حلّ ظهر  اليوم الأربعاء 29 ديسمبر 2021، المستشار السابق للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، نور الدين بن تيشة ، ضيفا في برنامج '' في 90 دقيقة '' مع خلود مبروك في راديو أي أف أم، وعاد في حواره على الأيام الأخيرة للرئيس الراحل السبسي وذلك على خلفية طلب وزيرة العدل ليلى جفال الذي تقدّمت به  إلى الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بتونس، لفتح بحث تحقيقي بخصوص وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي وافته المنية يوم 25 جويلية 2019.

بن تيشة أفاد أنّ في الفترة التي سبقت وفاة  الرئيس السبسي ، كان هناك سعي محموم من طرف حركة النهضة والحكومة لتغيّير النظام الانتخابي وكان الوضع السياسي رديء و مُحتقن. وأوضح أنّ الراحل السبسي كان رافضا إمضاء القانون الانتخابي  المُعدل وكانت الغاية منه  إزاحة حزب نبيل القروي وحزب عبير موسي مذكّرا أنّ مقترح تنقيح القانون الانتخابي كان قد خرج من قصر قرطاج. 

'' الرئيس لم يكن مقتنع بالنسخة المعدلة للقانون الانتخابي واعتبره منقحا على القياس من أجل الاقصاء وبالنسبة له فإنّه إن تمّت المصادقة عليه في البرلمان فإنّه سيمتنع عن إمضاءه". 

وأضاف بن تيشة قائلا '' الرئيس السبسي كان يتألم نفسيا كثيرا ، موجوع ''

وكشف أنّ الفقيد الراحل السبسي في آخر أيامه كان له ثلاثة أشخاص سياسيا وفي الدولة وأفاد قائلا ''كان لديه عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع آنذاك ، وكان لديه الأميرال العكروت وكان لديه نورالدين بن نتيشة ، نحن الوحيدين في تلك الفترة الذين كنا معه صادقين''. 

وأوضح أنّ الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي تمّ نقله يوم 27 جوان للمستشفى العسكري  ، وكانت حالته حرجة وعلى الرغم من ذلك كان واعيا وفسّر قائلا  '' كان معه ابن ابنه في السيارة وتكلّم معه، هو كان مرهقا في المنزل ثمّ في سيارة الإسعاف كان قد تكلّم مع حفيده وعندما وصل إلى المستشفى العسكري كان واعيا''. 

وأكّد بن تيشة أنّ ما جاء في كتاب رئيس مجلس نواب الشعب السابق والقائم بأعمال رئيس الجمهورية سابقا محمد الناصر عن ما حدث يوم 27 جويلية كان صحيحا '' ليس فيه شيء لينزاد أو ينقُص، ما كتبه محمد الناصر واقع وصحيح 100 بالمائة''. 

وأشار أنّ كلّ الأجواء المحتقنة في تلك الفترة وأجواء البرلمان بعد تداول خبر وفاة السبسي قد خلق أجواء مشحونة أكثر من اللازم وهو ما دفع بوزارة الدفاع وبرئاسة الداخلية أن تُغلق على مداخل قصر قرطاج. وعاد بن تيشة على فترة القطيعة بين يوسف الشاهد رئيس الحكومة أنذاك والرئيس السبسي مشيرا أنّ الراحل وجّه للشاهد العديد من الإشارات ليعود عن أخطائه وهو اعتقاده أنّه قادر على الحكم بمفرده وأنّه قادر بمفرده على تسيّير الدولة التونسية ويعبر بها إلى برّ الأمان ، مؤكّدا أنّ الخطأ الكبير في تلك الفترة أنّ العديد من الأشخاص كانوا يعتقدون أنّ رئيس الحكومة يمكن أن يكون مثل بن علي. 

وأضاف أنّ الشاهد دخل في ذلك الاتجاه قليلا  مشيرا أنّ يوسف الشاهد ابتعد عن رأي رئيس الجمهورية وابتعد عن تشريكه في اتخاذ القرارات المهمة بالإضافة إلى أنّه لم يستمع إلى نصائحه المهمة '' هذا الخطأ الكبير ''. 

وصرّح بن تيشة أنّه استقبل خبر فتح تحقيق في وفاة الراحل السبسي باستغراب كبير وتساءل عن أسباب فتح هذا التحقيق في هذه الفترة. وأكّد أنّه لم يطلع على التقرير الطبي للرئيس الباجي قائد السبسي بعد وفاته مشيرا أنّ التقرير يمكن أن يطلع عليه أفراد عائلته فقط. 

وأفاد أنّ وزيرة العدل ليلى جفال وفق اعتقاده قد أذنت بفتح تحقيق في وفاة الراحل السبسي بطلب من الرئيس سعيد لأنّ هناك معطيات جديدة '' في تقديري السياسي'' وفق تصريحه. وكشف بن تيشة أنّه قبل 27 جوان كان قد التقى الراحل السبسي قبل أن يلتقي بوفد أمريكي.

'' إلتقيت به قبل 25 دقيقة ، قدمت له الموضوع وماذا كان في نقاشنا سابقا مع الوفد وهيّأته ولكن قبل هذا هو حدّثني عن زيارته الطبية لـ فرنسا وأعلمني أنّه وبعد أن أنهى الإجراءات ، قال له الطبيب أنّه في حالة جيّدة'' وتابع أنّه وبعد انتهاء اللقاء مع الوفد الأمريكي ، أحسّ الرئيس الباجي بالتعب واستقبل نبيل بفون (رئيس هيئة الانتخابات ) بسرعة ثمّ عاد مباشرة للمنزل واشتدّ به التعب مساء''.

وأضاف أنّه وفي صبيحة 27 جوان 2019، تدهورت صحته كثيرا ليتمّ نقله للمستشفى العسكري. وكشف بن تيشة عن واقعة حدثت في ذلك التاريخ مشيرا أنّه لم يكن شاهدا عليها وإنّما سمع بها وأفاد قائلا '' يوم نقله للمستشفى العسكري ، قال الراحل السبسي لإبنته سلوى ' يا سلوى حطولي قنبلة في كرشي ' لتُقل له هي لاباس ويقول لها هو '' لا هذه المرة مش لباس ''. 

ي.ر