا - عودة على أهم المستجدات

 

 

أول جرعة أمل منذ ايام من الديستوبيا، سجلها مستشفى فرحات حشاد بسوسة حيث تماثل المصاب عدد 1 الى الشفاء كليا بعد 15 يوما من المراقبة الطبية وصدر تحليله سلبيا، وسيمتثل الى المراقبة الطبية لأيام أخرى قبل أن يغادر المستشفى نهائيا. أول تونسي تسجل اصابته بالفيروس صار الان سليما منه، فيما يواصل من جهة اخرى عدد الاصابات في الارتفاع.

 

 

أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي. كان حضور رئيس الجمهورية مساء اليوم رغم تأخره، وتمسكه بالعربية الفصحى، مطمئنا لملايين التونسيين الذين علقوا أعينهم بالشاشات بحثا عن قرار يضمن سلامتهم ويحتوي قلقهم.

 

قيس سعيد أعلن، بعد مقدمة انشائية طويلة، حظر التجوال من الساعة السادسة صباحا الى السادسة مساء، ودوريات مشتكرة بين الأمن والجيش الوطنيين.

 رئيس الجمهورية أكد أنه لاضرورة للهلع وأن الأزمة ستمر، مشددا الانغلاق على الذات ليس حلا عادلا. دعا كذلك الى أن التبرع بنصف الرواتب، وعلنا انه سيكون أول المتبرعين. خاطب سعيد التونسيين حاثا اياهم على التزام منازلهم الا للضرورة القاهرة، وكانت الكلمات المحورية في كلمته، الوعي، والانضباط.

 وجه سعيد دعوة الى المؤسسة التشريعية  لوضع قوانين لتجنب اثار الأزمة، ومنها جدولة الديون، مفسرا أن  المؤسسات المالية   المقرضة يجب أن تتفهم الوضعية الاقتصادية  "من اجل الانسان ". وختاما، وجه سعيد الشكر للاطار الطبي وشبه الطبي والى كل التونسيين لتطوعهم من اجل تقديم المساعدات اللازمة.

 

ورغم أن الخطاب انطلق بمقاربة تشريك الدولة والشعب في تحمل المسؤولية وتفسير الدور المحوري للفعل المواطني في ادارة وتخطي الأزمة، الا أن كلمة الرئيس دامت  قرابة العشرين دقيقة، ولم تأت سوى بقرار يتيم. كان الخطاب، غارقا في الانشائية والأوصاف والنعوت، جافا من الأرقام والمعطيات العلمية والأمنية المحينة       لكن حضور الرئيس بعد اسابع من الغياب، كان ايجابيا لادخال الرئيس في الصورة العامة التي لم يظهر فيها سوى وزير الصحة ورئيس الحكومة، تقاسم المسؤوليات والأدوار دليل على تعاضد هياكل الدولة  وتماسكها.  الشعب انتظر كلمة الرئيس، وأتت.

 

نصاف بن عليا، شكري حمودة وعبد اللطيف المكي، ثلاثة أطباء من اختصاصات مختلفة كانوا الوجوه الاعلامية لوزارة الصحة في ماراثون حاسم على مدى الاسبوعين الفارطين بندوات صحفية يومية لتقديم الارقام المحينة حول انتشار فيروس كورونا، وخلف الكواليس مئات من كوادر الوزارة والأطباء والمتطوعين خلايا نحل على مدار الساعة لاستباق الازمة قبل أن تحدث، علما وأن تونس انطلقت في اجراءات المرحلة الوبائية الثالثة بأقل من 20 حالة اصابة. الرقم المحين لليوم 17 مارس 2020 هو 24 حالة.

 

كان حدث أمس الاثنين الخطاب المنتظر لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ الذي أعلن فيه عن اجراءات اضافية، لكن المزاج العام لم يكن راضيا عن الأداء الاتصالي للرجل الذي ياتي ثاني خطاب له على التوالي بعد تنصيبه في اطار وضع صحي خطير وأزمة تتربص بدولته، من سوء حظه. سقط التونسيون في فخ المقارنة العاطفية بين الاجراءات التي اتخذتها فرنسا وخطاب رئيسها ايمانويل ماكرون. خطابان في السياق ذاته والزمن ذاته لكن مع وقائع وامكانيات مختلفة للبلدين. منذ اسبوعين كان الرئيس الفرنسي يصطحب زوجته الى مسارح باريس ويدعو الفرنسيين الى عدم تغيير نمط عيشهم. الان تعد فرنسا واحدة من بؤر تفشي كورونا في أوروبا اثر ايطاليا باكثر من 130 وفاة و قرابة 6 الاف اصابة ولذلك تم التصعيد في القرارات التي اعجبت التونسيين اكثر من الفرنسيين. تونس على الضفة الأخرى من المتوسط بوضعها الاقتصادي الصعب، انطلقت في الخطة الوطنية لمكافحة الفيروس منذ أكثر من شهرين، وانتقلت في شهر مارس الى اجراءات مشددة تعلن المرحلة الوبائية الثالثة رغم ان عدد الاصابات قليل نسبيا.

اجراءات المرحلة الوبائية الثالثة

اجراءات اضافية

الرجل الأول في وزارة الصحة لم يتسنى له حتى التعرف على أعضاء ديوانه وانطلق منذ عشية توليه الوزارة في العمل على مواصلة الخطة الوطنية لمجابهة الفيروس التي انطلقت مع حكومة يوسف الشاهد، لتتعزز الخطة بأخرى استراتيجية وقع ضبطها مع الوزارات المتدخلة وتحيينها في كل مجلس وزارية وفق تطور الاوضاع. رغم  أن عبد اللطيف المكي ابن الحزب الاسلامي الذي قضى 9 سنوات في الحكم دون اصلاحات جذرية في قطاع الصحة، الا أن عظمة المسؤولية التي يتقلدها في أخطر وضع صحي من عقود، تعفينا ولو وقتيا من التعامل معه على اساس انتماءه الحزبي والتعامل معه بصفته الحكومية.

قيس سعيد، رئيس الجمهورية، لا مداخلة له الى حد ساعة كتابة هذه الاسطر، القائد الأعلى للقوات المسلحة يواصل نشاطاته الرئاسية المعتادة ويلتقي الوزراء دون أن ينبس بكلمة فيما يتعلق بكوفيد-19، الفيروس الذي غير شكل العالم وأفرغ ساحات أكبر الدول وهدد كبرى الشركات الدولية واصيب به  رؤساء وسياسيون..

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter