حبوا بعضكم الدنيا فيها موت
من خاصيات البشر هو التأقلم مع الوضعيات ولا مع الجغرافيا ولا مع المناخ ... الإنسان يهز راسو و يسبط و من بعد يلقى الميكانيزمات الي تسمحلو إنو يواصل العيش في ظروف دنيا تخليه ما يفناش. و هذا حالنا الشعب التونسي و يظهرلي بقية الشعوب زادة و خاصة في الوضع الوبائي المتعلق بالكورونا فيروس.
يحاول الإنسان زادة بش يتأقلم إنو مثلا يبعد على الحاجات الي تنجم تخليه يفقد قدرتو و طاقتو إنو يصمد و يحارب . شخصيا و مع كامل إحترامي للتراتيب الوقائية عندي مدة نتفادى كل ما يتعلق بالكورونا و نركز مع الأطباء و العلماء الي يحاولوا يقنعوا بقية البشرية إنو فيروس ماهوش أكثر خطورة ملي سبقوه و إنو ما يقتلش برشة و نحاول حتى نصدق أخبار بعض المواقع و لا الإذعات الي يقولو إنو معهد باستور في تونس قريب يلقى اللقاح السحري ضد هالغلبة الكونية.
أما ساعات الواقع أقوى و الأخبار التعيسة و السيئة تغلب أقوى الرغبات في الصمود و البقاء من أجل حياة كريمة و سعيدة . اليوم إستوقفني خبر نشروه بعض الأطباء على صفحات الفايسبوك مفاده إنو اليوم 24 سبتمبر 2020 ، جمهوريتنا العزيزة و دولتنا الموقرة فيها كان 10 أسرة إنعاش مخصصين للكوفيد موزعين كالآتي : 3 تونس العاصمة / 2 باجة / 1 جندوبة / 1 سليانة / 2 سوسة . بما معناه إنو في 19 ولاية تونسية ما ثمة حتى إمكانية للحالات الخطيرة إنها تمنع و تعيش و في 5 ولايات الاكثر حظا ثمة 10 مواطنين ( لازم يزربوا رواحهم) عندهم أكثر حظوظ إنهم يمنعوا و يعيشوا .
إنو فيروس كورونا كيفما يقولوا في الأخبار هو فيروس مستجد و صعيب التعامل معاه هذا ما لا شك فيه و صدقناه الكلام هذا خاطر يتقال في كل الدول . إنو فيروس سهل الانتشار و طرق العدوى مازالو موش واضحين ميا في الميا كيف كيف صدقناه . و موش هوني المشكل : المشكل إنو كيف تجاوزنا الموجة الأولى تقريبا كان ثمة إجماع علمي إنو ثمة موجة ثانية في اكتوبر 2020 و نحنا توة في تونس نعيشوا فيها كيفما بقية الدول و اليوم مثلا مرسيليا، كذلك باريس , قررت إغلاق كل الحانات و المقاهي و بعض الدول متجهة في حجر موجه و غلق الفضاء العام مرة أخرى . إلي ما فهمناهش : بين الموجة الأولى و الموجة الثانية الدولة التونسية و وزارة الصحة التونسية شنوة عملوا و شنوة حضروا بش علقلية يموت أقل ما يمكن من التوانسة حتى الكبار في العمر . خاطر الكبار في العمر في الأصل هوما والدينا ولا جدودنا و ناس عشنا معاهم و نحبوهم و يحبونا .. إذا السيستام الحالي و الدول عندها رغبة في التصفية و لا في التنقيص من عدد المواطنين هذاكة موضوع آخر , كيفما قالوا بعض المسؤولين ما تخافوش الفيروس يقتل كان الكبار في العمر .
في الفترة الفاصلة بين الموجتين و رغم الحجر الصحي الشامل الي بش نقعدوا نعانيو فيه سنوات اقتصاديا و اجتماعيا شنوة عملت الدولة التونسية ؟ حسب أهل الإختصاص لا شيء و شفنا الوقفة الإحتجاجية للأطباء و الإطار شبه الطبي في مستشفى المنجي سليم إلي حسب أقوالهم من أفريل ماراوش مدير المستشفى في القسم الاستعجالي . و يخدموا الى يوم الناس هذا بدون الاساسيات الي تسمحلهم إنهم يستقبلوا المرضي في أحسن الظروف و يحميوا أنفسهم و عايلاتهم أما نجموا نقولوا ما تخافوش الفيروس يضرب الطبة و الاطار الشبه الطبي قبل غيرهم . ما تخافوش احميوا نفسكم : البسوا كمامات و اغسلوا يديكم و خاصة احترموا التباعد الاجتماعي .
التباعد الي المسؤولين كل يوم يحكيولنا عليه في الاذاعات و التلافز ينجموا يفسرولنا وين و كيفاش ؟ البلديات ماعادش بالصف و إنما بالحضبة ، كيف كيف قدام المدارس و المعاهد و حدث ولا حرج في النقل العمومي . الناس على بعضها و تتنفس على وجه بعضها .
باهي كيف الفشل و السقوط اللامتناهي للدولة و أجهزتها منع إنو الدولة تعمل أكثر أسرة إنعاش ، ماكانش ممكن مثلا تغيير اوقات عمل الإدارات لتفادي الاكتظاظ و مثلا في إطار المساهمة في الحرب على الكورونا يتحلوا الإدارات و البلديات و القباضات و غيرهم صباح السبت ؟ ماكانش ممكن إنو بعض خطوط النقل العمومي و خاصة الي عليها اكتظاظ كبير مثلا تتضاعف فيها عدد الرحلات ؟؟؟ ماكانش ممكن مثلا تسخير النقل الجماعي الخاص و تخصيصو حتى للكبار في السن الي هوما الأكثر عرضة للعدوى و الموت ؟؟؟
لا موش ممكن . لسبب بسيط جدا : آخر همّ و هاجس كلّ من في السلطة وبكلهم على بعضهم برئاساتهم ، بمجالسهم، بهيئاتهم الدستورية و الوطنية و الوقتية و المنتهية الصلوحية ، بنوابهم ، بوزرتهم، بمعتمديهم و ولاتهم ، الكلّ و كيفما يقول مظفر النواب لا أستثن منهم أحدا : آخر همّهم هو المواطنين وصحتهم و عيشهم الكريم و اللائق . همّهم الوحيد هو المناورات و المشاورات للتعيينات بش يواصلوا نهبهم و يواصلوا تخريب الدولة و يواصلوا تعبية كروشهم و مكاتبهم .... فلذا للعشرة مواطنين الي بش يمرضوا بالكورونا و بش تتعكر حالتهم لين يستحقوا الإنعاش هنيئا لكم, عندكم فرصة أكبر في المقاومة و الصمود و البقاء على قيد الحياة و أما البقية ربي يرحمكم و يرحمنا و إذا الدولة ما حضرتش كل اللازم لإنقاذ حياة المواطنين ... نتمناو إنها تكون حضرت الجبابن و القبورات بش ما يتراكموش الجثت و الموتى كيفما صار في نييورك.
اليوم و مع الوضع فهمت الجملة الشهيرة : "حبوا بعضكم الدنيا فيها موت " فلذا حبوا كباراتكم و اشبعوا ببعضكم يبدو أنّو في الأيام القادمة بش نعيشوا الأتعس.
تعليقك
Commentaires