alexametrics
آراء

تخاصم اليعقوبي وبن سالم فماتت التربية

مدّة القراءة : 1 دقيقة
تخاصم اليعقوبي وبن سالم فماتت التربية
تعيش بلادنا على وقع أزمة التعليم الثانوي منذ سنوات. لكن هذه المواجهة عرفت تعفنا عميقا في الأسابيع الأخيرة وشخصنة مقيتة بين وزير التربية حاتم بن سالم وكاتب عام الجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي. أصبح واقع التعليم ثانويا في إطار مواجهة لم يتوصل نور الدين الطبوبي إلى عقلنتها وإرجاعها إلى مربع التفاوض النقابي المعقول حول مطالب لا شك في شرعيتها.
 
 
 لكن المؤلم في الأمر هو المثال المتدني المعروض على أنظار الأولياء والتلاميذ والرأي العام. يتحمل المتنازعون مسؤولية إفراغ التربية من مفهومها الأخلاقي والقيمي وجعلوا منها مجال إجراءات إدارية لا غير. بين تعليق الإمتحانات وخصم الأجور، أصبحت التربية في تونس مسرحا للمواجهة اليومية بدل أن تكون مجالا محصّنا من التدافع السياسي. خرج هذا النزاع من العقلانية منذ أسابيع و أصبحت زعامات بين وزير متمسك بموقعه و نقابي متعّنت. تدخلت المركزية النقابية ممثلة في أمينها العام لحل الأزمة لكن لسعد اليعقوبي رفض ذلك قائلا، إنه لن يقبل بحل لا يشارك فيه أو لا تستشار فيه جامعة التعليم الثانوي. مازالت بضعة أيام لحل الأزمة أو سيكون المتدخلين مجبرون على إعلان السنة البيضاء بصفة رسمية.
 
 
 لكن هذه الأزمة العميقة التي تضرب أسس المنظومة التعليمية التونسية لا تتوقف في مستوى التعليم الثانوي أو في شخص حاتم بن سالم أو لسعد اليعقوبي. تم إعلان إضراب   يوم 06 فيفري في التعليم الإبتدائي من قبل المعلمين. ربما يكون لهذا التحرك جذور تضامنية مع مدرسي الثانوي لكن هذا لا ينفي حقيقة الأزمة في التعليم الإبتدائي أيضا. لو أضفنا إلى ذلك تحركات نقابة "إجابة" على مستوى التعليم العالي ستتم القناعة بأن منظومتنا التعليمية عرجاء و لا تصلح إلا لإنتاج العاطلين عن العمل.
 
 
لا مفر من حوار وطني عميق و مسؤول حول التعليم في تونس. وجبت الإجابة عن جملة من الأسئلة المصيرية حول تعليمنا، حول أهدافه و حول المواد التي تلزمه. لكن هكذا حوار لا يمكن أن يلتئم في مناخ ملوث بهذا القدر بين المتدخلين في الشأن التعليمي. لقد تم تجاوز كل حدود اللياقة و كل حدود "التربية" بين الوزارة و النقابات مما عمق أزمة الثقة بينهم. في الأثناء يبقى التلاميذ رهائن لهذا الخلاف و سوف يتهافتون أفواجا على أبواب المدارس و المعاهد الخاصة.

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter

تقرؤون أيضا

03 جانفي 2022 16:04
0
30 ديسمبر 2021 16:29
0
27 ديسمبر 2021 17:00
0