حرية المرأة تتفكّ !!!
تونس كانت ديمة سبّاقة في القوانين الداعمة لحرية المرأة و حقوقها. حبّ من حبّ و كره من كره هذا كان من وقت بورڨيبة و موش وحدو معاه نخبة من المثقفين و المفكرين كيفما الطاهر حداد إلي إعتبروا إنو تطور البلاد التونسية مرهون بتطور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للمرأة.
يوم 25 نوفمبر هو اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة و بالطبيعة بعد ما نجحت تونس في سن قانون لمناهضة العنف ضد النساء و الفتيات اليوم كيفما برشة دول في العالم تنخرط تونس في تحركات عالمية و عربية و وطنية للتنديد بالظاهرة هاذي إلي للأسف و رغم ترسانة القوانين مازالت تهدد حياة المرأة التونسية و بالتالي المجتمع كامل. آخر أسبوع من نوفمبر بش يشهد عدة تحركات في عدة جهات تونسية ببادرة من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات و جمعيات نسوية و حقوقية و محلية و كانت زادة مناسبة بش نحكيو على العنف المسلط على النساء و خاصة كيفية تعامل المؤسسات الرسمية و المعنيين بالأمر مع ضحايا العنف إلي و كيفما سبق و حكيت ماشي و يتفشى و ياخذ أشكال وحشية حتى مخرجي أفلام الرعب ماجاتش على بالهم.
للأسف اليوم كل قوانين العالم و كل الهياكل المختصة وحدّها غير قادرة إنها تجابه هالظاهرة ولا تحدّ منها إذا ما ثماش في المقابل حالة وعي ( عافانا وعافاكم الله من هالجملة) و ثقافة تترسخ في العايلات أولا ، في المدارس ثانيا و من بعد في بقية المجتمع: إنو العنف مستحيل يكون طريقة ولا لغة ولا وسيلة لحل أي مشكل مهما كان تعقيدو.
مادام اليوم مازلنا نسمعوا في لغة " وسع بالك ، راهو معصاب !" ، "عديلو ماعادش يعاودها " ، "خمم في صغارك و مستقبلهم " " تي كلنا تضربنا و آش فيها " " و إنت شنوة عمتلو بش هو ضربك ؟ غششتو ؟" " تي صلي عالنبي !!! يهديك ربّي !!! "حتى إن لسانك طويل و قبيحة " …
هالكمشة جمل تسمعهم المرا ضحية العنف قبل حتى ما تخمم تتفقدّ زروقية لحمها و وجيعة بدنها و القهرة في قلبها : تسمعهم من بوها و أمها وخوها و أختها و خالها و عمها وحماتها و إلخ ... و هي في حالة ضعف مكسّرة ، مدڨدڨة ، ضايعة، تايهة بين تصاور خايبة تقيمها من غطاية نومها والخوف ملي جاي و حنين للي تعدّى ترخّ و تركش و تبطّل إنها تطالب بحقوقها و تشكي بلي عنّفها : لأنو في أول لحظة الي الراجل يهز يدو على مرا وقتها يتحول لعبد آخر ، لغريب . و تقوم تجبد ماكياجها و تبدى تغطي في الزروقية و أثار العنف و في نفس الوقت تخمم شنية الكذبة : تضربت في الشباك ... طحت و أنا نخمل في الخزانة جيت عالفرش ، عملت أكسيدون جيت عالمادة ... و عينيها سارحة معبيتها دموع ما تهبطش ، دموع أبرد مالموت الي تخمم فيه كل مرا تعرّضت للعنف …
و هي تهزّ في روحها بالسيف ، تلمّ في جواجيها طرف طرف ، تحاول تكمّل حياتها يجيها سي السيد و هي و زهرها يا يلعبها متغشش خاطر هي نرفزتو لين ضربها يا يهبط يسيل زبدة و يبدى يطلب في السماح و دموعو تتقاطر ... لين تصير مشكلة أخرى و يتعاود السيناريو و كل مرة العنف يزيد عقيدة و الكلام الخايب يقوى و تولّي رخيصة و ذليلة خاطر رضات و قبلت و يتحكم فيها كيف عروسة القصب و يعمل من عذابها صنعة و الناس ترى و تعرف و تسكت و تحسب روحها عين رات و عين ماراتش و يصدقوا خاطر أسهل في العايلات إنو بنتهم تطيح ياسر "ملي كانت صغيرة ديما هكاكة !! " ... و يقتلوها معاه في عوض المرة ألف .
فلذا لكل مرا تعرضت للعنف من عند راجل مهما كانت صفتو في حياتها :
الراجل الي يحبك يخاف عليك ما يخوّفكش ، الراجل الي يحبّك ما يبكيكش يضحكك ، الراجل الي يحبك ما يحملش فيك دڨة المسّاك موش يدخل عليك بالبونية ، الراجل الي يحبك يشجعك بش تنجح في قرايتك و خدمتك ، الراجل الي يحبك يعطيك حريتك و يحترم خصوصيتك ، الراجل الي يحبك كيف تتعب يهزّ عليك و معاك حمل الدنيا ، الراجل الي يحبك يتلهى بصغارو في الدار و خارجها كيفك ، الراجل الي يحبك ياخذ وقتو بش يسمعك تهتري و تحكيلو على الجنون الي ساكنة راسك ، الراجل الي يحبك يصون أحلامك و يربيها و يكبرها معاك و الراجل الي يحبك مستحيل يهز عليك يدو ولا يمدها فيك و لا يرى دموعك مطر و هو يتلذذ، الراجل الي يحبك يحب الي تحبو و يخاف عليه كيفك ، الراجل الي يحبك لازم يقدّر رغباتك و يحترم كيف ما عينك في شيء ... وإلاّ راهو ما يحبكش ... و إلا راهو يحب يرى روحو فيك و منك , أما ما يحبكش إنت بقوتك و ضعفك و بهبالك و عقوليتك و بتخرنينك و بمساحة الحرية الي تنجم توفرهالو ... و الكلام هذا ينطبق زادة على المرا موش كان عالراجل .. خاطر ساعات المرا هي أكبر عدو للمرا و الأم هي أول حلقة بش هالعنف يتواصل و يستمر كيف تقنع بنتها إنها بش تولي مرا تامة الشروط لازمها تعرس و تجيب صغار و تولي مرت فلان و الأم الي ترضي إنو ولدها يهز يدو على أختو قالك راجل و الأم الي تخلي بو يضرب بنتو بش يربيها ... العنف لا يربي و لا يصنع عبد متوازن : العنف يكسّر ، يدڨدڨ، يعلمّ الذلّ .. فلذا وقيت بش نتمردوا على العنف المسلط ضد النساء و على كل ما و من في المجمتع يسمح بتواصلو و يغذي وجودو ... و ما تنساوش كل وحدة في مدينتها تشوف وقتاش المسيرات منظمة و تهبط تدافع على حقوقها ... نحنا في زمان ما يهديك فيه حتى حد حتى حاجة ... و خاصة الحريات و الحقوق تتفك !
تعليقك
Commentaires