عاش شاهي عنبة مات علقولو عنقود
جينا في وقت موش مواتي ... موش كان نحنا بركة قلناها ، قالوها قبلنا و بش يقعدوا يقولوا فيها . أما نحنا جينا بلحق في وقت موش مواتي . جينا في وقت كباراتنا و ذاكرتنا و كلماتنا و ألحاننا ضايعين، تايهين، هايمين. الجمعة هاذي تونس خسرت في سكات كبير و لاّ علقليلة في كلام ما يفيش بالغرض ؛ خسرنا فنان تونسي ماعادش ثمة كيفو برشة عبد الرزاق قليو.
عبد الرزاق قليو هو "أنا الي صنتك يا وردة " ، "مظلومة يا دنيا " ، "صدقتك و كذبت كل حكاية" ، برشة فنانين كان موش هو راهم ما عرفوش النجاح الي عرفوه كيفما سمير لوصيف.
الفن الشعبي ، الفن المحقور الي توة بداو التوانسة يستعرفوا بيه و ولينا نلقاوه مبرمج في سهريات في الضاحية الشمالية، ترفعت عليه الإقامة الجبرية و خرج من الاحياء الشعبية. الفن الشعبي الي كيف يتسمع تهبط بكلها كالغني كالفقير الحزام خدّام و كلها تلقى روحها في غناية و في كلمات تكتبوا و تغناو بالجواجي . الفن الشعبي الي في إفتتاح مدن الثقافة و في المناسبات الرسمية يغيب و نغيّبوه و نستدعاو فنانين و فن أخرين متع ناس رقّي خاطر المزود للزبراطة و لل"ڨعار" و لجماعة وراء البلايك . السياسة هاذي متع التهميش خلات ناس كيفما عبد الرزاق قليو يموتوا و يفناو في سكات و في ظروف ما تليقش بمكانتهم و بلي كتبوه و غناوه و موش هو بركة نتفكروا كيفاش ماتت فاطمة بوساحة . جينا و جاو في وقت موش مواتي : وقت إعتبرو فيه الفن الشعبي و ناسو فنانين صنف ثاني و عاناو في حياتهم كيفما في موتهم من ناس ناكرة لأصلها ، ناس كيف قنديل باب منارة ما ضوات كان عالبراني .
غنايات عبد الرزاق قليو ما ثماش محفل و لا سهرية تونسية ما تغناوش فيها، و تعاودوا و صنعوا أسامي منهم فهمي الرياحي في الجيل الجديد أما لا صوردي لا خروبة و لا صحة و لا بارك الله فيك. لا حقوق تأليف و لا وزارة عملت الي تنجم بش تحميهم و تخليهم يكلوا أعمارهم كيفما يستحقوا . نعيشوا في بلاد مسخت جلدتها و باعت تاريخها و أصلها و بدلتوا و يا مبدْل لحية بلحية تعيش و تموت حزين .
علي سعيدان خصصّ كتاب لها الموضوع " La Saga du Mezoued " و حلّل هالموضوع مليح و للي يحب المزود ننصحوا يقراه .
8 سنين بعد ثورة لبسنا فيهم تونسي و رجعنا للبستنا و لحرفتنا قيمتها و همتها و ولينا نراو التوانسة يلبسوا الجبة و الدنڨري و الشاشية و رينا حتى السفساري في بعض المناسبات ، شعملنا في فننا و في فنانينا ؟؟؟ ما عملنا شيء !! خاطر عاش شاهي عنبة ، كيف مات علّقولوا عنقود و خسرنا على عبدا الرزاق كيفما لغيرو و متأكدة كيف لبرشة بعدو شوية عناوين و صفحات في مواقع الإعلام التونسي الي كيف تحلهم تحشم و تموت بالقهرة " وفاة الفنان الشعبي عبد الرزاق قليو و من أشهر أغانيه مظلومة يا دنيا" . غدوة بعد عام، عامين ، بعد عشرات السنوات إلّي يحب يعرف شكونوا عبد الرزاق الأكيد صعيب إذا موش مستحيل يلقى مرجع و لا نص ولا كتاب يحكي عليه و يمشي فيبالو الي مثلا غناية مظلومة يا دنيا غناية واحد آخر هو معاودها موش متاعو و كيف عاودها نسى و ينسى يفكرّ في
كل مرة إسم مولى المول .
رزوقة ولد باب سويقة ، ولد حومة الهادي حبوبة، قرا في الحلفاوين .... يتعدّى على حوانت المزاودية المطماطي ... بوعكاز ... و غيرو اول خدمة خدمها درابكي وقتها عمرو 14 سنة ... خدم في النوبة كبنادريو غنا في اخر عرض النوبة
"على رايس اللبحار" غناها و هو واقف و ساقو على كرسي و يبندر. رزوڨة ما غناش كان يا مظلومة يا دنيا و لا موال عجايب الي ريناه في مسلسل من مسلسلات رمضان . عمل ارقصو بالواحد الدار ضيقة، عمل يا مرسول سبڨ سبڨ ... خمسة و الخميس عليكم .... و برشة تحف فنية كيفما غناية المرحوم، الي فيها يقول :
عديت عمري نڨول سماح
شايف الظلم بعينيا
عايش نزرع في الأفراح
و أنا الحزن معشش فيها
عجايب كيف جاكم خبري
و يا ناس حضرت المنية
جيتوا تتباكوا على ڨبري
شفوا الدنيا آخرتها شنية
منكم ليها خوذوا الدنيا الي فيها
و يا صاغيها أنا عندي ليك وصية
اصبر عالشدة ما تملش
وأرفع راسك ما تذلش
ڨول للطاغي المتكبر
و للڨاسي الي بمالوا اتجبر
ڨول للجاهل و الظالم لو تملكها كنوز العالم
ڨلوا كانك ناسيها لا بد هالحفرة تجيها
و آخر المحطة هاذيا ....
يرحمو و يصبر أهلو و الي يحبوه على فراقو و يصبرنا نحنا الي مازالنا نمّنوا بأصلنا و خاصة بالذاكرة ... تاريخنا و موزيكتنا قاعدين يضيعوا و يموتوا و يتدفنوا تحت التراب و يا خيبة المسعى ... خاطر شعب بلا ذاكرة هو شعب بلا حياة و لا مستقبل.
تعليقك
Commentaires