25 جويلية : ايه و من بعد ؟
عندي مديدة كيف اخترت اني التزم الصمت و ما نغوصش في تحليل الأوضاع لعدة أسباب . أولها إني كنت من بين المساندين لحراك شعبي يوم 25 جويلية مطلبو إيقاف أشغال البرلمان و تطبيق الفصل 80 . نذكروا بعضنا إنو وقتها وضع البلاد و خاصة الصحي شوية و نطيحوا في هفهوف بلا قاع : 20 ألف مواطن و مواطنة فقدوا الحياة و حكومة متلاهية تعوم وتتشخلع و لا تلاقيح و لا أوكسيجين ولا هم يحزنون . ثانيا لأني كنت من المساندين للرئيس قيس سعيد في قراره التاريخي بتجميد مجلس نواب الشعب : المهزلة لازمها تاقف و نذكروا بعضنا إنو عندنا 3 سنين و نحنا نقولوا شكون بش يزفر راهي خلت . و ثالثا لأني بعد خذيت عطلة و قررت نفّس على نوروناتي الي لازمني نحضرهم للموسم الجديد .
ايه و توة ؟
توة قريب شهر و نصف بعد قرار تجميد مجلس نواب الشعب ، يبدو إنو الصورة ماشية و توضاح على الأقل على مستوى كنت ديمة نحكي فيه هوني : الوطنية و السقوط الأخلاقي . إذا الدول تنجم تستعيد عافيتها الإقتصادية و تراجع سياساتها العمومية فإنه صعيب برشة إذا استفحل فيها بعض الداء و الأمراض كيفما : الفساد و المحسوبية و الثلب و الكذب و العنف إنها تسترجع عافيتها بسهولة خاصة و إنو في المقابل ما ثماش بديل لا فنيا و لا إعلاميا و لا ثقافيا و لا اجتماعيا .
الهمجية الي ولات تحكم في المشهد السياسي و الابتذال الي طغى في الشأن العام مع الاقتصاد المتدهور و الوضع الاجتماعي المتأزم هزونا لهاوية وقفها قرار 25 جويلية : غياب الثقة التامة للمواطنين في دولتهم . و غياب الثقة أخطر على تونس من كل المخاطر الي تنجم تتهددها أمنية كانت أو وبائية أو اقتصادية .
مؤشرات الثقة الي خرجوهم كل شركات سبر الأراء كانوا في الروج و في العالم هوما من أساسيات الحكم على وجود أو غياب الديمقراطية . الشعب في واد و الطبقة السياسية الحاكمة وحتى المعارضة في واد آخر : كل واحد يحكي و جناحو يرد عليه : منسوب النقمة ماشي و يكبر و منسوب العنف معاه و الدليل اللي صار في 25 جويلية و وقتلي تحركت كل الجهات تقريبا لمقرات حركة النهضة رأسا و خلعتها و مارست العنف . و يبقى السؤال : اذا رئيس الجمهورية ماخذاش قرارات 25 جويلية هل إنو الشعب كان بش يرجع يركش و يرجع يتفرج ؟ مطلقا لا . الناس وصلت لحالة من الإختناق و "الغمّة" و اليأس الي كانوا مخلينهم متسعدين لأتعس السيناريوات . نفس منسوب الثقة و الأمل من نفس الشركات ارتفع بطريقة ملفتة للانتباه لدرجة انو بعض المعارضين و المعادين لقيس سعيد يقلك أرقام بن علينية بما إنها تتجاوز 90% . و لكن الكلنا نعرفو انو التوانسة شافوا بعد 25 جويلية إمكانية إسترجاع دولتهم الي حسّوها طيلة العشرية الي فاتت في خدمة مصالح المستكرشين و الفاسدين و المرتشين .
استرجعنا الثقة : و من بعد ؟
للأسف المتفرج فارس و لا يمكن قيس سعيد موش واعي بدقة الوضعية الحالية . الأمل كان من المفروض إنو يكون باب لإرساء عادات اتصالية و سياسات دولة جديدة تقوم أولا على الحوار والتحاور ( موش مع من ساهموا في الخراب أو على الأقل موش قبل المحاسبة ) و قايمة على الشفافية . الحوار و الشفافية مع بعض الأطراف الوطنية والمنظمات و لا مع الشعب بيدو عبر الإعلام العمومي و الخاص و عبر نقاط إعلامية دورية و منظمة هوما القادرين على استرجاع ثقة المواطن في دولتو و على ثقة المواطنين بما في ذلك المعارضين في إمكانية تحقيق أهداف يلتقى حولها الجميع و هذاكة السبيل بش الناس الي اليوم طارحة على نفسها إنقاذ تونس تلقى نوع من المساندة تخليها تكون أنجع . للأسف لحدّ هاته اللحظة عشنا العكس تماما .
ناس لاوطنيين مستقوين بالأجانب يصولوا و يجولوا في العالم و في المنابر الإعلامية مقابل مؤسسة رئاسة جمهورية ملتزمة بالصمت . و الحق اليوم آخر إنتظاراتنا مداهمات لمخازن مصورة بطريقة تمجيد قيس سعيد و كأنه حامي حمى الوطن . اليوم إنتظاراتنا هي إنو رئيس الجمهورية يوضحلنا الصورة و يفسرلنا و يحكي معانا و إذا الشعب اقتنع فأكيد بش يواصل يساندوا و إذا ماكانش ثمة اقتناع وقتها للأسف لازم و فوق من قلوبنا نرجعوا بلحق لحوار وطني يساهم فيه الجميع حتى الفاسدين و المرتشين و المارقين على القانون . المسؤولية إذن في جرة جملة من التراكمات الخاطئة خلات اليوم قيس سعيد يتحول من موقع المنقذ للدولة إلى عدو الديمقراطية .
أما يبدو إنو قيس سعيد عندو باروماتر آخر و طريقة أخرى بش يحسب بيها رضاء أو عدم رضاء التوانسة عليه . يبدو إنو رئيس الجمهورية إختار الصمت وسيلة للقطع مع جملة من المكونات و من العادات الي جرى بيها العمل بش يتوجه لناخبيه و للمواطنين من زاوية أخرى ماريناهاش في العشرية الي فاتت . سياسة اختاروها بعض قادة الدول الأخري كيفما ترامب الي كان في شبه قطيعة تامة مع وسائل الإعلام الكلاسيكية لكن تونس موش أمريكا و الممولين و الداعمين شادينا ماليد الي توجع خاصة كيف تبدأ بيادق المجمدين تحفر و تعمل في الضغط بش المنظومة السابقة ترجع وكأن شيئا لم يكن .
ايه و من بعد ؟
الحق لازم حوار مباشر مع المواطنين الي أكيد بش يتابعوا العالم بكل انتباه و توضيح خارطة الطريق و نحنا ماناش مطالبين لا نرجعوا للكتب و لا نقراو في عالم الغيب الي فينا مكفينا . نحنا نحبوا نفهموا أرواحنا كتوانسة وين ماشين : الأمل: الباهي فيه ينعوش و فقدانو قد يطيح بدول موش بقادة . في انتظار قرارات الرئيس ...
تعليقك
Commentaires