الحصانة تُبيح لسيف الدين مخلوف ارتكاب الجرائم والإعتداء على هيبة الدولة
أسلوبهم التكفير والترهيب واستعمال العنف والشتم والإعتداء على الآخرين سواء ماديا أو لفظيا، هم نواب ائتلاف الكرامة الإسلامي الذين أفرزتهم انتخابات 2019، وبرزوا في البرلمان بمداخلاتهم التكفيرية وافتعالهم للمشاكل والصراعات واستهدافهم اللامحدود لإتحاد الشغل وللصحفيين وكلّ الناقدين لتصرّفاتهم العدائية.
ائتلاف الكرامة الإسلامي الذي بات معلوما إلى العلن أنّه ''باراشوك'' النهضة، يدّعي تموقُعه في المعارضة في حين أنّه لا يُمثّل شيئا دون مساندته لحركة النهضة وقلب تونس في تعزيز منه لحزام حكومة هشام المشيشي. سيف الدين مخلوف رئيس كتلة هذا الإئتلاف الإسلامي أصبح ''أشهر من نار على علم'' في ''البلطجة'' و ''العربدة'' وسوء التقدير، هذا النائب لا يعترف بالمقامات ويفعل ما يحلُو له تحت غطاء حركة النهضة حتى أنّه لُقّب ''بالطفل المُدلل لدى الغنوشي'' وفقا للرأي العام.
في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ تونس، أقدم النائب الإسلامي سيف الدين مخلوف على اقتحام مطار تونس قرطاج الدولي مساء يوم أمس الإثنين وأحدث حالة من الفوضى والشغب وتطاول على العاملين في المطار من عملة وأعوان أمن. مخلوف قام بهذا التصرّف اللامسؤول مُدافعا عن إمرأة تمّ منعها من السفر نظرا إلى وجودها في قائمة الإجراء الحدودي S17. وكما يعلم الجميع أنّ هذا الإجراء تُشرف عليه وزارة الداخلية إذ يتمّ من خلاله منع بعض المواطنين التونسيين المتعلّقة بذمتهم شبهات الانتماء إلى تنظيمات إرهابية أو تبييض الأموال من مغادرة التراب التونسي أو من السفر من ولاية إلى أخرى داخل تونس دون الخضوع إلى استشارة.
سيف الدين مخلوف المعروف بالدفاع عن الأشخاص المتعلّقة بهم شُبهات إرهابية أو العائدين من بؤر التوتّر، تحوّل في لمح البصر إلى مطار قرطاج واحتجّ عن منع المرأة من السفر ودخل في صدام مع كاتب عام النقابة الجهوية لأمن مطار تونس قرطاج أنيس الورتاني وهدّده بعدم مغادرة المطار إلاّ في صورة تمّ السماح لتلك المرأة بالسفر. النائب الإسلامي مخلوف معتمدا أسلوبه الساخر الرديء وصف وزارة الداخلية بوزارة إرهابية واعتبر أنّ الأمن هو صانع الإرهاب في تونس ونصّب نفسه حاكما وصاحب قرار بعد أن أعلن ليلة البارحة أنّه لن يُغادر مطار قرطاج إلاّ بإلغائه للإجراء الحدودي S17.
ظهر سيف الدين مخلوف ليلة البارحة في مطار قرطاج وكأنّه أحد المجرمين الذين تمّ إطلاق سراحهم في عفو رئاسي وعاد إلى افتعال المشاكل، حالة من الذهول أصابت الحاضرين في المطار وكلّ المشاهدين للفيديو الذي نشره على المباشر أثناء اقتحامه للمطار. تبيّن للعموم أنّ مخلوف وائتلافه الإسلامي أصبحوا قوّة كبيرة لا أحد يُمكنه ردعها أو وضع حدّ لها وكانوا باقتحامهم مطار قرطاج الدولي قد داسوا على مؤسسات الدولة وهيبتها تحت غطاء نائب شعب مُتمتّع بالحصانة.
اشتعل موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك ليلة البارحة بمنشورات سب وشتم ونقد للنائب الإسلامي سيف الدين مخلوف ولأعضاء ائتلاف الكرامة، رواد الفيسبوك والرأي العام التونسي استنكروا اقتحام مطار تونس قرطاج الدولي وندّدوا بالإعتداء اللفظي والمادي الذي تعرّض له الأمنيين بالمطار واعتبروا أنّ ما قام به مخلوف له دور كبير في إسقاط الدولة وترذيلها والحطّ من سيادة مؤسساتها. كما أنّ العديد من الأحزاب السياسية أبدت غضبها واستنكارها من الإعتداء على مطار تونس قرطاج من قبل مخلوف وجماعته على غرار حركة تحيا تونس التي اعتبرت أنّ تلك التصرفات فوضوية وذات خطورة على الأمن القومي التونسي، ودعت النيابة العمومية للتدخل لفرض الانضباط بالوسائل القانونية. أما كتلة الإصلاح في البرلمان قد اعتبرت أنّ ما قام به نواب الإئتلاف الإسلامي هو نوع من ''التصرفات البلطجية'' وحمّلت كتلة الإصلاح النائب سيف الدين مخلوف ومن معه مسؤولية ما حصل من اعتداء على الدولة وأعوانها أثناء ممارستهم لعملهم وحمايتهم لحدودها واحترامهم للإجراءات المعمول بها.
كما أبدى اتحاد الشغل غضبه واستنكاره لما قام به نواب ائتلاف الكرامة، وفي بيان تمّ إصداره ليلة البارحة، وصف الإتحاد تصرفات مخلوف ونواب الكرامة بالهمجية واعتبر أنّ ما قاموا به تلبسا يستوجب رفع الحصانة وتتبع المعتدين قانونيا. وأضاف اتحاد الشغل في بيانه أنّ ''ائتلاف الإرهاب والشر والظلام وحلفائها'' تواصل الإمعان في التغطية على المأزق الذي أدخلت فيه البلاد وتواصل لعبة إلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية ولا تتردد في الاعتداء على الأحزاب والمنظمات وأجهزة الدولة والتطاول على القانون في عربدة وبلطجة تذكرنا بعربدات تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي. أنيس الورتاني كاتب عام النقابة الجهوية لأمن مطار تونس في تصريح إعلامي له اليوم الثلاثاء، أكّد أنّ سيف الدين مخلوف ونواب ائتلافه الإسلامي قاموا بالاعتداء اللفظي والجسدي على أحد الأمنيين وواصلو استفزاز بقية الامنيين الحاضرين، في محاولة منهم لتمرير السيدة بالقوة مستعمل خطابا فوقيّا ومهددا أعوان الأمن.
''صورة تونس لدى المسافرين ووسائل الإعلام تشوهّت في مقر سيادي ووطنيّ، أصّروا على استفزاز العملة والموظفين، يوجد ارادة لاسقاط الدولة، نواب الكرامة وصفونا بأننا منظومة بن علي وأنهم سيُسقطوننا وأنهم هم السلطة الحقيقية لا وزارة الداخلية، أحد أنصار ائتلاف الكرامة اراد الدخول بالقوة للمنطقة المحجرة واعتدى على عون أمن في باب الرحيل لأنه منعه من المرور واعتدوا على زميلنا بالعنف وقاموا بتمزيق ملابسه، أصروا على تمرير سيدة مشكوك في أمرها وتسفيرها رغما عن الأمن ورغما عن الدولة، أرادوا تجاوز القانون والاعتداء على الدولة ونحن تصديّنا لهم'' كان هذا تصريح الورتاني الذي يؤكّد ضعف الدولة ومفاصلها أمام عربدة وهمجية مخلوف وأتباعه.
ما لاحظه الرأي العام التونسي ليلة البارحة بعد اقتحام مطار تونس قرطاج من قبل النائب الإسلامي العنيف سيف الدين مخلوف هو مدى قوّة هذا الشخص وغطرسته وعدم احترامه لمؤسسات الدولة وفي المقابل لاحظ التونسيون سكوت رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدم تفاعل حركته مع تلك الحادثة كما تفاعلت بقية الأحزاب. المُلمّ بالمشهد السياسي يعلم انّ الغنوشي لا يُمكنه إيذاء ابنه البارّ سيف الدين مخلوف خاصّة وأنّ ائتلاف الكرامة الإسلامي سيساهم في استمرار حكومة المشيشي وضمان استمرارية الغنوشي على رأس البرلمان. في حين أنّ رئيس الحكومة هشام المشيشي تحوّل على عين المكان بعد أن قامت نقابة مطار قرطاج بطرد سيف الدين مخلوف ونواب ائتلاف الكرامة ووجّه رسالة طمأنة إلى الأمنيين مؤكّدا لهم انّه تمّ فتح تحقيق ضدّ مخلوف ونواب الكرامة، قام بذلك محاولة منه لردّ اعتبار هيبة وسيادة الدولة لا أكثر.
راشد الغنوشي أصدر اليوم موقفه من اقتحام مخلوف لمطار قرطاج من موقعه كرئيسا للبرلمان وليس كرئيس لحركة النهضة، حيث أعلن مساعده المكلف بالإعلام والاتصال، ماهر مذيوب، أنّ الغنوشي عبّر عن انشغاله الشديد بتكرار الانحراف عن الوظيفة الرقابية لأعمال مجلس نواب الشعب والذي لوحظ خلال الأيام الأخيرة سواء من خلال محاولة اقتحام مقر جمعية مدنية، أو ما حدث أمس في مطار تونس قرطاج الدولي. وكشف أنّ الغنوشي قد دعا كلّ الأعضاء كنواب ورجال دولة الى الالتزام بواجب التحفّظ، حيث أن كلّ الأعمال الرقابية تمر حتما عبر الآليات الدستورية والقانونية من خلال الأسئلة الشفاهية والكتابية، وعبر التواصل المباشر مع الوزراء أو المسؤولين المحليين والجهويين، مؤكّدا ضرورة أن تعود هذه الوظيفة الهامة الى مسارها الدستوري الصحي.
نواب ائتلاف الكرامة الإسلامي ورئيس ائتلافهم سيف الدين مخلوف في رصيدهم العديد من الإعتداءات على المؤسسات السيادية والتاريخ لا يرحم، في ماضٍ ليس ببعيد شهد بهو مجلس نواب الشعب يوم 10 جويلية 2020، حالة من الفوضى بعد أن تعمد سيف الدين مخلوف إدخال شخص ينتمي الى ائتلاف الكرامة الى المجلس بالقوة بعد أن منعه الأمن الرئاسي من الدخول بعد أن تبيّن أنّه ينتمي إلى قائمة s17. وتوجّه مخلوف للأمن الرئاسي قائلا ''يا انا يا انتم هنا- و –بن علي مات''. كما تدخّل مخلوف في اعتصام عبير موسي بشارع خير الدين باشا واعتبر نفسه وزيرا للداخلية ليقرّر حل اعتصام موسي من أمام مقر علماء المسلمين وقام بإهانة موسي من خلال فيديو نشره على الساعة الثالثة فجرا، ووصفها عدة مرات بـ (القردة، القذرة،الفاسدة والعاهرة) معترفا بأنه يلعب دور الأمن الموازي لفضّ الاعتصام. وتم تصوير الفيديو في الثالثة فجرا بينما يخضع بقية المواطنون لحظر تجول من الساعة 10 ليلا، إلا أن سيف الدين مخلوف لا يأبه للقوانين، يخرقها بابتهاج لأنه يتمتّع بحصانة تسهل له الإفلات من العقاب.
اقتحام مطار تونس قرطاج الدولي من قبل النائب الإسلامي سيف الدين مخلوف ونواب ائتلاف الكرامة الإسلامي يُعدّ اعتداء صارخا على هيبة الدولة وسيادتها، كلّ الأحزاب والقوى المدنية واتحاد الشغل أدانوا أسلوب البلطجة والهمجية إلاّ أنّ حركة النهضة التزمت الصمت كي لا تخسر حليفها ورئيس الحكومة الذي تدخّل متأخرا ليُعلن عن تتبّع مخلوف ونواب الكرامة قضائيا لن يتخلى عن حزامه البرلماني كي لا يخسر موقعه ويُسهّل استقالته.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires