06 فيفري : حيّ ولا مات ؟
طول عمري يقولولي " بالوقت، كل حاجة تشدّ بلاصتها " ، "الوقت يبرّد" ، "مع الوقت كل شيء يفوت " .... موش صحيح كذبوا عليا و أنا نكره الكذب ! توة 7 سنين و كل عام و كل يوم و كل لطخة تصير في البلاد إلا و نعاودو في مخاخنا الي هرّاها التخمام ,الي صار في البلاد من 17 ديسمبر 2010 لليوم . همّ البلاد نبت فينا و في رواحنا تعب و حيرة و دموع , ساعات تهبط , ساعات توحل و تزيد في خنقتنا .
توة 7 سنين من 06 فيفري 2013 وقتلي الدمّ سال في شوارع مدينة حزينة ماليها سكات الموت . توة 07 سنين ملي رصاص الغدر و الخيانة طفاو تبسيمة شعلت شمعة في عتمة ليالينا . توة 7 سنين و صوتو و هو يغني "حياك بابا حياك" ساكن فينا . توة 7 سنين و دموع بسمة و ندى و نيروز مضبّبين عينينا و لا عرفنا بردنا ولا نسينا ! كلّ ما تشتد الأزمة السياسية في البلاد و منسوب العنف يطلع داخل المجلس ولا خارجو إلا و كلنا نتفكروا 06 فيفري 2013 و الكارثة الي قمنا عليها التوانسة .
اليوم كيف برشة توانسة ، عبد يدور و يسمع و يتفرج و يقرأ كل ما يتعلق بشكري بلعيد و اليوم استوقفتني يمكن أكثر مالسنين الي فاتوا جنازتو و وجوه التوانسة الي هبطوا نهارتها بالآلاف للجنازة . و سألت روحي : وينهم ؟ وين مشاو التوانسة هاذوكم ؟ التوانسة الي توحدوا نهارتها و رفعوا شعارات واضحة لا غبار عليها آش صارلهم ؟ زعمة نساو ؟ زعمة حيين ؟ زعمة خرجوا من تونس ؟ زعمة خلاّو أهل البلاء في البلاء ؟ زعمة مازالوا يحبوا تونس ولا بردت المحبة ؟ زعمة حي شكري فينا حي و لا مات ؟
كان نقارنو أول ذكرى اغتيال بلعيد و الذكرى السابعة نعرفوا الي الجمرة طفات . الجمرة الي ساعة ساعة هيئة التحقيق في إغتيال الشهيد بلعيد و البراهمي تنفخ عليها شوية هواء ببعض التقارير و المعطيات و المعلومات المرعبة كيفما الغرفة السوداء و تقوم معمعة و تاكل الدنيا بعضها أيامات و من بعد نرجعوا و كأن شيئا لم يكن!
و نرجعوا للتفاوض و الحديث و التحاور مع ناس ثبت تورطها في إغتيال بلعيد. بعد تشتت الجبهة الشعبية و الحرب الي قامت على الزعمات الفالصو و على الكراسي إلي ما ثماش اليوم نشوفوا غياب تام ولا كلي لكلّ حدث لإحياء ذكرى الإغتيال ما عدا شوية عباد تلموا الصباح في المنزه السادس و كأنو موت شكري بلعيد حادث عرضي و لا جريمة قتل عادية . إنو في مثل هالنهار ما صار شيء في الشارع و تواصلت الحياة و كأن شيئا لم يكن فهذا بالنسبة ليا شخصيا هو الإعلان الرسمي عن موت اليسار التونسي من جهة و عن ضعف المشروع الي حملوا شكري بلعيد . و كيف نراو المناورات و قلبان الفيستة و التكمبين : ناس ولات ماعادش تحشم حتى من راوحها و فاقدة لكل مصداقية و لكل ثقة على ما كل مرة يباتوا في شان و يصبحوا في شان تأكدلنا إنّو إذا ثمة برشة حاجات ماتوا مع شكري بلعيد : أولهم هي الثبات على المبدأ .
نبهت اليوم إنو المؤسسات الرسمية للدولة تسجل صمت رهيب و ما تعطي حتى موقف أبدى من رئيس الجمهورية اللهم كان بالنسبة ليهم شكري مشكلة و تحلّت . إغتيال بلعيد هو حدث وطني حسب رايي أهم من صفقة القرن إلي خرجت عليها مسيرات أما إذا ثمة مصيبة حلّت بينا ، إنو ماعادش نعرفوا نرتبوا الأولويات و لا نعرفوا نخوضوا المعارك اللازمة في وقتها : داخلينها فركة و عود طحب و قهيوة في حي التضامن ....
إذن و فبحيث يرحم الحيين قبل الموتى و يرحم الشعب التونسي على المعاناة الي يعيش فيها توة سنين و الي حسب ما نراو ماهياش بش توفى في القريب العاجل.
تعليقك
Commentaires