حبّسوا الضرب
تقريبا ثمة إجماع كلي من قبل الناس الي قعدت فيهم ذرة وطنية و إيمان بالثورة وأهدافها ( شغل، حرية ، كرامة وطنية ) إنو الزنقة وصلت بالهارب . ماعدا الوضع الإقتصادي و الوضع الأمني الدقيق خاصة فيما يتعلق بالإرهاب تزادلنا الوضع الصحي . عمناول في نفس التوقيت ، الشعب التونسي كان في حجر صحي شامل و كنا فخورين بنجاح تونس رغم وضعها السياسي الدقيق و ضعف إمكانياتها و بنيتها التحتية المتدهورة و قطاعها الصحي العمومي الضعيف إنو الكورونا ما ضربتش كيفما في بقية الدول . و كان ناقصنا التزغريد و التهليل كيف مدة من بعد وصلنا للصفر حالة . هذا كان عام لتالي : اليوم تونس سجلت 10000 وفاة . اليوم الطبة الكل يأكدا إنو ماعادش ثمة أسرة إنعاش وإنهم إضطروا حتى يختاروا شكون يعيش و شكون يموت . الفيروس المهف بدأ يتحول و يتأقلم مع أجسادنا المنهكة إلاّ حاكمينا و حكوماتنا الي لا حياة لمن تنادي : إكتفاو بالموجود و كأنو الكورونا فزّاعة و ما هياش موجودة .
كان من الواضح و كل الأرقام و الي صاير في الدول يأكد إنو الكورونا باقية و تتمدد و إنو الفيروس قاعد يتحول بسرعة غريبة و إنو بش الدول تحمي شعوبها لازمها تسرع في التلقيح و بالتالي تحضر البنية اللازمة وخاصة تحضر التلاقيح . بالطبيعة هذا تقريبا ماصارش . اليوم مقارنة بالمغرب مثلا و لا الجزائر ، الي لقحوا في تونس هوما قطرة في بحر . و التخبط السايسي الي نعيشوا فيه إنعكس بالطبيعة على الوضع الصحي . واحد يحلّ و لاخر يسكرّ. واحد يشجّع عالتلقيح و واحد يبخّل . واحد يلطّف و لاخر يعقّد . بعض الطبة كيفما زكريا بوڨيرة يعتبر إنو الي صار في حق الشعب التونسي عملية إبادة مدروسة ترتقي إلى الجريمة ضد الإنسانية . اللجنة العلمية في واد و الحكومة في واد : يجتمعوا و يحكيو ويعطيو أرقام و معطيات حسب ماقاعدين نفهموا يقولوا للحكومة الوضع خطير . تخرج الحكومة تقول : هذيكة اللجنة أما الوضع الاقتصادي ما يسمحش . معقول . و الشعب التونسي في شق كبير منو رافض تماما فكرة الحجر الصحي الشامل و ماذابيه حتى حظر الجولان يتنحّى . عشرة سنوات من الفساد و الرشوة و التخريب و التلاعب بمؤسسات الدولة وصلوا هالشعب المغلوب على أمرو إنو يقايض صحتو بالفلوس موش بش يعيش عيشة كريمة فيها الحد الأدنى من الكرامة و من المواطنة لا فقط بش ياكل و يخدم و يموت و حتى الماكلة إن إستطاع إليها سبيلا و صلنا للمثل الشهير "عند البطون تضيع العقول".
نسبة الفقر في تونس وصلت ل 15.2% و نحكيو على قريب 2 ملاين توانسة يعانيو من الأمية و 600 ألف تونسي يعانيو من سوء التغدية و إرتفاع قياسي للسمنة و غلاء الأسعار في كل شيء : ماكلة ،، سيارات، عقار، حوايج ... بهذا الكل المواطنين مازال همّو كورونا ؟ الناس الي ماهياش خالطة تاكل عندها باش تشري ماسك و مواد تعقيم ؟ ما نتصورش و هذا كان مبرمج له : وقتلي الشعب يجوع نجموا نعملوا بيه شنحبوا خاصة كيف يبدأ منهك القوى بعد عشرة سنين دمار شامل .
تشخيص الوضع واضح و واقع المواطن التونسي أوضح و هذا الكل كان منتظر . أما تعامل الحكومة و المشيشي مع الأوضاع هو الحق الي يبهت . حتى سياسة على العينين ماعادش يطبقوا فيها: تونس متجهة بخط ثابتة نحو ال 100 ميت في النهار و الحكومة كلمة لا . لا موقف و لا إجراء و لا خطاب مع الشعب وقتلي في نفس الوقت أمريكا تحذر رعاياها من السفر إلى تونس و المغرب تلغي جميع رحلاتها مع تونس و هذا في إنتظار البقية و بعض الأخبار تقول إنو فرنسا ولات تشكك في تحاليل الكوفيد التونسية . يعني اليوم تونس الي ما اختارتش إنها تسكر على روحها تنجم تلقى العالم مسكر عليها . الوضع عالمي بش يجاوبوك أحبة و أصدقاء النظام : موش صحيح . كان من المفروض إنو حكومة الفشل تحسب و تقدم أرقام واضحة للشعب في إمكانية الحجر أسبوعين و لا حلان البلاد بش يصير إلي نراو فيه . هذا كيف نحكّموا العقل لكن يبدو إنو آخر عضو يحكّموه السياسيين في هالبلاد .
الملام بعد القضاء بدعة : خلينا نقبلوا الي نحنا فيه و نتعاملوا مع الموجود . هل وفرت الحكومة على الأقلّ للشعب و خاصة الي ما في حالهمش باش يحميو أنفسهم ؟ وفرتشي مثلا الماسك بسعر مدعم ليهم ؟ وزعتش الكمامات على التلامذة في المدارس في الأحياء الشعبية والمناطق المفقرة ؟ عملتش استراتيجيا للنقل بش ما يصيرش اكتظاظ و يخلي الناس على بعضها كيفما رينا هالأيامات في إحدى أكبر محطات تونس ؟
لا. المشيشي عندو أولويات أخرى : تعيينات بالجملة في وسائل الإعلام و قمع و إعتداء على السلطة الرابعة و بكل الطرق ممكنة .
و هذا بالطبيعة في إطار تعزيز دولة القانون و المؤسسات و في إطار تدعيم الثوابت الديمقراطية . العالم أجمع تفرج في الأمن مقتحم وكالة تونس للأنباء في سابقة الأخطر من نوعها : لأنو حسب ثقافتي المتواضعة نعرف الأمن يدخل للمقرات الإعلامية إلا في وضع إنقلاب و لا كان صارت عملية اجرامية و لا إرهابية . عادي إنو رئيس حكومة غير شرعي لا شعبيا و لا قانونيا يحب يحط يدو على الإعلام بش يييد يبسط نفوذو هو وحزامو السياسي . هذا و حصيلة القمع و العنف الأمني تحت حكم المشيشي و توجيهو ضد المعارضة و المحتجين السلميين و المدونين يأكد إنو المشيشي من أخر رؤساء الحكومة الي عرفتهم تونس . السيد على ما يبدو بدعم من حزامه السياسي مستعد للتضحية بالبلاد و العباد من أجل السلطة . فلذا ، حبسوا الضرب و تكبوا على قوانين بش تلقاو حلول لوضع حد لها المهزلة. مجلس نواب الشعب ماعادش عندو حتى محل من الإعراب و لازم انتخابات سابقة لأوانها بعد تغيير النظام السياسي … و إلا رانا بش نعيشوا خراب ما سبقش في تاريخ تونس قبل و بعد الإستقلال .
تعليقك
Commentaires