بعد رفض المشاركة في مؤتمر برلين: هل اضاعت تونس على نفسها فرصة للتواجد ضمن صانعي القرار؟
محسن مرزوق: كان على تونس المشاركة في مؤتمر برلين
دول اوروبية تستغرب رفض تونس المشاركة في مؤتمر برلين
تونس ترفض حضور مؤتمر برلين حول ليبيا
اعتذرت تونس، أمس السبت 18 جانفي، عن عدم تمكنها من المشاركة في المؤتمر الدولي ببرلين حول ليبيا، بسبب ورود الدعوة متأخرة، وعدم المشاركة في المسار التحضيري للمؤتمر.
و في بيان صادر عن وزارة الخارجية أعربت تونس عن شكرها وامتنانها للدعوة التي تم توجيهها أمس إلى الرئيس قيس سعيد، من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر تنظيمه ببرلين اليوم الأحد.
ذكر البيان أن تونس تتمسك دائما بالسلم والأمن الدوليين و تثمن أي مسعى من أجل تحقيق هذا الهدف، وتقدر عاليا الجهود التي بذلتها المستشارة الألمانية، ولكن بالنظر إلى ورود الدعوة بصفة متأخرة، وعدم مشاركة تونس في المسار التحضيري للمؤتمر الذي انطلق منذ شهر سبتمبر الماضي رغم إصرارها على أن تكون في مقدمة الدول المشاركة في أي جهد دولي، واعتبارا لحرصها الثابت على أن يكون دورها فاعلا كقوة اقتراح إلى جانب كل الدول الأخرى الساعية من أجل السلم والأمن في إطار الشرعية الدولية، فإنه يتعذر عليها المشاركة في هذا المؤتمر.
وأضاف بيان وزارة الخارجية أن تونس ، مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني، قد تضطر تونس إلى اتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أي تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا، مشيرة إلى أن قرار تونس بعدم التمكن من الاستجابة للدعوة الألمانية للمشاركة في هذا المؤتمر، خاصة وأن لها مصلحة مباشرة في إحلال الأمن والسلم في ليبيا الشقيقة، علاوة على كونها عضوا غير دائم في مجلس الأمن ورئيسة الدورة الحالية للجامعة العربية، لن يثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين.
موقف الدبلوماسية التونسية آثار استغراب أصدقائها الأوروبيين و خاصة فرنسا و ايطاليا، اللتان مارستا ضغطا على ألمانيا بسبب تأخرها في دعوة تونس حسب ما أكده دبلوماسي أوروبي لبزنس نيوز خاصة أن دعوة الجزائر تمت في نفس توقيت دعوة تونس، تأخير فسره نفس المصدر بسوء تقدير المستشارة الألمانية ميركل للوضع في المنطقة وليس الإساءة لتونس أو التقليل من أهمية دورها في المنطقة مضيفا أن مؤتمر برلين يمثل فرصة مهمة لتونس للتواجد ضمن كبار العالم و المطالبة بالدعم الدولي كونها الأكثر تضررا بشكل مباشر من توتر الوضع في ليبيا.
حتى في الداخل،عبر بعض السياسيين عن عدم رضاهم عن القرار التونسي بعدم المشاركة في قمة برلين معتبرين أن تونس ضيعت على نفسها فرصة كبيرة للتواجد ضمن صانعي القرار في العالم و المشاركة في صنع القرارات الدولية بصفتها عضوا غير قار في مجلس الأمن الدولي و جار ليبيا .
محسن مرزوق اعتبر أن إعلان عدم قبول الدعوة و إن كان مشروعا و ينم عن غضب لعدم دعوة تونس من البداية لكونها الجار الأقرب لليبيا و تحملت أوزار ما يحدث فيه إلا انه كان يتوجب علينا قبول الدعوة و عدم تفويت فرصة الحضور في مؤتمر بحجم مؤتمر برلين لعدة أسباب أهمها أن هذا المؤتمر سيكون محددا للمستقبل الليبي القريب وحضوره سيجعل الرئيس التونسي في وضع الإطلاع المباشر على تطور الأحداث من خلال كبار الفاعلين الدوليين و للحصول على فرصة ذهبية للاقتراب من مصادر المعلومات في قمة مصغرة يمكن أن تعزز علاقة الجانب التونسي بكبار العالم و فرصة للخروج من العزلة الحالية و الربط مع القوى العالمية الحاضرة مثل روسيا و أمريكا و مصر و الجزائر و الإمارات بدل البقاء تحت رحمة اوردغان و توظيف زياراته كان تونس جزء من إستراتيجيته.
و اضاف مرزوق انه بعد أن صارت مسألة الوساطة في ليبيا على هذا المستوى العالي دوليًا فمن الصعب حاليا أن تكون لنا مبادرة وساطة لوحدنا، لذلك الأفضل أن نكون جزء حتى رمزيًا من الوساطة فذلك أفضل من لا شيء، كما تستطيع تونس إذا حافظت على موقع حياد أن تكون مكانًا لاجتماعات مقبلة حتى بمستوى تمثيلية أقل.
في جهة مقابلة رأى بعض السياسيين أن موقف تونس الرافض للمشاركة في مؤتمر برلين موقف ايجابي ورد مناسب على عدم دعوتها من البداية و الاكتفاء باستدعائها في الدقائق الأخيرة نزولا عند ضغط أصدقائها خاصة أنها لن تكون مؤثرة في لقرار الدولي و ربما ستجد نفسها إزاء قرارات محرجة لها و غير قادرة على الالتزام بها..
حسام بن احمد
تعليقك
Commentaires