غالبا ما يخون الحشد الشعب …
يا حسرة كيف كنا نقولو : " كل نهار و قسمو" اليوم نجموا نبدلوها ب "كل نهار و مصيبتو" . و المصايب و كأنها ماشية كيف عدد ضحايا الكورونا في نسق مرتفع . الغريبة أكبر من أختها و الجريمة أشنع ملي سبقتها و ردود فعل الي يحكموا و المحكومين كيف كيف . الجمعة هاذي يظهرلي حدث مقتل الطفلة رحمة في حدائق قرطاج كان المصيبة الحدث الي هيجت التوانسة و مشاعرهم . جريمة شنيعة هزت قلوبنا الكلّ و كانت قطرة أفاضت كأس صبر التوانسة على إرتفاع الجريمة و حالة الرعب و غياب الأمن الي ولينا نعيشوا فيهم .
بالطبيعة كيف العادة و كيف كل مرة إنطلقوا ال 12 مليون محلل علم إجتماع و خبراء في علم الجريمة و أمنيين في الفتاوي و ردود الأفعال إلي نوعا ما كان يجمع بيناتهم و لا خلينا نقولوا طغى فيهم موقف : المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام من جديد . بشاعة الجريمة خلات الناس تيد الفعل غريزيا بمنطق الانتقام و التشفي و القصاص و هذا ينجم يكون مفهوم نوعا ما لكن من المفروض إنو الحديث على هالمواضيع الحساسة و الي هي في قمة الخطورة بالنسبة لمستقبل الشعوب و المجتمعات يصير بعيدا عن الهستيريا الجماعية و بنوع من الرصانة لكن هيهات نحنا ولينا و الواقع يمكن قوّى فينا هالسلوك متع التولويل و النديب . و إنطلق حوار فايسبوكي هو الحقيقة يجي كل شيء كان حوار و إنطلقت عركة خلينا نقولو بين مساند و معارض لتطبيق حكم الإعدام .
العركة هاذي وصلت كيفما غيرها لوذنين سيادة رئيس الجمهورية التونسية ، أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد الي بالطبيعة ديراكت تجاوب مع الشعب الذي يريد و هنيئا لمن يريدون بما يريدون بما إنو قيس سعيد في إجتماع مجلس الأمن قال " من قتل نفسا بغير حق جزاؤه الإعدام" و زاد ردفها ب " من أدانه شعب بكامله لا ننتظر حكما قضائيا حتى يدينه " وهكة يكون السيد رئيس الجمهورية إلتحق رسميا بصفحة أقوال مأثورة . الحقيقة مالأول كذبّت و نسّيت و قلت مستحيل موش هو القانونجي و موش هو الي مرتو قاضية مستحيل ! يعني هالنوع من الجمل كان من المفروض يخرّجهم شيخ جاهل ولاّ نائب مستوى سنة أولى فراشات ولا عبد فاقد العقل موش رئيس جمهورية و زيد استاذ قانون . يعني السيد قيس سعيد اليوم بجملة نسف روحو بما إنو كان ( علقلية على مستوى الخطاب) من أشرس المدافعين على القوانين وضرورة تطبيقها و احترامها ما ينجمش يكون هو الداعي و خاصة في هالظرف السياسي الدقيق للمحاكم الشعبية. لكن للأسف إنساق هو الأخير في الهستيريا الجماعية و إختار إنو عوض يكون صوت العقل يكون صوت الجهل . يبدو إنو هاذي اليوم معضلة و مصيبة حالة الخوف من الوضع الحالي و تفاقم الأزمات بأنواعها تعدّى كيف الفيروس من المواطنين المحكموين للحكام الي بدأ من الواضح إنو في تدخلاتهم و إطلالتهم الإعلامية و قراراتهم ثمة نوع من الهلع و غياب القدرة التامة على تطمين المواطنين بلغتنا الدارجة : هربت بيهم الكلّ و بالذات رئيسنا المفدى .
و الخوف اليوم إنّو في ظل فقدانو لصلاحيات كبيرة و توتر علاقتو بالمشيشي و المجلس و مع تصاعد الغضب الشعبي ، الخوف إنو قيس سعيد يفقد السيطرة على أعصابو و يدخل هو بيدو كيفما المواطنين في حالة الهستيريا الي تنجم بسهولة توصلنا لدكتاتورية أشنع و أبشع ملي عشناها تحت حكم بن علي ، بن علي الي أمضى إتفاقيات لإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام . و اليوم الشعب طالب بتنفيذها و شكون يقول غدوة نفس الشعب مثلا ما يطالبش برجم الزانية ولا بقص أيادي السارقين و الحال إنو على صفحات فايسبوك إنطلقت حملات الحقيقة ماهياش واسعة مفادها إنو كيفما سعيد سمعنا و قبل بتنفيذ الإعدام نحبوه يسمعنا و يمنع الإختلاط و يفرض لباس شرعي يغطي مفاتن و أجساد الفتيات و النساء الي هوما يشجعوا على الإغتصاب .
و بفضل خطاب رئيسنا زادت تقوات النقمة على النخبة و الحقوقيين و البرجوازيين و الي يسكنوا في الاحياء الراقية و الي عندهم كراهب و الي يحكيو بالفرونسي و الخ الخ .... بفضل تغليب الاحاسيس الغريزية ( كيفما الانتقام و التشفي ) و تغييب العقل و القيم الكونية طحنا فلي ينخر فينا توة سنين و الي تسبب في هالمشهد المقرف : تقسيم أكبر للتوانسة بين نخب فاسدة ( و حتى الدفاع على الحقوق ولى ضرب من الفساد عند التوانسة و تسمسيرة) و بين شعب مسكين و مغلوب على أمرو نقي كيفما الثورة المزعومة.
فيكتور هيڨو يقول "غالبا ما يخون الحشد الشعب" (Souvent la foule trahit le peuple) و يرحم فمو في هالجملة نحنا نعيشوا فيها . لأنو الحشود الالكترونية الي تلمت على فايسبوك ( و الادهى هذا مصدر المعلومة لرئاسة الجمهورية) و الي مشات على ساقيها لقصر قرطاج ماهياش واعية بخطورة هالنوع من المطالب و برشة منهم نساو إنو اذا تطبقت عقوبة الإعدام ثمة أحزاب اليوم هوما صوتولها (رغم تخريبها لتونس) راهي ما توجدتش أصلا.
فلذا وقيت مراجعة موش فقط السياسة الإتصالية لقيس سعيد و إنما سياستو بصفة عامة و نظرتو للسلطة في علاقتها بالشعب و بالنخب و بالحشود الي صوتتلو : قيس سعيد رئيس التوانسة الكلّ و من المفروض في مثل هالوضعيات يحكّم الخطاب العقلاني المبني على حجج و من المفروض إنو يكون الساهر على حماية القوانين و تحسينها بما يضمن الحفاظ على كرامة الانسان و على كونية القيم و شموليتها و إلاّ فإنو بش يهزنا لتونس قاومناها : تونس المحاكم الشعبية و تونس القصاص و التشفي و الإنتقام ، تونس السواد و الظلام و الجهل و هيمنة الغريزة نفسها إلي قتلت رحمة .
تعليقك
Commentaires