alexametrics
آراء

غالبا ما يخون الحشد الشعب …

مدّة القراءة : 3 دقيقة
غالبا ما يخون الحشد الشعب …

 

يا حسرة كيف كنا نقولو : " كل نهار و قسمو" اليوم نجموا نبدلوها ب "كل نهار و مصيبتو" . و المصايب و كأنها ماشية كيف عدد ضحايا الكورونا في نسق مرتفع . الغريبة أكبر من أختها  و الجريمة أشنع ملي سبقتها و ردود فعل  الي يحكموا و المحكومين كيف كيف . الجمعة هاذي يظهرلي حدث مقتل الطفلة رحمة في حدائق قرطاج كان المصيبة الحدث الي هيجت التوانسة و مشاعرهم . جريمة شنيعة هزت قلوبنا الكلّ و كانت قطرة أفاضت كأس صبر التوانسة على إرتفاع الجريمة  و حالة الرعب و غياب الأمن الي ولينا نعيشوا فيهم .

بالطبيعة كيف العادة  و كيف كل مرة  إنطلقوا ال 12 مليون محلل علم إجتماع و خبراء في علم الجريمة و أمنيين في الفتاوي و ردود الأفعال إلي نوعا ما كان يجمع بيناتهم و لا خلينا نقولوا طغى فيهم موقف : المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام من جديد . بشاعة الجريمة خلات الناس تيد الفعل غريزيا بمنطق الانتقام و التشفي و القصاص و هذا ينجم يكون مفهوم نوعا ما لكن من المفروض إنو الحديث على هالمواضيع الحساسة و الي هي في قمة الخطورة بالنسبة لمستقبل الشعوب و المجتمعات يصير بعيدا عن الهستيريا الجماعية و بنوع من الرصانة لكن هيهات نحنا ولينا و الواقع يمكن قوّى فينا هالسلوك متع التولويل و النديب . و إنطلق حوار فايسبوكي هو الحقيقة يجي كل شيء كان حوار و إنطلقت عركة خلينا نقولو بين مساند و معارض لتطبيق حكم الإعدام .

 

العركة هاذي وصلت كيفما غيرها لوذنين سيادة رئيس الجمهورية التونسية ، أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد الي بالطبيعة ديراكت تجاوب مع الشعب الذي يريد و هنيئا لمن يريدون بما يريدون بما إنو قيس سعيد في إجتماع مجلس الأمن قال " من قتل نفسا بغير حق جزاؤه الإعدام" و زاد ردفها ب " من أدانه شعب بكامله لا ننتظر حكما قضائيا حتى يدينه " وهكة يكون السيد رئيس الجمهورية إلتحق رسميا بصفحة أقوال مأثورة .  الحقيقة مالأول كذبّت و نسّيت و قلت مستحيل موش هو القانونجي و موش هو الي مرتو قاضية مستحيل ! يعني هالنوع من الجمل كان من المفروض يخرّجهم شيخ جاهل ولاّ نائب مستوى سنة أولى فراشات ولا عبد فاقد العقل موش رئيس جمهورية و زيد استاذ قانون . يعني السيد قيس سعيد اليوم بجملة نسف  روحو بما إنو كان ( علقلية على مستوى الخطاب) من أشرس المدافعين على القوانين وضرورة تطبيقها و احترامها ما ينجمش يكون هو الداعي و خاصة في هالظرف السياسي الدقيق للمحاكم الشعبية. لكن للأسف إنساق هو الأخير في الهستيريا الجماعية و إختار إنو عوض يكون صوت العقل يكون صوت الجهل . يبدو إنو  هاذي اليوم معضلة و مصيبة حالة الخوف من الوضع الحالي و تفاقم الأزمات بأنواعها تعدّى كيف الفيروس من المواطنين المحكموين للحكام الي بدأ من الواضح إنو في تدخلاتهم و إطلالتهم الإعلامية و قراراتهم  ثمة نوع من الهلع و غياب القدرة التامة على تطمين المواطنين بلغتنا الدارجة : هربت بيهم الكلّ و بالذات رئيسنا المفدى .

و الخوف اليوم إنّو في ظل فقدانو لصلاحيات كبيرة و توتر علاقتو بالمشيشي و المجلس و مع تصاعد الغضب الشعبي ، الخوف إنو قيس سعيد يفقد السيطرة على أعصابو و يدخل هو بيدو كيفما المواطنين في حالة الهستيريا الي تنجم بسهولة توصلنا لدكتاتورية أشنع و أبشع ملي عشناها تحت حكم بن علي ، بن علي الي أمضى إتفاقيات لإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام . و اليوم الشعب طالب بتنفيذها و شكون يقول غدوة نفس الشعب مثلا ما يطالبش برجم الزانية ولا بقص أيادي السارقين و الحال إنو على صفحات فايسبوك إنطلقت حملات الحقيقة ماهياش واسعة مفادها إنو كيفما سعيد سمعنا و قبل بتنفيذ الإعدام نحبوه يسمعنا و يمنع الإختلاط و يفرض لباس شرعي يغطي مفاتن و أجساد الفتيات و النساء الي هوما يشجعوا على الإغتصاب .

و بفضل خطاب رئيسنا زادت تقوات النقمة على النخبة و الحقوقيين و البرجوازيين و الي يسكنوا في الاحياء الراقية و الي عندهم كراهب و الي يحكيو بالفرونسي و الخ الخ .... بفضل تغليب الاحاسيس الغريزية ( كيفما الانتقام  و التشفي ) و تغييب العقل و القيم الكونية طحنا فلي ينخر فينا توة سنين و الي تسبب في هالمشهد المقرف : تقسيم أكبر للتوانسة بين نخب فاسدة ( و حتى الدفاع على الحقوق ولى ضرب من الفساد عند التوانسة و تسمسيرة)  و بين شعب مسكين و مغلوب على أمرو  نقي كيفما  الثورة المزعومة.

 

فيكتور  هيڨو يقول "غالبا ما يخون الحشد الشعب"  (Souvent la foule trahit le peuple)  و يرحم فمو في هالجملة نحنا نعيشوا فيها . لأنو الحشود الالكترونية الي تلمت على فايسبوك ( و الادهى هذا مصدر المعلومة لرئاسة الجمهورية) و الي مشات على ساقيها لقصر قرطاج ماهياش واعية بخطورة هالنوع من المطالب و برشة منهم نساو إنو اذا تطبقت عقوبة الإعدام ثمة أحزاب اليوم هوما صوتولها (رغم تخريبها لتونس) راهي ما توجدتش أصلا.

 

فلذا وقيت مراجعة موش فقط السياسة الإتصالية لقيس سعيد و إنما  سياستو بصفة عامة و نظرتو للسلطة  في علاقتها بالشعب و بالنخب و بالحشود الي صوتتلو : قيس سعيد رئيس التوانسة  الكلّ و من المفروض في مثل هالوضعيات يحكّم الخطاب العقلاني المبني على حجج و من المفروض إنو يكون الساهر على حماية القوانين و تحسينها بما يضمن الحفاظ على كرامة الانسان و على كونية القيم و شموليتها و إلاّ فإنو بش يهزنا لتونس قاومناها : تونس المحاكم الشعبية و تونس القصاص و التشفي و الإنتقام ، تونس السواد و الظلام و الجهل و هيمنة الغريزة نفسها إلي قتلت رحمة .

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter

تقرؤون أيضا

03 جانفي 2022 16:04
0
30 ديسمبر 2021 16:29
0
27 ديسمبر 2021 17:00
0